«الناس لا يريدون الكلمات.. يريدون صوت المعركة.. معركة مصير» هكذا قالها عبد الناصر، عبارة أرخت قناعة رجل ربما لم يحبه الجميع ولكن أجبر العالم على احترامه، فباتت بنراسًا لما بعده في طريقهم نحو تحرير الأرض والأوطان. جمال عبد الناصر، الحاضر الغائب، محرر الأوطان وآسر القلوب، كما يحب أن يصفه مريديه ومعاصريه، تحل علينا اليوم ذكرى ميلاده ال99، لم يتوان الجميع عن إحياء ذكرى مولده، يتصدر اسمه مانشيتات الصحف، وتنتشر صوره محفوفة بعبارات الثناء والتمجيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحرص محبيه من المحيط إلى الخليج على القرب منه قدر المستطاع فيقصدوا مرقده، وأمام ضريحه تنهمر الدموع وتتعالى الأصوات بالدعاء فإنه «الزعيم الخالد». يبدو هذا العام لميلاد ثاني رؤساء مصر بعد سقوط الأسرة العلوية، مختلف يعض الشئ، فلم يعد الرفقاء من ورثة عبد الناصر على قلب رجلًا واحد، فالأحزاب التي انبثقت من مشروعه السياسي لم يكن جميعها جل اهتمامها إحياء ذكراه، استعد الحزب الناصري لاحتفال بالذكرى بينما انشغل قيادات حزب الكرامة - آخر العنقود - بمعركته في الحفاظ عن الأرض كأحد قادة الجبهة المدافعة عن جزيرتي تيران وصنافير. مشهد اليوم من ضريح عبد الناصر، لم يكن برتوكوليًا لما جرت العادة، وإنما كان شعبويًا بامتياز، اختفت الشخصيات العامة مألوفة الوجوه، وتصدر المشهد الابن الأصغر لزعيم العرب، عبد الحكيم وأحد أحفاده، وعدد من البسطاء من محبي التجربة الناصرية وممثلون عن أحزاب القومية العروبية.