دعت أحزاب سياسية معارضة، ومنظمات من المجتمع المدني، إضافة إلى 4 رؤساء سابقين في بوروندي، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى إنشاء قوة دولية لحفظ السلام في البلاد، ضمانا لأمن الأشخاص والممتلكات. وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه بوروندي أزمة أمنية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها رئيس المخابرات السابق، غودفراويد نيومباري، الأربعاء الماضي، ضدّ نظام الرئيس بيير نكورونزيزا. وجاء في مذكّرة صدرت اليوم الثلاثاء، وتحمل توقيع الأطراف المكورة، أنه "ونظرا لفشل الدولة في ضمان الأمن لجميع مواطنيها وللرعايا الأجانب المقيمين على أراضيها، والذي يتجلّى، على وجه الخصوص، من خلال نقص الثقة من جانب القائد الأعلى (نكورونزيزا) تجاه أجهزة الدفاع والأمن، وذلك عبر رعاية ومساندة ميليشيات إمبونيراكوري (شباب الحزب الحاكم)، نطلق صرخة استغاثة إلى مختلف شركاء بوروندي، لنشر فوري لقوة لحفظ السلام في بوروندي، ضمانا لسلامة الأشخاص والممتلكات". ومن بين الموقعين على المذكرة، برزت أسماء رؤساء سابقين لبوروندي، بينهم دوميسيان ندايزيي (أبريل/ نيسان 2003- أغسطس/ آب 2005)، وسلفستر نتيباتونغانيا (أبريل/ نيسان 1994- يوليو/ تموز 1996)، إلى جانب زعماء المعارضة، بينهم جون ميناني، رئيس حزب "الجبهة من أجل الديمقراطية في بوروندي"، وممثّلين بارزين عن منظمات المجتمع المدني، مثل آرمل نيونغيري وجستن نكورونزيزا. وحثّت الوثيقة الفاعلين ضمن المجتمع الدولي على "استخدام نفوذهم لحمل الرئيس نكورونزيزا على سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية" المقررة في يونيو/ حزيران المقبل، "تفاديا لحمام دم" في بوروندي. وقال الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، الجمعة الماضي، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي في البلاد، إنّ الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها الأصلي المقرر في يونيو/ حزيران المقبل، مشيرا إلى أنّ الانقلاب الفاشل مرتبط بالحركات الاحتجاجية المعادية لترشحه لولاية رئاسية ثالثة، المندلعة في العاصمة بوجمبورا منذ أكثر من أسبوعين. وأجرى نكورونزيزا، أمس الإثنين، تعديلا وزاريا جزئيا، شمل بعض الوزراء، بينهم وزير الدفاع، وفقا لما ورد على الحساب الرسمي للرئاسة البوروندية على موقع "تويتر". وتعيش بوروندي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كادت أن تطيح، الأربعاء الماضي، بحكم نكورونزيزا، وضعا ضبابيا لم تتوضح معالمه، في خضم احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل/ نيسان الماضي، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس البوروندي لولاية ثالثة الذي يحكم البلاد منذ 2005.