اتهم مسئول أممي رفيع المستوى، حكومة بورما "ميانمار" بممارسة التطهير العرقي وحرب الإبادة والاضطهاد الديني، ضد مسلمي الروهنجيا الذين يشكلون أقلية في البلاد للتخلص منهم. وأكد رئيس المفوضية العليا لمكتب شئون اللاجئين في منطقة شرق آسيا "جون ماكيسك"، أن قوات مشتركة من الجيش والشرطة وحرس الحدود، تهاجم القرى المسلمة في ولاية راخين (أركان) وتقتل الرجال وتذبح الأطفال وتغتصب النساء وتحرق المنازل بعد نهبها. وقال "ماكسيك": "إن الجيش والشرطة وقوات حرس الحدود في بورما، يشاركون في حرب غير عادلة ضد مسلمي الروهنجيا الذين يتعرضون للعقاب الجماعي، منذ الهجوم الذي وقع ضد ثلاثة من مراكز الشرطة في مدينة مونجدو بولاية راخين (أركان) الغربية، وقتل خلالها تسعة من ضباط وجنود الشرطة". وأضاف "ماكسيك": "أن الآلاف من مسلمي الروهنيجا نزحوا من قراهم، خلال الأيام الماضية واضطروا لعبور النهر إلى بنجلاديش المجاورة، هربوا من عمليات القتل والاغتصاب الممنهج الذي تمارسه قوات الجيش والشرطة". ويعاني عشرات الآلاف من الروهينجا من الجوع؛ بسبب نقص المواد الغذائية والسلع الأساسية منذ الحصار الذي فرضه الجيش على مدينة مونجدو وإعلانها "منطقة عمليات" مطلع الشهر الماضي، ومنع الصحفيين الأجانب ومراقبي حقوق الإنسان من دخول المنطقة. وأشار "ماكسيك" إلى أن وضع لاجئي الروهنجيا في بنجلاديش، صعب للغاية وغير إنساني والأطفال يواجهون الموت في كل لحظة، خاصة مع عجز حكومة بنجلاديش عن توفير الاحتياجات الصحية والغذائية للاجئين؛ بسبب ظروفها الاقتصادية الصعبة. واتهم "ماكسيك" المجتمع الدولي بتشجيع حكومة ميانمار، على مواصلة الأعمال الوحشية وحرب التطهير العرقي ضد مسلمي الروهنيجا؛ بسبب الصمت والموقف المتخاذل وردود الفعل الباهتة، ضد المذابح الوحشية التي يتعرض لها مسلمو الروهنجيا منذ سنوات. وأوضح المسئول الأممي: "أن المجتمع الدولي يعرف تمامًا أن حكومة ميانمار، تسعى إلى التخلص من مسلمي الروهنجيا بسياسة التطهير العرقي، وإجبارهم على الهروب إلى الدول المجاورة خاصة بنجلاديش". من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية البنجلادشية إن "الآلاف من مسلمي الروهنجيا، مازالوا عالقين في المنطقة الحدودية مع ميانمار معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن". وذكرت الأممالمتحدة أن أكثر من 30 ألف شخص من مسلمي الروهنجيا عبروا إلى بنجلاديش في أعقاب الموجة الأخيرة من الاضطرابات في ولاية راخين. ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش صور الأقمار الصناعية، لأكثر من 1200 منزلا قام الجيش البورمي بهدمها وتسويتها بالأرض في قرى الروهنجيا خلال الأيام الستة الماضية. ولقي الآلاف من مقتلهم حرقًا على أيدي المتطرفين البوذيين، في بورما خلال السنوات الماضية وأجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.