«كلينتون» و«ترامب» خياران أحلاهما مر.. والرئيس الأمريكى المنتخب عنصرى ومتطرف المنطقة العربية «برميل» الإرهاب في العالم.. ونعيش عصر «عولمة الحروب» والقتال بالأجر «25 يناير» لم تكن مؤامرة.. والحديث عن ترشح جمال مبارك 2018 «هراء» عندما خرج الشعب للشارع سقط الحزب الوطنى.. والخطأ الأكبر ل«مبارك» استمراره في الحكم 30 سنة الأزمة الاقتصادية أكبر مشكلة تواجه النظام.. والبرلمان تسبب في أزمة سياسية كثرة ظهور السيسي تضره.. وأنصحه بألا يستمع لمن يطالبونه بتشكيل حزب سياسي برؤية الباحث الكبير، وعقلية السياسي المحنك، واطلاع المسئول التنفيذي، وتجربة الحياة.. يمتلك الدكتور على الدين هلال، آخر أمين إعلام، للحزب الوطنى المنحل، تاريخًا حافلًا وسجلًا مشرفًا سواء في عمله الأكاديمى كأستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أو عبر محطات أخرى، بداية من الفترة التي تولى فيها مقاليد وزارة الشباب والرياضة أو حتى تلك التي عمل فيها داخل أروقة الحزب الحاكم إبان حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.. لمع اسمه كأستاذ في العلوم السياسية فوصل لقمة المكانة العلمية عندما أصبح عميدًا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحظى بإعجاب العامة والصفوة بقدرته على التحليل الدقيق والعميق في الوقت ذاتة للأمور إلا أن البعض اعتبر دخوله العمل السياسي سقطة في تاريخه العلمى فكونه أمينا عاما للإعلام بالحزب الوطنى ثم وزيرا للشباب والرياضة جعله يتخلى عن الساحة العلمية بعض الشيء إلا أنه ظل قامة علمية وثقافية قد لا تتكرر، فضلا عن أنه بالرغم من انتمائه لنظام «مبارك»، إلا أنه نأى بنفسه عن أي شيء من الممكن أن يؤثر عليه كقيمة وقامة علمية رفيعة.. «هلال» الذي عاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى العمل الأكاديمى مكتفيا به عن أي عمل آخر، حل ضيفًا على صالون «فيتو»، وتحدث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية ومستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة.. وإلى نص الحوار: نبدأ من الملف الخارجي.. كيف رأيت فوز دونالد ترامب برئاسة أكبر بلد في العالم رغم اتجاهاته وقناعاته المستفزة؟ وما تأثير ذلك على المنطقة؟ على المستوى العالمى لا شك أن أهم وأخطر تطور حدث في ال15 سنة الأخيرة، هو انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية، والذي يعد قطيعة مع تقاليد الرئاسة الأمريكية، فهو شخص لم يتول في حياته أي منصب سواء كان تشريعيا أو حكوميا أو خارجيا، ولا يعد حتى قيادة في الحزب الجمهورى أي شخص من خارج المؤسسة الة تماما، وهذا يفسر تصرفاته وسلوكه اللذين لا ينتميان للطبقة السياسية، وما يصاحبها من «تصريحات غير لائقة»، فلم يحدث في التاريخ أن يقول مرشح رئاسى لمنافسه في الانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون، «إذا تم اختيارى رئيسًا سأسجنكِ»، وهو ما يعد إهدارًا لمؤسسة القضاء الأمريكى وأن الرئيس الأمريكى في استطاعته أن يسجن أي شخص، وكان من الأولى أن يقول لها سأرفع دعوى قضائية ضدك. «ترامب» يطرح أفكارا انعزالية ولديه حلم إمبراطوري، ومنطقة شرق أوسط جديدة ولديه أفكار جديرة بالتأمل للقضية الفلسطينية وسورياوالعراق، وهنا يجب أن نفهم أن انتخاب ترامب ليس انتخاب شخص ولكن تيارا اجتماعيا في أمريكا هو السبب بفوزه، وانتصاره ليس مفاجأة ف«ترامب» حرك قوة اجتماعية تسمى ب«الاتجاه الشعبوي» فهو يخاطب الجمهور العادى الذي له صفات معينة، «أقل تعليما، أبيض، أقل ثراء، ريفيا»، فهو خاطب أمريكا الريفية التي في جوهرها بيضاء، وتشعر أن المهاجرين هم من استولوا على خيرات بلادهم. من وجهة نظرك ما الأسباب الأخرى التي ساعدت على صعود اليمين سواء في أمريكا أو في أوروبا؟ صعود اليمين في أوروبا يمثل خطرًا كبيرًا على المنطقة العربية، فاليمينى عنصرى ومعادٍ للعرب وللإسلام والمهاجرين أيضا، وانتشار الإرهاب في أوروبا ساعد بشكل مباشر في صعوده، بالإضافة لظاهرة الهجرة غير الشرعية خاصة آخر 3 سنوات، وظهر ذلك واضحا في ألمانيا وفرنسا وهولندا ولا بد أن نلتفت أن ترامب وكيلنتون هم أقل مرشحين حظيا بشعبية في تاريخ الانتخابات الرئاسية من 30 سنة، وكما نقول باللغة العربية «اثنان أحلاهما مر»، وإذا نظرنا لرجال ترامب الذين اختارهم سنرى أن مستشاريه يتسمون بالعنصرية ومعاداة الإسلام، في الوقت ذاته لم تخف أوروبا تخوفها من فوز ترامب بالرئاسة، خاصة أن له تأثيرا على صعود اليمين في أوروبا. هل هناك فرق كبير بين باراك أوباما ودونالد ترامب.. خصوصا أن الولاياتالمتحدة دولة مؤسسات وتأثير شخصية الرئيس على السياسات العامة قليل للغاية؟ وما شكل مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في ظل حكم ترامب؟ في اعتقادى أن العلاقات الأمريكية المصرية ستشهد تحسنًا في الفترة القادمة عما كانت عليه مع إدراة الرئيس باراك أوباما، وأنا أرى أن أوباما لا يختلف كثيرا عن ترامب ولكن بلغة حوارية أرقى نظرا لأنه محامٍ، وظهر ذلك واضحا في مقالة له نشرت بمجلة أتلانتك تحت عنوان «مذهب أوباما»، والتي شبه فيها بعض حلفاء أمريكا في أوروبا ودول الخليج «بالراكب المجانى»، ولكن ترامب قالها صراحة «اللى عاوز يركب يدفع». وماذا عن انتشار داعش والجماعات الإرهابية في المنطقة وتحليلك للنزاعات القائمة في دول الشرق الأوسط، وما يحدث في سورياوالعراق واليمن وليبيا؟ المنطقة العربية «برميل» الإرهاب في العالم، وغليان الأفكار المتطرفة وهذه عبارة علمية، وليس لها علاقة هل هذه المنطقة جيدة في الحقيقة أم لا، ففى الوقت الحالى تعد المنطقة العربية ينبوع معسكرات الإرهاب. أما ما يحدث في سورياوالعراق واليمن وليبيا حاليا فهى حروب أهلية، ومن الممكن تسميتها أيضا حروب الوكالة أي الحروب الممولة من الخارج، فهذه الحروب لم تأتِ من أبناء المنطقة ومن يحارب ليسوا وطنيين كما يعتقد البعض فالكل يتقاضى مرتبا وأصبح القتال في الحروب عملا له أجر، فهناك عولمة لحروب الشرق الأوسط بمعنى أن في العراق يتواجد أمريكان وإيرانيون وأفغان، وفى سوريا يتواجد ما لا يقل عن 20 جنسية من دول مختلفة يتقاتلون على أرضها وكل هذا يتم بمقابل وكأنها وظيفة. وماذا عن الوضع الداخلى وتقييمك لأداء البرلمان خاصة بعد مرور عام على انتخابات مجلس النواب؟ حتى الآن لم تستقر قواعد العمل السياسي بمصر، بالرغم من استكمالنا لتعاهدات خارطة الطريق «انتخابات مجلس النواب والدستور» وغيرها، فليس هناك معارضة ولا أغلبية داخل البرلمان الذي لم تستقر أوضاعه حتى الآن، فالاستقرار هنا قانونى ودستورى فقط، أما على أرض الواقع فسيأتى بمرور الوقت. في تصورك ما أكبر التحديات التي تواجهها مصر في الوقت الراهن؟ الأزمة الاقتصادية أكبر المعضلات التي تواجهها الحكومة الآن، فلا يوجد موارد كافية، بالإضافة لعدم وجود استثمارات مباشرة والتي تعد أكسير الحياة في الاقتصاد، ولن تستطيع مصر جذبها حتى تعمل على حل مشكلاتها مع رأس المال الوطني، فكيف ستأتى الاستثمارات الجديدة وهناك مشكلات مع المستثمرين وقانون الاستثمار قائمة بالفعل. وما الذي يعيق جذب الاستثمارات في مصر وروشتة الإصلاح في رأيك؟ المشكلات التي تضمنها قانون الاستثمار الذي أعلن عنه في المؤتمر الاقتصادي، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي، ولجذب المستثمرين لا بد من حرية خروج الأموال من مصر وتحويل الأموال، والأهم استقرار السياسات المالية والنقدية، فضلا عن عودة الاستقرار والقضاء على الإرهاب فنحن أحيانًا كمصريين ننغلق على أمورنا الداخلية أكثر مما ينبغي، بحيث لا ندرك بالقدر الكافى أن هناك فرصا خارجية أو تهديدات من الممكن أن تؤثر علينا، فمصر لا تعيش في فراغ ومشكلاتها لا تحل فقط من داخلها، ولا بد من الاهتمام بالخارج، فالاستثمار يأتى من الخارج والسياحة أيضا، ولا يمكن أن نغفل أنه لعدة سنوات مضت كان المصدر الأعلى للعملة الصعبة هو تحويلات المصريين من الخارج قبل قناة السويس، فالاهتمام بالخارج ليس ترفا ولكنه يتصل اتصالا مباشرا بأمورنا الداخلية. كيف تقيم أداء الحكومة وسط الأزمات المتوالية واختفاء بعض السلع والأدوية؟ أولا «لا يمكن أن تثق في شخص يقوم بتخوينك»، فالمصريون شعب جدع ولديه قدرة كبيرة على التحمل، وإذا أردت أن تكسبه فلا بد أن تصارحه وتشرح له حقيقة الوضع، ولكن للأسف هذا لا يحدث، فعلى سبيل المثال لم يكشف أحد المسئولين حتى الآن سبب أزمة السكر، بل ظهروا بتصريحات غريبة من نوعية «نحن ننتج سكرا بكميات كبيرة»، دون توضيح أين ننتج هذه الكميات وأين توجد ومن أين أتت المشكلة؟، أيضا مشكلة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية يخرج الوزير ويقول لا توجد مشكلة وقس على ذلك العديد من المشكلات فالحكومة تتبع سياسة النعام وتدفن رأسها في الرمال وتنسى أن الشعب لديه وعى كافٍ ويدرك عدم شفافيتها وعدم اعتراف المسئولين بالمشكلة هو أساس عدم الثقة والحل في المصارحة والمكاشفة بحقيقة الوضع. وصفت مصر في حديثك بأنها تعيش حالة من السيولة السياسية كيف نخرج منها ونصل للاستقرار؟ مصر تعيش في ورطة سياسية فلم يحدث في تاريخ مصر أن يوجد برلمان أغلبيته من المستقلين والأصل في الأمور أن يوجد حزب أغلبية أو ائتلاف حاكم يكون هو ظهير الدولة إلا أن عنصر الزمن ومرور الوقت سنجد أن هناك أشياء ستتغير فلا بد أن نترك علاجها للوقت مثلما حدث مع المظاهرات وحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد عقب ثورة يناير إلا أن الأمور عادت تدريجيا نحو الاستقرار. شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي هناك مؤشرات لتراجعها.. تعليقك؟ الرئيس السيسي له شعبية بين قطاع كبير من المواطنين تتراوح ما بين 90 أو 80%، وهذا ما يجعل البعض يطالبه بتكوين ظهير سياسي «حزب»، أي أنه من المفترض أن يختار نصف ال80% ليؤسس حزبا وبهذا فهو يضع نسبة ال 40% الأخرى موضع الخصوم والعداء، وإذا اختار ال80% بأكملها سيكون هذا هو الحزب الوطنى الجديد الذي ثار الشعب عليه. البعض ينادى بعدم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.. رأيك.. وما تصورك للانتخابات الرئاسية 2018؟ أعتقد أن الرئيس «السيسي» سيترشح لفترة رئاسية ثانية، وبالنسبة عن تصورى لانتخابات الرئاسة 2018 فلا بد أن تكون انتخابات حرة نزيهة منظورة من أدوات الإعلام المصرى والأجنبى وسيكون هناك أكثر من مرشح. من في رأيك يستطيع خوض الانتخابات الرئاسية وهل هناك وجوه جديدة؟ لا أستطيع ذكر أشخاص بعينهم ولكن الممارسة السياسية ستفرز بالطبع منافسين جيدين لديهم القدرة على المنافسة. هناك من يقول إن جمال مبارك سيترشح في انتخابات 2018 وإن هناك إصرارا لدى عائلة مبارك للعودة من جديد.. تعليقك؟ هذا هراء لا مجال للحديث عنه وإشاعات لن تجد من يصغى لها لأنها غير واردة. تقييمك للحياة السياسية والحزبية وهل الأحزاب الجديدة حلت محل القديمة؟ الحياة السياسية في مصر تعانى مأزقا شديدا نتيجة لعدم استقرار أوضاع البلاد حتى الآن، والشكل الحالى للأحزاب ليس هو الشكل النهائى لها بالتأكيد، فالانتخابات البرلمانية تعيد فرزها مرة أخرى فإذا نظرنا لحزب النور سنجد أن هناك تراجعا حادا لتواجده ومؤيديه ولا نعلم ماذا سيحدث في المستقبل هل سيزيد هذا التراجع أو يقل، حزب «مستقبل وطن» هو الحزب رقم اثنين في مصر والمفترض أنه حزب الشباب والكل اعتقد أنه سيتسيد الموقف في مؤتمر شرم الشيخ أو على الأقل سيظهر بشكل واضح وطاغٍ وهو ما لم يحدث، فبمجرد استرجاع شكل الحضور على المنصة سنجد أن حزب المصريين الأحرار كان متواجدا بشكل أكبر. هوجمت كثيرا أثناء تقلدك منصب وزير الشباب والرياضة بسبب صفر المونديال.. كيف تقيم الأمر بعد مرور تلك السنوات؟ في أزمة صفر المونديال الله سبحانه وتعالى، انصفنى بعد الفضيحة المالية لمؤسسة ال«فيفا» ورئيسها آنذاك جوزيف بلاتر، والتي أثبتت أن جنوب أفريقيا دفعت 10 ملايين دولار، في حين رفضت كوزير للشباب والرياضة دفع أي أموال بعد التشاور مع الراحل اللواء عمر سليمان وإبلاغه أن أعضاء من ال«فيفا» طلبوا أن يدفع مليون دولار عن كل عضو فظهرت حقيقة الأمر بعد ذلك للجميع. تقييمك لمستقبل النظام السعودى في ظل إقرار قانون جاستا وانتخاب دونالد ترامب؟ السعودية تواجه تحديات كبيرة في الداخل والخارج، الخارج تتمثل في وصول ترامب للرئاسة ومساندة أغلبية أعضاء الكونجرس الأمريكى له، خاصة بعد إقرار قانون «جاستا»، الذي يسمح لضحايا أي أعمال إرهابية من الأمريكيين برفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية ضد دول الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الأفعال، ولا يشترط تقديم دليل على تورط حكومة هذه الدولة، ما يسمح لعدد كبير من ضحايا 11 سبتمبر برفع دعاوى ضد السعودية، وبالتالى ستتأزم العلاقات، علاوة على أن «ترامب خذل السعودية، عندما أعلن أن محاربة داعش لها الأولوية لديه عن إسقاط بشار الأسد». ماذا عن الخلافات بين مصر والسعودية في الفترة الأخيرة.. وهل كبيرة كما تصورها بعض وسائل الإعلام؟ ليس سرا أن الفترة الأخيرة شهدت اضطرابا في العلاقات المصرية السعودية لها أثرها بالطبع وأشير إلى النفط وهكذا، ولا بد هنا من التأمل أنه لا القيادة المصرية ولا السعودية وجهت انتقادات للطرف الآخر، وأقصد ما قاله الرئيس المصرى إن هناك محاولات للضغط على مصر دون أن يذكر ما هي، حتى عندما سئل عن قرار شركة «أرامكوا» جاوب بالنفي، لرغبته في إبقاء الخلاف في الحدود وعدم توسيعه وهذا تصرف حكيم. وماذا عن مؤسسة الرئاسة ورؤيتك للأداء السياسي داخلها؟ الأرجح أن الوضع الراهن استثنائى ويتناسب مع الظروف والتحديات الأمنية سواء ما يتعلق بشمال سيناء أو خلايا الإرهاب في الداخل، ولدينا 4 مجالس استشارية، ولكننا لا نشعر بها، فلم نقرأ أن هناك تقارير تقدمت بها تلك المجالس تخص أي قضية مثل، الغلاء، وليس هناك مبرر لاختفائها، ومن الملاحظ أنه لا يوجد مجلس تخصصى سياسي، كما لا يوجد مستشار سياسي للرئيس، أو حتى شخصية قريبة من الرئيس تكون لديها القدرة على كسب ثقة الشعب، فليس مستحبا أن يظهر الرئيس كثيرا، ومن المفترض أن يكون هو السد الأخير ونلجأ إليه فقط عندما نفشل في إقناع الشعب، وكان هناك اقتراح لإنشاء مكتب سياسي ولكنه لم يكتمل ربما لعدم تواجد أشخاص ذى ثقة. مصر لجأت للاقتراض من البنك الدولى في حين رفض مبارك ذلك القرض سابقا.. رأيك في تلك الخطوة وهل كانت ضرورية؟ لجأنا للقرض من البنك الدولى لأننا مضطرون، ولا بد أن نفهم جيدا أن القروض ليست عملا خيريا ولا زكاة، ومن الضار جدا والعبث ما تروجه بعض وسائل الإعلام والصحف أن قرض البنك الدولى هو شهادة وختم ثقة في الاقتصاد المصرى وعلينا أن نفتخر برضاه عنا فهذا عبث. هل أنت مطمئن؟ نعم، لأنى أثق في الشعب المصري. النظام الحالى تواصل معك بشكل أو بآخر لطلب رأيك في موضوع أو مشورة؟ نعم، تم التواصل معى كخبير سياسي لأعمال بحثية، ولم يتواصل أحد معى من مؤسسة الرئاسة. كيف ترى فكرة المؤامرة، وهل يتم استخدامها بإسراف؟ لست ممن يعولون كثيرا على نظرية المؤامرة واعتقد أن أضرارها أكبر كثيرا من فوائدها، لأنها تعطيل للعقل فعليك البحث عن أسباب منطقية، كما أنها ترسم صورة خاطئة عن العالم، بالإضافة أنك تتحدث عن وجود مؤامرة دون تحديد أطرافها أو مواضعيها، ولا بد من التفريق بين المؤامرة والتخطيط الإستراتيجي، والذي يكون معلنا صراحة من بعض الدول مثل تركيا. وماذا عن ثورات الربيع العربي.. هل كانت مؤامرة أم غضبا حقيقيا؟ لا لم تكن مؤامرة، واحتجاجات 25 يناير كانت من شباب غاضب خرج ضد سياسات تصوروا أنها ظالمة ولا تعطيهم حقهم ولا تحقق العدالة الاجتماعية بالشكل الكافي، ثم حدث استغلال من فصيل معين وهم جماعة الإخوان وقاموا بخطف الثورة. حل الحزب الوطنى هل ساعد جماعة الإخوان على سرقة الثورة بعدما ترك الساحة لهم؟ الحزب الوطنى كان سيحل لا مفر، فعندما خرج الشعب للشوارع سقط الحزب الوطني، وتفككت أركانه، وحتى إن لم يحل قانونيا فسيكون باقٍ من الناحية الشكلية فقط، أما على أرض الواقع فلن يكون له أي تأثير. قضيت سنوات كوزير للشباب والرياضة في حكومة «مبارك» بالإضافة لمنصب أمين الإعلام في الحزب الوطني.. في رأيك هل أخطأ مبارك؟ الخطأ الأكبر ل«مبارك» كان استمراره في الحكم 30 سنة، لأنه من الطبيعى أن يتأثر صحيا وفكريا، فمبارك سنة 80 ليس هو ذاته سنة 90 أو 2000، فكبر السن جعله يترك المجال لغيره والخطأ الآخر تمثل في زيادة سطوة وتدخل رجال المال والأعمال في اتخاذ القرارات. هل تتوقع أن يكون للرئيس حزب سياسي في المستقبل؟ لست متأكدا من هذا، فالنظام لم يتخذ بعد هوية سياسية، فليس هناك كوادر أو قواعد فالنظام في الوقت الحالي، هو الرئيس السيسي، وأنصار النظام ليسوا أعضاء حزب وهم أنصار السيسي، والرئيس حتى الآن يستخدم أدواتا أغلبها غير سياسية، ربما هي فقط التي يثق فيها أو يرى أنها لديها القدرة على الإنجاز، بالإضافة والأهم أننا حتى الآن لم ندخل بلورة الحياة السياسية ونصل للاستقرار.