أصبحت الآن هناك حرية رفض وقبول الفتاة للعريس المنتظر، فبعد أن كانت الفتاة لا يسمح لها برؤية العريس سوى ليلة الدخلة، أصبحت الآن لها حرية كاملة فى القبول أو الرفض تمامًا كما يفعل الرجل. وأجرت مجلة "روز اليوسف"، فى الخمسينيات استطلاعًا لرأى مفكرات مصريات حول حق الفتاة فى الإضراب عن الزواج مثل الفتى وهل تختلف نظرة المجتمع للمرأة العاملة عن نظرته لست البيت. قالت الدكتورة سهير القلماوى إن حرية الفتاة التى تعمل أوسع من الحرية التى تمنح لست البيت، ولو أنها حرية محدودة بالتقاليد التى تحد فى نفس الوقت من حرية زميلتها، لكن الفتاة العاملة بما تحسّه من حرية أقدر على تكييف التقاليد وتغييرها لتتماشى مع التقدم، والعريس للأسف ينظر إلى الفتاة التى تمكث بالبيت نظرة أكثر تقديرًا باعتبارها أصلح لمهام البيت وتربية الأبناء. وتقول القلماوى إن المرأة العاملة أقدر على تربية طفلها وتوجيهه فى المجتمع وإن كانت تحتاج إلى بعض الوقت لإتقان الحياة المنزلية، لكن ليس من حق أحد أن يمكث بلا زواج ما دام قادرًا وما دامت الظروف حوله مهيّأة، وأنا أفهم أن يحجم الشاب عن الزواج لأسباب كثيرة، لكن لا أفهم أن تحجم المرأة عن الزواج مختارة، فهى بحكم غرائزها لا بد أن تنجب أطفالًا لتربّيهم. أما الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ، "فترى أن رأى المجتمع فى مثل هذه المسائل لا يؤخذ من فرد أو بضعة أفراد، وإنما يؤخذ على قاعدة عريضة ونطاق واسع بعملية الإحصاء، وتقول بنت الشاطئ عن رأيها الشخصى وبخبرتها المحدودة فى المجتمع، إن الفتاة العاملة تظفر بحقوق اجتماعية أكثر مما تظفر به ست البيت، وذلك لأن المجتمع يمنح الحقوق على قدر العمل، أما ست البيت فتظفر بتعويض كافٍ عما لم تنله من حقوق، فهى معفاة من ضجيج الشوارع وما يحدث فى المواصلات، ولكن ما ألاحظه أن المجتمع يقدّر المرأة العاملة وقد يعجب بها، لكنه لا يزال يحتفظ باحترامه للفتاة المصونة فى البيت، وذلك لأنه لم يتحرّر نهائيًّا من فكرة الربط بين الاحترام وبين الأنوثة المصونة.