سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"واشنطن بوست" تتنبأ بجولة ثانية فى معركة "الأسد".. سقوط "الرقة" فى أيدى مقاتلى المعارضة يضيف للمكاسب التى حققتها الجماعات الإسلامية.. وجبهة النصرة فرضت سيطرتها على نحو 90 % من آبار البترول السورى
فى الوقت الذى ينزلق فيه الركن الشمالى الشرقى لسوريا من سيطرة الحكومة، تزداد مخاوف السوريين من اندلاع حرب أخرى بين المقاتلين المعتدلين نسبيا الذين كانوا فى مقدمة الصفوف المسلحة ضد النظام السورى، وبين المتطرفين الإسلاميين الذين ظهروا فى الآونة الأخيرة مستعرضين قواتهم وأسلحتهم لقيادة حركة المتمردين. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى مقال أوردته اليوم الأربعاء، على موقعها الإلكترونى، أن سقوط مدينة الرقة فى أيدى مقاتلى المعارضة فى الشهر الماضى، وهى أول عاصمة إقليمية سورية تسقط فى أيدى المعارضة السورية، تضيف للمكاسب التى حققتها الجماعات الإسلامية فى ثلاث محافظات تقع شمال شرقى البلاد، مشيرة إلى أن القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد المنتشرة فى عدد قليل من القواعد المتفرقة فى أنحاء البلاد معرضة للطرد فى أى وقت. وفى الوقت الذى يتشبث فيه النظام السورى بالبقاء فى السلطة، بدأت الخلافات بين الجماعات المتمردة تلوح فى الأفق، فيما يتعلق بالأيديولجية والنظام المستقبلى للدولة فى سورية والسيطرة على الموارد الرئيسية التى تقع فى هذا الركن الحيوى من البلاد والذى طالما كان مهملا. ونقلت الصحيفة عن أبو منصور، أحد قياديى كتائب الفاروق التابعة للجيش السورى الحر، الذى اشتبكت قواته فى الشهر الماضى مع تنظيم "جبهة النصرة" فى المعبر الحدودى بمدينة تل أبيض، قوله "إن القتال أمر لا مفر منه". وأوضحت الصحيفة أن جبهة النصرة، التى تصنفها الولاياتالمتحدة أنها منظمة إرهابية بسبب الاشتباه فى علاقتها بتنظيم القاعدة، من بين العديد من الجماعات الناشئة فى المنطقة لكنها وصفت بأنها الأكثر حسما وقوة. وكان تنظيم القاعدة فى العراق قد أعلن يوم الثلاثاء الماضى للمرة الأولى، أن جبهة النصرة التى تحارب فى سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد هى جزء من التنظيم الناشط فى العراق، وهدفها إقامة دولة إسلامية فى سوريا. ولم يصدر أى تأكيد فورى فى هذا الصدد من جبهة النصرة، التى كثيرا ما سعت إلى تصوير نفسها كمنظمة سورية أصيلة لتنأى بنفسها عن المنظمة العراقية التى ترفع نفس الراية. وقد كان لهذا الإعلان أثره فيما يتعلق بمستقبل سوريا فى حالة سقوط هذه المنطقة من البلاد فى أيدى المتطرفين. وتعد مدن الرقة ودير الزور والحسكة، المعروفة قديما باسم الجزيرة لموقعهم بين نهرى دجلة والفرات، موطنا للثروة الاقتصادية السورية، حيث تضم جميع حقول النفط واحتياطى الغاز، فضلا عن معظم الثروة الزراعية خاصة القمح والقطن، كما تتصل منطقة الجزيرة أيضا بمحافظتى نينوى والأنبار العراقيتين منبع جذور تنظيم القاعدة فى العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط القبلية والعائلية تمتد عبر الحدود حيث تتردد أصداء تفاقم الصراع المندلع فى العراق خلال العقد الماضى، عندما انشق العديد من رجال القبائل السنية عن المقاتلين ضد القوات الأمريكية، وانضموا للصفوف المقاتلة ضد تنظيم القاعدة. وقد لقى ثلاثة مقاتلين، أحدهم سعودى وآخران تونسيان، مصرعهم عندما حاول زعماء القبائل منع المقاتلين التابعين لجبهة النصرة من دخول قرية مسرب بدير الزور. كما أكدت الصحيفة أن جبهة النصرة فرضت سيطرتها على نحو 90 فى المئة من آبار البترول السورية ومخازن الحبوب والقطن.