قال وسيط الأزمة البوروندية الرئيس التنزاني السابق، بنجامين مكابا، الجمعة، إنّ الشعب البوروندي "حسم" مسألة شرعية الولاية الحالية لرئيس البلاد بيير نكورونزيزا. وأضاف مكابا خلال مؤتمر صحفي، عقده في نهاية زيارته التي استمرت 3 أيام إلى العاصمة بوجمبورا أن "أولئك الذين لا يزالون يشكّكون في شرعيته (نكورونزيزا) مجانين". وتابع متسائلًا "من أين يستخلصون ذلك؟ لقد فقد هؤلاء الناس البوصلة، والشعب البوروندي حسم المسألة، وعلى هؤلاء التفكير بدل ذلك، في الاستعداد لانتخابات 2020". وأردف "ممثّلون عن الدول الأجنبية يأتون هنا لمقابلة الرئيس، ولكم أن تتخذوني مثالا، وأكرر قولي: ما هذه الحماقة؟". وفي معرض حديثه عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي كادت أن تطيح بحكم نكورونزيزا في 13 مايو 2015، طالب مكابا في السياق ذاته، البلدان التي تأوي قادة المحاولة الانقلابية بترحيلهم إلى بوروندي أو إلى الدول التي بإمكانها تسليمهم. ولفت إلى أنه "لم يحدث أبدا وأن التقى هؤلاء الانقلابيين، وأنه لا يفكّر في ذلك". وختم بدعوة جميع الأطراف المتناحرة في البلاد إلى وقف أعمال العنف، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات سلمية في 2020. وردّا على هذا الموقف الذي وصفته ب "المتحيّز"، قالت المعارضة في البلاد، إنها "لن تعترف مجددا بمكابا وسيطا للأزمة". وقال جيرومي ميناني، المتحدث باسم الائتلاف المعارض ل"المجلس الوطني لاحترام اتفاق أروشا للسلام والمصالحة في بوروندي" إن "المجلس يعتبر مكابا، بناء على تصريحاته، غير مؤهّل من الآن فصاعدا على لعب دور الوسيط". وأضاف ميناني في تصريح للأناضول أنه "بتحيّز مكابا لأحد طرفي الصراع، فإنه لا يسعه الادعاء بقدرته على قيادة مسار الحوار". وتعيش بوروندي منذ أبريل 2015 أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحا أمنيا، على خلفية ترشح نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة فاز بها في يوليو الماضي، رفضتها قوى المعارضة في البلاد، استنادا إلى الدستور الذي يحدّ الفترات الرئاسية باثنتين.