ذراع الإرهاب طويلة.. لا تقتصر على دولة بعينها إنما يمكنها أن تصل إلى دول العالم دون استثناء لأحد.. في مصر عانينا منه ابتداء من التسعينيات بعمليات تفجيرية في الأزبكية ومدينة نصر والهرم والأقصر الذي استهدف السياحة هناك وتسبب في إقالة وزير الداخلية اللواء حسن الألفي.. ومنذ أحداث يناير والدولة المصرية في حرب ضروس ضد الإرهاب للقضاء عليه وتخوض الحرب ضده في أرض الفيروز وبخاصة العريش والشيخ زويد.. في حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمسنا حجم الإرهاب ومدى توجه الجماعة على إسقاط الدولة بعد ثورة يوليو المجيدة التي أزاحتهم عن حكم البلاد.. أمريكا تذوقت مرارته في أحداث الحادي من سبتمبر 2001 عندما هاجمت طائرات مدنية برجي التجارة العالمي في مانهاتن. بنيويورك ومبنى البنتاجون وفقدت آلاف الضحايا وكانت شرارة إعلان الحرب على تنظيم القاعدة في أفغانستان الصناعة الأمريكية للحرب ضد روسيا.. فرنسا وبلجيكا وتركيا ودول كثر تذوقت مرارته ومنها بريطانيا التي شهدت حادثًا إرهابيًا في قلب عاصمتها لندن حول مجمع مجلس العموم واللوردات وأجبر أعضاء مجلس العموم على الاختباء داخل المجلس لأكثر من ست ساعات خوفًا على حياتهم بعد الهجوم الذي راح ضحيته 5 ضحايا و40 مصابًا.. الهجوم الإرهابي الثلاثي تم تنفيذه في منطقة ويستمينسرن التي تضم إلى جانب البرلمان مكتب رئاسة الحكومة ومقار الوزارات الرئيسية وبعض المعالم المهمة للندن.. الحادث الإرهابي أربك موازين بريطانيا لدرجة أن الشرطة البريطانية ألمحت إلى احتمال استدعاء الجيش للمساعدة في مكافحة الإرهاب داخل بريطانيا وهو ما يؤكد أن ما حدث يعد أمرًا خطيرًا ومطلوب التحرك السريع والاستعداد للخطر القادم الذي قد يداهمهم في أي وقت وقد يتسبب في زعزعة استقرار المملكة المتحدة.. من هنا نعي أن الإرهاب له أذرع طويلة تصل إلى كل بلدان العالم.. ومصر هي الدولة الوحيدة التي أعلنت خطورته على العالم وهي أول من أعلنت التحدي ضده وتعمل على وأده وكم من شهداء سالت دماؤهم الزكية على أرض المحروسة فداء للوطن وحفاظًا على سلامته، بينما دول العالم لم تتخذ قرارًا موحدًا بإعلان الحرب ضد الإرهاب وما نسمعه لا يخرج عن الكلام المرسل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع والدليل وجود تنظيم داعش الخطر الحقيقي.