رئيس التحرير مخاطبًا رئيس القسم الثقافي في جريدة «حقي برقبتي» اليومية: ها... وبعتم مين لتغطية احتفالية وزارة الثقافة المهمة النهاردة؟! رئيس القسم الثقافي: ما تحملش هم أبدا يا أفندم؛ ولا تشغل بال جنابك خالص... بعتنا الصحفي الهمام «موس» القسم الثقافي الأستاذ محمد بلال كساب وده يا افندم راجل نشيط جدا وما بيونش؛ سعادتك ممكن يغطي خمس فعاليات في اليوم بصورهم ويسهر يكتبهم طول الليل؛ وينزل الشغل تاني يوم يغطي غيرهم.. عادي جدًا ولا يهمه ؟!! أومال إحنا سميناه موس القسم من شوية... رئيس التحرير باستياء بالغ: يا دي النيلة... كساب ؟!! كساب تاني !! الولد ده فعلا نشيط وموس زي انت ما بتقول؛ بس بيعمل مليون مصيبة... رئيس القسم الثقافي متعجبا: إزاي الكلام ده بس يا افندم، دا إنسان على خلق، ثم على خلق، ثم على خلق !! رئيس التحرير موضحا: ما هو الخلق ده اللي موديه ومودينا معاه في داهية؛ ودي اللي مخلية تليفوني ما يبطلش رن من بلاويه الزرقا، دا رئيس البيت الفني للمسرح بيشتكي منه، ورئيس صندوق التنمية الثقافية بيلطم على خدوده، وأساتذة المسرح في الجامعة بيستجيروا، ده حتى طلبة المعهد عايزين يغتالوه، يا راجل.. ده حتى وزير الثقافة بذات نفسه ما سلمش منه وكلمني كذا مرة عشان كساب يسيبه في حاله ويحل عن سماه، قال إيه... مرة الوزير اتأخر نص ساعة ومرة تلعثم في خطابه، ومرة ماجاش خالص، يا أخي... وزير وبراحته... يعني هو فاضي لكل احتفالية يحضرها بنفسه ؟! عشان كده بينيب عنه من يراه مناسبا.. انت مالك يا كساب !!، أبدا راسه وألف جزمة قديمة إن ده فشل وزاري، وفساد مالي وإداري، وازدراء للصحفيين والحضور اللي بيفضلوا ملطوعين عشان يستنوا معاليه من قبليها بساعتين خضوعًا للإجراءات الأمنية، إلا... قولي صحيح هي الاحتفالية المهببة دي هايحضرها معالي الوزير برضه ؟! رئيس القسم الثقافي محركا رأسه للأعلى والأسفل بقلق شديد: أيوه ياباشا دي احتفالية مهمة جدا ولابد من حضور معاليه فيها عشان هايسلم جوايز الدولة للمبدعين، ربنا يسترها وييجي بدري بقى النهاردة لحسن كساب بايت له في قاعة الاحتفالية من إمبارح يستيقظ وزير الثقافة من نومه مبكرا ليلحق بالاحتفالية قبل ميعاده خوفا من قلم الصحفي كساب الذي ألب عليه رئاسة الوزراء؛ فيفاجأ بعطل كبير في سيارات الموكب الوزاري بعد أن انهار عليها أحد الأسقف القديمة بجراج الوزارة قبل أن تتحرك لفيلته لتقله لمكان الحفل، يتشاءم الوزير جدا من ذلك ويقرر ألا ينتظر الموكب الوزاري البديل الذي وعدت الوزارة بإرساله له بعد تجهيزه؛ فيستقل أحد التكاسي بسرعة، ويتعطل التاكسي أيضًا في الطريق، فيضطر لركوب أحد الأتوبيسات المزدحمة ليسرقه نشال محترف، ويصل إلى مكان الحفل «متبهدلا آخر بهدلة» ليعجز عن إثبات هويته بعد أن نشلت محفظته وشك الأمن به جدا لأنه من غير المعقول أن يحضر وزير الثقافة دون موكبه وألا يحمل أيضا بطاقة شخصية ؟! وبينما هو في أخذ ورد معهم كان نائبه قد سلم الجوائز وانتهت الاحتفالية، ليفاجأ بالصحفي محمد بلال كساب خارجًا من الحفل ليبادره قائلا: آها اقفش... عشان معاليك ما تبقاش تقول إني بافتري عليك، اديك قاعد بترغي وتتساير مع الأمن وسايب الاحتفالية الوطنية المهمة جدا اللي فيها كل مثقفين مصر وده منتهى الفساد وقلة الذوق وإهدار المال العام والحمد لله أنا بعت الخبر من ساعة للجريدة عن طريق الموبايل وبكره الناس كلها هاتقراه ويوصل لكل المسئولين في البلد. يسقط الوزير مغشيًا عليه من الغيظ ولم يكن على لسانه إلا جملة واحد يظل يرددها: يا كساب.. سيبني في حالي.. يا كساب.