سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى ميلاد السادات.. أبرز محطات بطل الحرب والسلام.. اعتقله الاحتلال البريطاني مرتين.. عمل «تباعا» على عربة صديقه..إسرائيل تصفه بالرجل العظيم.. وعلاقته بالزنزانة 54 الأبرز
"حاربنا من أجل السلام.. لسنا مغامري حرب وإنما نحن طلاب سلام"، "املئوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام.. املئوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر.. اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال"، كلمات رددها الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» وكانت بمثابة نهج سار عليه. وفي ذكرى ميلاده، نستعرض أبرز المحطات في حياة ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية بطل الحرب والسلام، الذي غادر رحم أمه إلى الحياة الدنيا في مثل هذا اليوم عام 1918. علاقته بعبد الناصر تعرف السادات على عبدالناصر، بعدما التحق الأول بالكلية الحربية عام 1936، وكان أول لقاء بين السادات وجمال عبد الناصر، وخالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938، لتنشأ بينهم علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. سجن واعتقال دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942. كما اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني مرتين، إحداهما بتهمة العلاقة مع ضباط في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان "ضد الإنجليز" وذلك لاستغلاله في الكفاح من أجل حرية مصر، واستطاع الهروب حتى سبتمبر 1945 حين ألغيت الأحكام العرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد، وعمل تباعا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت. الزنزانة 54 أربعة جدران تلاصقت على شكل زنزانة قذرة رقم «54»، داخل سجن القلعة لا تحتوي على شيء سوى بطانية غير آدمية، احتجز فيها "السادات" عام ونصف العام وحيدًا عندما اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني للمرة الثانية، إثر اتهامه في قضية اغتيال أمين عثمان وزير المالية. وتعتبر تجارب السادات بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك: "إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل بآخر يكون مناسبا لأدمية الإنسان". رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 ووصول السادات لرئاسة الجمهورية، اتخذ في 15 مايو 1971 قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف ب"ثورة التصحيح"، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر. واستغنى في عام 1972 عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد، كما أقدم على اتخاذ قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش عبور خط بارليف، ليقود مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل. السادات في إسرائيل في خطوة خطفت أنظار العالم، منذ 39 عامًا، أعلن السادات، أمام مجلس الشعب، استعداده للذهاب للقدس بل للكنيست الإسرائيلي، قائلًا: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم". ووقف في 20 نوفمبر من عام 1977، أمام الكنيست، وقال خطابه الشهير: "السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله، السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان". كامب ديفيد يعد "السادات" في مقدمة القادة العرب، الذين جهروا برغبتهم في السلام مع إسرائيل ووقع معها في 26 مارس 1979 اتفاقية كامب ديفيد التي كلفته مقاطعة عربية وتم على إثرها نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس. اغتياله كان الاغتيال هو الضريبة التي دفعها السادات مقابل نهج السلام مع إسرائيل، في اليوم الذي كان يحتفل فيه بذكرى نصر جيشه على إسرائيل، اغتالته مجموعة مسلحة وهو يحضر استعراضا عسكريا في 6 أكتوبر عام 1981. قالوا عنه وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن عن السادات، إنه "قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم"، واعتبر زيارته للقدس في 19 نوفمبر1977 من "أعظم أحداث هذا العصر". وأوضح وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر أن «السادات الذي رأى النور في بلدة ميت أبو الكوم بإحدى قرى محافظة المنوفية على دلتا نهر النيل رجل لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط»، وقد استحق من بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني وصف رجل السلام، ومن لجنة نوبل جائزتها للسلام التي تقاسمها مع بيجن سنة 1978.