أحالت نيابة الهرم 4 أشخاص متهمين بقتل محاسب إلى النيابة الكلية بجنوب الجيزة للتحقيق معهم. الواقعة بدأت بتلقي العقيد بهاء الدين سالم مفتش مباحث الهرم، والمقدم عمرو حجازي رئيس المباحث، بلاغا بالعثور على جثة أعلى الطريق الدائري، وبالانتقال والفحص تبين أنها لشخص في العقد الرابع من العمر، مسجاة على ظهرها أعلى الطريق ولا توجد أي إصابات ظاهرية بها ولكن يوجد بها آثار دماء بالأنف والفم والأذن. وباستدعاء أهل المتوفى تعرفوا عليه، بعدما كانوا قد حرروا محضرا يفيد بتغيبه، ولم يتهموا أحدا بالتسبب في وفاته، وبالاطلاع على التقرير الطبي للمجني عليه تبين أن الوفاة بسبب إسفكسيا الخنق. وتم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وضم الفريق العميد درويش حسين رئيس قطاع غرب الجيزة، وذلك للوقوف على الحادث وكشف غموضه والوقوف على ملابساته. وتوصلت تحريات المباحث إلى أن المجني عليه (المحاسب) تربطه علاقة عمل بسمسار (أحد المتهمين)، حيث يقومان معا بالاشتراك في السمسرة وبيع الأراضي، وفي وسط تلك التعاملات كان هناك قطعة أرض يملكها الاثنان مساحتها تبلغ 6 آلاف متر، فتقدم لشرائها مشتر سعودي مقابل مبلغ 25 مليون جنيه. وعرض السمسار الأمر على المحاسب باعتبارهما شركاء لكنه رفض وطلب منه تأجيل بيع تلك الأرض، لكن السمسار كان يريد بيعها لزعمه أنه لم يتبق معه أموال كافية للعيش بها، لكن المحاسب أصر على موقفه ورفض بيع الأرض. وبمرور الأيام تكررت عروض البيع المغرية لتلك الأرض، وتكرر طلب السمسار ببيعها، لكن أيضا كان يتكرر رفض المحاسب مما جعل السمسار يفكر في التخلص منه. واختمرت الفكرة في ذهنه، حتى أنه فكر ذات يوم في أن يتم دهس المجني عليه بسيارة ميكروباص ليظهر الحادث على أنه حادث طريق يمكن أن يحدث لأي شخص، وبالفعل تعرض المجني عليه إلى حادث طريق بعدما صدمه ميكروباص، لكنه نجا من الحادث ولم يصب وقتها إلا بكسر في أحد ساقيه. بعدما نجا من الحادث، لم ييأس السمسار في التخلص منه، ففكر هو وباقي المتهمين في فكرة ترصده أمام منزله وإطلاق نيران عليه، لكنهم سرعان ما عدلوا عن الفكرة خشية افتضاح أمرهم، إلى أن توصلوا إلى فكرة التخلص منه عن طريق قتله وإلقائه على الطريق وبالفعل استدرج المتهمون المجني عليه إلى منطقة المريوطية بزعم رغبتهم في شراء قطعة أرض ملكه. واستقل المجني عليه سيارة ملاكي بصحبتهم كانوا قد استأجروها من صديق لهم، وجلس المجني عليه بجواره وباقي المتهمين بالمقعد الخلفي وعقب تحركهم بالسيارة قام أحد المتهمين بالإجهاز عليه وخنقه بإيشارب حريمي بني اللون حتى تأكد من وفاته، وألقوا جثته بالإيشارب أعلى الطريق الدائري حتى يكون تمويها من المجرمين على أن الواقعة كانت بسبب وجود علاقة نسائية. والتقطت كاميرات مراقبة موجودة بمحل تجاري صور للحادث، والتي كانت بمثابة نقطة الانطلاقة في رحلة البحث أمام رجال المباحث، وبتفريغها تم التوصل إلى هوية الجناة. وبتقنين الإجراءات، تمكن النقباء محمد أشرف ومحمد سعودي وطارق مدحت من ضبط 4 متهمين بارتكاب الواقعة، وجار تكثيف الجهود لضبط المتهم الخامس. وبمواجهة المتهمين، اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.