«أدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره.. وفين حبيبي اللي رماني من جنة الحب لناره».. بتلك الكلمات الرقيقة شدا ملك العود الموسيقار فريد الأطرش، تعبيرا عن الابتهاج بقدوم فصل الربيع الذي تتفتح فيه الزهور معلنة انتهاء فصل الشتاء. بينما لم تجد شقيقته المطربة الكبيرة أسمهان أجمل من كلمات الشاعر الراحل حلمي الحكيم التي يقول فيها: «يابدع الورد يا جمال الورد.. من سحر الوصف قالوه عالخد.. الورد الورد يا جماله.. الأحمر من بدعه وجد وهيام الطف يالطيف.. والأصفر من ريحته غيرة وآلام ارحم يارئيف.. والأبيض ده العفة ريحة وغرام اقطف يا شريف.. رسول العشاق سمير المشتاق.. الورد يا جماله». وتولي حديقة الأورمان، واحدة من أكبر حدائق الزهور في القاهرة الكبرى، موسم الربيع اهتماما خاصا، وتفتح أبوابها أمام الراغبين في الاستمتاع بعبير الزهور وروائح الورد. داخل معرض زهور الربيع بالحديقة آلاف الورد والأزهار تستقبل الزوار. الله جميل يحب الجمال "أتى الربيع فاتحا ذراعيه، فتح معرض زهور الربيع في حديقة الأورمان ذراعيه قائلا "أنا جمال، وحب الجمال عبادة"، في البدء كان الشتاء بغيومه وشمسه المختفية، هو ذا الشمس أشرقت بعدما أتعب الساعي المسير في غيوم الشتاء. رائحة الأزهار حباه الله بذلك العطر، فيا شمس الربيع لا تحرمي الزهور من شفقك، اجعليها تغني باسم خالق الأكوان. تبصر وتفكر في جمال الربيع وهو يداعب سنابل القمح ويتراقص الورد في حضرته؛ لتفهم بأن الربيع هو فصل المرح والفرح والبهاء، الأغصان تتراقص فرحا بالربيع، حقولا أتاها البلبل المغرد. نجلس تحت ظلال أشجار الليمون، أمام بحيرة صافية، أغيب وأسرح في غاياتي البعيدة، غابت أحزاني في حضرة الجمال، صار الغروب في حدائق الربيع آية. أتاك الربيع ضحاك الثغر فابتسم ياولدي، بعد أن انقشع الشتاء ببساطه الأبيض، ليرحل في هدوء، حان الوقت، ليترك البراعم يداعبها شفق الشمس بشعاع دافئ، ويهفو الزهر حالما، فقد تعطّر بأريج يحمل للنفس جميل المعاني، مرحى ومرحى يا ربيع العامِ... أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ بعد الشتاء... وبعد طولِ عبوسه أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّام. أزهار بسمات، حقول أينعت وحان حصادها، غيوم انقشعت والأرض كساها الألوان، فهيا يا صديقي إلى الأرض الخضراء نستنشق.