سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نظام ما بعد الأسد.. "بدر": نتوقع تدخلات دولية لإعادة الجولان المحتل لسوريا.. "الصفدي": أزمة الجولان إما التأجيل أو الحل بشروط إسرائيل.. "شكري": الحديث عن مستقبل الجولان مرهون بالنظام الجديد
بعد أن بدأت إسرائيل فى إعادة النظر فى ترتيباتها الأمنية فى هضبة الجولان تحسبا للسيناريوهات المتوقعة سواء بسقوط أو هروب بشار، بدأت قضية الجولان المحتل تطرق الباب الآن بقوة فى نهاية متوقعه للنظام السورى الحالى، مؤذنة بتحرك على صعيد عودة الجولان إلى حدود 67، وعودة المفاوضات المتوقفة مع إسرائيل فى سبيل استرجاع هضبة الجولان إلى "سوريا الجديدة". فى هذا الشان أكد السفير "نبيل بدر" مساعد وزير الخارجية الأسبق، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، والذى يذهب إلى أن أى حكم بعد الأسد سيتحرك فى الجولان، وسيقبل بمفاوضات مع إسرائيل، مضيفا: "لا أتصور أنه سيتنازل عن الحقوق السورية فى استرداد الجولان بما فيها العودة إلى حدود ما قبل 1967". وأشار "بدر" إلى مفاوضات جرت حول الجولان خلال حكم الرئيس "حافظ الأسد" ولم تسفر عن شيء لتمسكه بخط الحدود، بينما كانت إسرائيل تسعى لزحزحته، ومن ثم فإن حافظ الأسد قد قطع شوطا فى المفاوضات خلال حكمه، ومن المأمول أن يعيده النظام الجديد فى سوريا ما بعد الأسد. ويؤكد "السفير" أن النظام بعد الأسد سيكون فى صالح التوجه السورى، لعدم السكوت على استمرار الاحتلال فى الجولان رغم الصعوبات التى أشار إليها، مضيفا: " نتوقع تدخلات دولية فى اتجاه سوريا وإسرائيل فى محاولة إعادة الجولان المحتل لسوريا، وقد يكون ترتيب الموقف متلازما مع الترتيبات فى الداخل، ففى ظل ترتيب سوريا داخليا المطالبة السياسية ستكون قائمة". وتقول "ليلى الصفدى" - الناشطة والإعلامية من الجولان المحتل، والعضوة السابقة فى المجلس الوطنى السورى: "لا شك أن إسرائيل اليوم قلقة وتقف موقف المترقب لما يمكن أن تئول إليه الأوضاع فى سوريا، لكنها من الناحية الأخرى تجد نفسها أكثر قدرة على الابتزاز واستغلال الأوضاع لمصلحتها، ولا شك أن لها دورا كبيرا مع حليفتها الولاياتالمتحدة فى إطالة أمد الأزمة إلى الحد الأقصى لإنهاك الشعب السورى وتعميق شروخاته وإشغاله". وتضيف "الصفدى": إن مسألة الجولان أمام احتمالين مؤسفين، وثالثهما بعيد المنال، إما التأجيل والتناسى لأمد غير معلوم، وإما الحل وفق الشروط الإسرائيلية والأمريكية، وهذا متعلق إلى حد بعيد بنجاح الثورة وقدرة الشعب السورى على تقرير مصيره ومسك زمام مصالحه، والتى قد تفلت من يده لأمد طويل وتُسحق بين نظام مجرم غير مبالٍ بمصالح الشعب وقيادات معارضة فاشلة ومسلوبة الإرادة وقاصرة أمام طموحات شعبها، وإرادات دولية مصلحية، موضحة أن الشعب عندما يمسك مصيره بيديه فعلا فإنه يستعيد كرامته ومصالحه وأرضه المسلوبة. وأشارت أن ذلك فى الوقت الذى خرجت فيه مؤخرا العديد من التصريحات حول بناء إسرائيل لسور عازل بطول الحدود مع سوريا للفصل بين الجزء الذى تسيطر عليه دولة الاحتلال من هضبة الجولان، وبين الجانب السورى بطول 90 كيلومترا، تحسبا لحالة عدم استقرار محتملة عقب السقوط المتوقع للرئيس بشار الأسد. وفى نفس السياق، أكد "محمود شكرى" - سفير مصر السابق فى سوريا - أن الحديث عن الجولان المحتل ومستقبله الآن هو حديث استباقى، وأن التنظير فيه من الصعوبة؛ لأنه يرتبط بأكثر من شيء، كلها غير واضح معالمها حتى الآن، مضيفا - ل"فيتو" - أن المستقبل الخاص بالجولان مرهون بنظام الحكم الجديد بعد سقوط نظام الأسد، خاصة فيما يصدر من تصريحات إسرائيلية حول الجولان وبناء الجدار العازل، قائلا: "إذا كان هناك نظام حكم قوى فى سوريا، بعد نظام الأسد، فإسرائيل لن يمكن أن تقوم بعمل قوى فى الجولان". وتابع "شكرى"، قائلا: إسرائيل تتحدث باستمرار لكن هناك فرقا بين تغيير نظام الحكم، وبين تغيير طبيعة الأرض، وهناك مفاوضات مستمرة بخصوص الأراضى المحتلة فى شبعا، والجولان وغيرها، وصحيح أن الإسرائيليين فرضوا سيطرة على الجولان وأصدروا قرارا داخل الكنيست بضمها إلى السيادة الإسرائيلية، لكن هذا كله كلام لم يؤخذ به، وهم حتى هذه اللحظة ما زالوا فى حالة حرب. كما يرى السفير المصرى أن هذه فرضية قائمة على فرضية أصعب، فلو فرض وسقط النظام، فما هى ملامح النظام القادم..؟ ومن ثم فإن هذا النظام لو كان غير قادر على فرض نفسه على الساحة الدولية، وإذا لم تكن له سطوة للوقوف أمام إسرائيل فكلامنا لا تأصيل له بالأساس، مضيفا إلى ذلك الموقف الروسى المؤيد حتى هذه اللحظة، فروسيا حتى الآن ترفض الظهور بتخليها عن سوريا.