أثقل قرار «تعويم الجنيه» وانهياره أمام «الدولار» على الناشرين العرب المشاركين في الدورة ال48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، فتحمل جميعهم أعباء إضافية حالت دون تحقيق هامش ربح من المعرض -حسب وصفهم- لكنهم يشاركون فقط من أجل تسجيل الوجود. ففى الصالة رقم 19 «جناح الناشرين العرب»، تجد وجوهًا مهمومة، حركة خفيفة في الصالة الضخمة، فالأسعار هناك مرتفعة للغاية، البعض يندب حظه على المشاركة، وآخرون يشيرون إلى اعتيادهم على «الوجع»، خاصة مع ارتفاع تكاليف الطباعة وحركة التنقلات ورسوم المشاركة في المعرض التي تحصل منهم ب«الدولار». ويشهد جناح «الناشرين العرب» -المواجه ل«سور الأزبكية»- حالة من الركود، حيث يقول أحد أصحاب دور النشر، إن الإقبال ضعيف وقد يكون منعدما، بسبب ارتفاع أسعار الكتب التي بعضها يباع ب«الدولار»، وأوضح أن اعتمادهم في معرض القاهرة على الجامعات والجاليات الأجنبية والعربية الموجودة بالقاهرة، بخلاف ذلك فالمصريون يقضون فقط وقت فراغهم في المعرض، وتجدهم يتزاحمون في «سور الأزبكية». وبخلاف حالة الركود التي يشهدها «الناشرين العرب» والذين يصل عددهم ل200 ناشر هذه الدورة، يعتبر الناشر العربى «صيدا ثمينا» للعاملين المصريين سواء التابعين للهيئة العامة للكتاب، أو من خارجها، حيث يعتبر جناح «الناشرين العرب» بمثابة «الدجاجة التي تبيض ذهبا»، فالجميع يسعى للفوز ب«رز العرب». أحد الناشرين العرب قال إنه دفع ثمن اشتراكه في المعرض أسوة بالآخرين بجانب «50 دولارا» لا يعلم إلى أين تذهب، وكشف أن العاملين بجناح «الناشرين العرب» يطالبونهم بدفع ما يشبه «الإتاوة» تحت مسمى «الشاى ياباشا»، بالطبع ليست «10 جنيهات أو 20 جنيها» كما هو متبع، لكن مبالغ قد تصل إلى 200 و300 جنيه. وروى أحد الناشرين أنه في بداية المعرض أصر عامل على الحصول على «بقشيش» من إحدى الشخصيات العربية الكبيرة، الذي لم يكن لديه من العملات سوى فئة «100 دولار»، فمنح واحدة للعامل الذي كاد أن يقبل «يديه».