تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، يومي 18 و19 ديسمبر الجاري في أبوظبي؛ بمشاركة ما يزيد على 400 شخصية من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين على مستوى العالم. ويستأنف المنتدى في دورته الجديدة جهود تأصيل ثقافة التلاقي والتعارف الكامنة في روح الإسلام منذ فجره الأول، انطلاقا من غايته الجليلة في السعي الدءوب لإطفاء الحرائق المتأججة في جسد الأمة، وتجنيبها المزيد من التمزق والخراب المادي والمعنوي، وذلك من خلال تنشئة جيل جديد يتبنى أولوية السلم ويعمل من أجل تحقيقه وترسيخه؛ بوصفه الخيار الوحيد لتدبير الاختلاف والتدافع والتغيير. ويواصل المنتدى، في ملتقاه الثالث، بحث المخاطر التي تعصف بالأمة الإسلامية وإمكانية وضع حد للنزيف الذي يهدد مستقبلها، ويعمل على توضيح العلاقة بين مفهوم الدولة الوطنية المعاصرة، ومفهوم الدولة في نصوص وتاريخ الإسلام. ويحرص العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقى الثالث على إيجاد المخرجات السلمية؛ لدرء المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية، وانعكاسات هذه المخاطر على مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب السعي الحثيث لإيجاد تيار سلام قوي في المجتمعات المسلمة، يناهض تيار العنف والغلو والتطرف. وكان المنتدى قد انطلق عام 2014 بمبادرة من العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، وبرعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة. واستقطب المنتدى في دورتيه الماضيتين مئات العلماء والمفكرين، حيث حقق نجاحا كبيرا؛ سواء على مستوى الحضور النوعي أو على مستوى المنجز العلمي في تعزيز ثقافة السلم، ما لفت انتباه المفكرين وصناع القرار في العالمين الإسلامي والغربي لأهميته وجعله محل تقدير لدى هيئات دولية عدة.