أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وحدة الهدف والمصير المشترك لكل دول القارة الأفريقية الواعدة، كما شدد على انحياز جميع شعوب القارة إلى قيم العدل والحق والخير وتطلعهم في يقين وإيمان راسخين إلى تعميق مبادئ سيادة القانون واستقلال القضاء واحترام الحقوق والحريات العامة. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم الاثنين، أثناء حضوره وقائع الجلسة الافتتاحية لمؤتمر رؤساء المحاكم والمجالس الدستورية العليا الأفريقية، الذي تنظمه المحكمة الدستورية العليا بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية، بحضور رئيس مجلس النواب، ووزراء الداخلية والعدل والمالية والاستثمار والتعاون الدولى وشئون مجلس النواب، ورؤساء الهيئات القضائية وأعضاء المحكمة الدستورية العليا، وعدد من سفراء الدول المختلفة. ويأتى المؤتمر في إطار دعم وتعزيز أوجه التعاون المشتركة بين كل الدول الأفريقية في مجال القضاء وإرساء دعائم العدل والحرية،، بالإضافة إلى كونه فرصة مهمة لتبادل الرؤى والخبرات حول المفاهيم الدستورية ومناقشة عدد من القضايا القانونية ذات الاهتمام المشترك بما يوثق أواصر التعاون بين جميع المحاكم الأفريقية ويحقق حماية حقوق الشعوب ويدعم أوجه التنمية للأفراد والمجتمعات. وإلى نص الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر. السادةُ الموقرون: رؤساءُ المحاكمِ والمجالسِ الدستوريةِ والعليا الأفريقية السادةُ الأجلاء: رئيسُ المحكمةِ الدستوريةِ العليا المصريةِ ونوابُه السادةُ الحضورُ الكرام يطيب لى بالنيابة عن جمهورية مصر العربية رئيسًا وشعبًا وحكومة وبالأصالة عن نفسى أن أتوجه بعبارات التقدير والترحيب بهذه الكوكبة من رموزِ القضاء الأفارقة على أرضِ مصرَ الطيبة التي تعتزُّ دومًا بانتمائها إلى قارةِ أفريقيا وبامتدادِ جذورِها إلى الأصلِ الأفريقى متعددِ الأعراقِ والثقافات. الحفلُ الكريم لا شكَّ أن هذا المؤتمرَ الموقر بما يحملُهُ من دلالاتٍ عميقةِ الأثر إنما يقطعُ –على نحو جازم- بوحدة الهدفِ والمصير المشترك لكل دول القارةِ الأفريقيةِ الواعدة ويؤكدُ –بما لا يدعُ مجالًا للشك- انحياز شعوبِها إلى قِيم العدل والحق والخير ويتطلعُ –في يقين وإيمان راسخيْن- إلى تعميق مبادئَ سيادةِ القانون واستقلال القضاء واحترام الحقوقِ والحرياتِ العامة. السادة الحضور... الحفل الكريم دعونى أستأذنكُم في أن نُجيلَ جميعًا أبصارَنا فيما أرستُه المحكمةُ الدستوريةُ العليا في جمهوريةِ مصرَ العربية من مبادئَ تستلهمُ القيمَ الرفيعةَ للحضارةِ الإنسانية وأن نُعيرَ أسماعَنا لما أرستُه هذه المحكمةُ رفيعةُ المقام من قواعدَ استصحبت الأطرَ الديمقراطيةَ للدول الحديثة. فها هي تؤكدُ في قضائِها المتواتر على كفالةِ الحريةِ الشخصية وذلك لاتصالِها بكيان الفردِ منذُ وجودِه وإحاطةِ الدستور للحريةِ الشخصيةِ بضماناتٍ عديدةٍ لحمايتِها وما يتفرعُ عنها من حقوق فرفعت الحريةَ الشخصيةَ إلى مرتبةِ القواعدِ الدستورية وحَظَرَتْ على المشرّع العادىِّ المساسَ بالحريةِ الشخصيةِ وإلا جاءَ عملُهُ مخالفًا للشرعيةِ الدستورية. كم أكدت المحكمةُ الدستوريةُ المصرية في غير حكم لها أن مبدأَ خضوع الدولةِ للقانون محددُ على ضَوْءِ مفهوم ديمقراطى مؤداهُ ألا تُخِلُّ تشريعاتُها بالحقوق التي يُعتبرُ التسليمُ بها في الدول الديمقراطيةِ أساسًا أوليًا لقيام الدولةِ القانونية وضمانةً أساسيةً لصوْنِ حقوقِ الإنسانِ وكرامتِه. السادةُ الحضور دعونى في الختام أن أقدمَ لكمْ جميعًا أسمى آياتِ الترحيبِ والتقدير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مشاركتِكم في هذه الفعاليةِ المؤثرةِ في الشأن القضائى للمحاكم والمجالس الدستورية والمحاكم العليا الأفريقية متمنيًا لكم طِيب الإقامةِ داعيًا العلىَّ القديرَ أن يوفقَكُم وإياّنا لكلِّ ما يحققُ رفعةَ وتقدمَ القارةِ الأفريقيةِ العظيمة.