يشكو عدد كبير من الآباء والأمهات بسبب خوف أبنائهم الشديد والذي يصل في بعض الأحيان إلى حد المرض والرهبة من كل شيء. وفى هذا الصدد تقول الدكتورة «منال زكريا» أستاذة علم نفس الأطفال أن الخوف شعور طبيعي لدى الإنسان عمومًا، والأطفال بشكل خاص، وذلك نظرا لقلة تجاربهم في الحياة واعتمادهم على والديهم في أغلب الأمور، موضحة أن هناك العديد من أشكال الخوف عند الأطفال كالخوف من الظلام أو الحيوانات أو الأصوات العالية أو الأشخاص الغرباء وغير ذلك، وهي أمور تختلف باختلاف عمر الأطفال فالوليد يخاف من الأصوات، أما الأكبر سنًّا يخافون من الحيوانات أو الظلام وهكذا. وأضافت أن هناك نوعين من الخوف أحدهما طبيعي وله آثار جيدة، إذا أحسن المحيطون بالطفل استغلاله في حماية الطفل، فمثلا قد يستطيع الأبوان استغلال تخوف الطفل من أصوات السيارات لتوعيته بخطورة عبور الشارع بمفرده، أما النوع الآخر فهو مرضيّ يؤثر على حياة الطفل ويجعله يخشى من الإقدام على أي خطوة حتي وإن كانت بسيطة وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى الطبيب. ووجهت زكريا نصائح للأبوين بخصوص التغلب علي المخاوف الطبيعية لدى أطفالهم قائلة: "إن الوالدين عليهما أن يكونا مثالا للهدوء أمام الأطفال في كل الأوقات، كما أن عليهما ألا يستخفا بمشاعر الخوف لدى أطفالهم، بحيث يبدون الاهتمام والرغبة في الحديث مع الطفل عن تخوفاته وأن يمنحاه الثقة في ذاته؛ لأنها أول طريق التخلص من الخوف".