تركز مدارسنا على تعليم الطفل كل مواد المنهج الدراسي، ولا تهتم بتعليمه المهارات الضرورية لتنمية شخصيته، بحيث يصبح مستقبلا عضوا فعالا في المجتمع. الدكتور أيمن محمد الخبير التربوي والمعالج النفسي يقول: "يتعلم الطفل في المدرسة، خاصة في سنواته الأولى، أساسيات القراءة والكتابة والحساب والعلوم، لكن هناك الكثير من المهارات التي يحتاج إلى تعلمها وتبدأ من البيت أولا، وهنا يكون الدور الأكبر على الأم تعلمها له منذ الصغر، ومن أهم هذه المهارات، ما يلي: مهارة تطوير العلاقات الاجتماعية: يدخل الطفل إلى المدرسة ثم تفاجأ الأم بأنه لا يشارك في الأنشطة المدرسية، وربما يعاني من الانطواء والخجل ولا يكوّن صداقات مع رفاقه في الفصل. وتابع: "المدرسة ستعلّم طفلك الكثير من المهارات العلمية، لكنها لن تساهم في تطوير مهاراته الاجتماعية إلا إذا كانت موجودة لديه، طفلك بحاجة إلى تدريبه في وقت مبكر على مثل هذه العلاقات ومساعدته على تطويرها باستمرار، امنحيه الفرصة للتفاعل مع غيره من أطفال الجيران والأقارب والأصدقاء وشجعيه على الانخراط في الأنشطة المختلفة وتكوين صداقات". مهارة تحديد الهدف: السؤال الذي يوجه دائما إلى الأطفال: ماذا تريدون أن تكونوا عندما تكبرون؟ قلة من الأطفال هي التي تجيب: طبيب، مهندس، كاتب، تدريب الطفل على تحديد هدفه في الحياة أمر بالغ الأهمية، فتحديد الهدف منذ الصغر بمنزلة البوصلة التي تحدد له الاتجاه الصحيح وتقيه العشوائية في حياته. لا تفرضي عليه هدفا محددا، بل ساعديه في العثور على هذا الهدف من خلال الحوار وقراءة قصص العظماء له وتشجيعه على الاشتراك في الهوايات والأنشطة، ثم دعي له الاختيار. مهارة الاستماع والتحدث الجيد: الكثير من البالغين لا يمتلكون مهارة الإنصات الجيد ولا فن التحدث بطريقة لائقة، والطفل الذي يتمتع بهذه المهارة سيكون أكثر تفوقا من أقرانه، ليس في المدرسة وحسب إنما في سنوات البلوغ، قد ينمي الطفل هذه المهارة في المدرسة، لكن لا بد أن تبدأ أولا في البيت، فعندما تنصتين جيدا لما يقوله، فهذه رسالة بأن ينصت هو أيضا للآخرين، كما أن فن التحدث يختلف عن فن المحاضرة التي تلقيها الأمهات كل يوم أمام أطفالهن، تحدثي مع طفلك بدلا من الحديث في وجهه.