ملصقات معلقة على الحائط، وشباب لا يتعدوا الخمس أفراد تمر أعينهم عليها، جاءوا لتقديم أوراقهم لوظائف وزارة القوى العاملة، المتنوعة بين شركات أغذية، ومبيعات، وعمال أمن، وخدمة عملاء. والتقت "فيتو" بالشباب الراغبين في التقدم للوظائف، وقال ماهر، 23 سنة، من إمبابة بمحافظة الجيزة، حاصل على بكالوريوس تجارة، إنه جاء ليبحث عن عمل بعد أن علم من أحد أقاربه بأن وزارة القوى العاملة توفر وظائف. وأضاف: "اشتغلت فترة كبيرة في كريازى بجانب وأعمال حرة وسبتها عشان ظروف ومرتب"، مشيرا إلى أنه لم يتوصل بعد إلى اتخاذ القرار بالوظيفة التي يريدها. بينما جاء أشرف البالغ من العمر 30 عامًا، والحاصل على مؤهل فوق المتوسط، من حدائق المعادي مكان إقامته الحالية بعد أن كان يعيش بمحافظة قنا، قائًلا: "جيت قبل كده قدمت في وظيفة تابعة لشركة خاصة بالتجمع الخامس بس مكنش في انتقالات فمرحتش أصلا فالمفروض القوى العاملة توفر وظائف حكومية". وأضاف أنه كان يعمل سباكا في مصنع حربي باليومية لمدة سنة ونصف السنة إلى أن أنهوا عقده دون معرفة الأسباب. وقال حسام، 21 سنة، مقيم بإمبابة، إنه جاء ليسأل عن مكان التقديم لوظائف الكويت، بعد أن عمل في الغردقة كشيف جزار لمدة عام ثم ترك الوظيفة لظروف شخصية، قائلًا: "الوظائف كويسة بس يمكن المرتب قليل شوية". في جانب صالة التقديم لوظائف الكويت، وقف العشرات من الشباب على الشباك لتسليم الأوراق، بينما هرول غيرهم إلى مكاتب التصوير لإنهاء الأوراق اللازمة، خاصة أنه اليوم الأخير لاستقبال طلبات السفر. وأوضح سيد، 40 عاما، أنه خاض تجربة الاغتراب منذ 2007، فعمل مهندس مساحة في أبو ظبي لمدة خمس سنوات، وقضى عاما في شركة مياه بالسعودية. وأضاف: "دلوقتى بشتغل مهندس حر والظروف صعبة أوي.. جيت عند وزارة القوى العاملة علشان أقدم على فرصة شغل في الكويت لأنى مش عارف اشتغل هنا". وتابع: "العقبة تكمن في اشتراط حد أدنى 38 عاما وخبرة لا تقل عن 20 عاما في حين أن الفرد يتخرج وهو يبلغ من العمر 23 عاما"، قائلا: "اتعرض عليا شغل من مكاتب سفر بمرتب 5000 جنيه بس موافقتش علشان النصب، ومشكلتى في الإمارات أن اللاجئين السوريين بيوافقوا بأى مرتبات فده بيخلى المرتبات قليلة جدا والسكن بيبقى 8 في أوضتين". وقال محمد، 33 عاما، متزوج من محافظة الشرقية، إنه ظل يعمل نجار مسلح لمدة عشرين عاما، وحين سمع في التلفاز عن وظائف وزارة القوى العاملة أسرع إلى التقديم وحضر الأوراق اللازمة من شهادة الجيش وجواز السفر إضافة إلى شهادة الخبرة. وأضاف: "اللى خلاني أفكر في السفر عشان الغلا إلى عايشين فيه واديكى بعمل إلى عليا والباقى على ربنا".