الفتنة دومًا نائمة ملعون من يوقظها.. لأنها تأتى على الأخضر واليابس ولن تبقى شيئًا فى هذه الأرض الطيبة إلا وتطوله. الفتن تفاقمت فى عصر الإخوان وتحولت إلى جحيم لا يطاق، وما بين مبارك والعسكر والإخوان النغمة تظل واحدة ففى العصور الثلاثة بات اللعب على نغمة الفتنة الطائفية بين مسلمى مصر ومسيحييها هو الطريق الواضح لتمرير قرارات أو قوانين أو التغطية على فشل ما. الحاكم متغير لكن تظل "الفتنة" ثابتة وعواقبها كارثية.. و"الفتنة" فى عصر "الإخوان" ستكون عواقبها أكبر من مثيلاتها فى عصر مبارك والعسكر؛ لأن الإخوان يصدرون أنفسهم كونهم حماة حمى الإسلام، لتتحول المعركة بفضلهم بين مسلمين ومسيحيين، الأزمة بدأت فى الخصوص بمحافظة القليوبية، لكن الفتنة لا تتوقف بمكان فتتحرك لتنهش فى جسد الوطن، فتحولت مع جثامين ضحايا "الخصوص" لمنطقة العباسية أمام الكاتدرائية لتزداد وتتحول إلى الفتنة الأكبر طوال سنوات مضت.. فى حين يظل الرئيس الإخوانى صامتًا ويصر ألا يتدخل.. ألا لعنة الله على صانعى الفتن فى هذا البلد الأمين. ما حدث فى العباسية وما سبقه فى الخصوص ما هو إلا بداية تنفيذ لخطة إخوانية جديدة وفقًا للمعلومات التى حصلت عليها "فيتو" والتى تنفرد بنشرها فى هذا التقرير.. دراسة للفتنة عبر دراسة مطولة أعدها أحد القيادات الكبري فى الجماعة ، استعرض تاريخ الفتنة الطائفية منذ حادث الخانكة عام 1972 بعد أن تولى الرئيس محمد أنور السادات رئاسة مصر، حينما قام بعض المتشددين بحرق جمعية للكتاب المقدس يتخذ منها الأقباط هناك مكان لممارسة شعائرهم الدينية أمرت الكنيسة مجموعة من الأساقفة والكهنة بالذهاب إلى هناك مرتدين ملابسهم السوداء فى مسيرة على الأقدام قائلة لهم لابد أن تصلوا للمكان وتقيموا الشعائر الدينية فى نفس المكان المحترق ولا تجعلوا أحدًا مهما كان يمنعكم عن إكمال هذه المهمة. واستعرض القيادي الإخواني فى دراسته المطولة بشكل مستفيض أحداث الخانكة ثم انتقل منها لاستعراض أحداث أخرى للفتنة الطائفية كأحداث الزاوية الحمراء فى عام 1981 قبل مقتل السادات. وأفرد مساحة لا بأس بها فى دراسته لمناقشة أحداث الزاوية الحمراء وتداعياتها والقرارات التى ترتبت عليها، وانتهى فى دراسته لتأكيد أن الشعب المصرى بأكمله وقف وقتها مع الرئيس السادات، حينما أصدر الأخير قرارًا بإبعاد البابا شنودة من الكنيسة ونفيه لأحد الأديرة وتحديد إقامته فى هذا الدير.. وأكد الشاطر أن قرارات السادات جاءت بمفعول كمفعول السحر. وقال القيادي الإخواني فى دراسته المطولة: لكى نستعيد شعبيتنا لابد أن تقوم فتنة ونجر إليها المسيحيين حتى يتم استعادة جزء من شعبيتنا ونقوم نحن بالتوحد مع المسلمين. وجاءت فتنة الخصوص التى تصادف حدوثها بالقرب من الخانكة، وتنبأ القيادي الإخواني فى دراسته بتصاعد أحداث الفتنة وحدوث ضغائن بين المسلمين والمسيحيين ليستطيع الإخوان أن يجمعوا المسلمين بأكملهم. ووفقًا للمصادر فإن هذا القيادي عرض الدراسة على مكتب الإرشاد وأخذ ضوءا أخضر بالتصرف وفقا لخطة معينة وضعها هو. وأشارت المصادر إلى أن صاحب الدراسة اعتمد فى خطته على إثارة فتنة صغيرة بمنطقة الخصوص البعيدة بعض الشيء عن مركز الاحتجاجات والمظاهرات لتنتقل الأمور بعد ذلك إلى منطقة العباسية وهناك يقود بلطجى كبير اسمه "نوسة" تنفيذ خطة الإخوان بحذافيرها. ووفقًا للمعلومات فإن الخطة تعول على استمالة رجل الشارع المسلم البسيط ناحية الإخوان والرئيس مرسى، خاصة أن هذا المواطن بدأ يشعر بأن الإخوان ومرسى فشلوا فى تحقيق الرخاء الذى وعدوا به سابقا. وتعتمد الخطة على اللعب على وتر الطائفية وتصدير الأمر وكان الأقباط حولوا مصر لساحة حرب بمساعدة ودعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض عملائها الليبراليين فى مصر وأن هذا التكتل الهدف منه القضاء على أول حكم ديمقراطى فى مصر لأن الرئيس يتبع جماعة الإخوان المسلمين. وأشار القيادي الإخواني إلى أن هذه الخطة تستميل المسلمين البسطاء ناحية الجماعة وتدعوهم للتوحد خلف الرئيس محمد مرسى بعد اقتناعهم بوجود مؤامرة أمريكية مسيحية لخلعه. وكان لصاحب الدراسة جزء مما أراد فالرجل أشعلها حربا طائفية امتدت من الخصوص لتصل إلى العباسية ومن يدرى ربما هناك خطط أخرى يتم التجهيز لها فى الخفاء لإثارة فتنة طائفية جديدة.