سنقاتل في الجابون 2017 لاستعادة عرش أفريقيا.. و«عيب أوي نغيب 3 بطولات» يبقى نموذجًا فريدًا في الإخلاص والإصرار والاجتهاد.. الحديث عنه يحتاج لمئات الكتب التي لم ولن تمنحه حقه بعد أن سطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية. عصام الحضري صاحب ال44 عامًا، الحارس الأمين، الشهير بالسد العالي، بات بمثابة نموذج يحتذى به ليس في كرة القدم فقط، ولكن على كافة الأصعدة والمجالات بعد أن تحدى الزمن وراهن على قدراته وإصراره وموهبته وخبرته للبقاء حتى الآن في الملاعب وليس البقاء فقط بل القتال من أجل تحقيق حلم واحد يسعى وراءه 90 مليون مصري، وهو حلم الوصول إلى كأس العالم بروسيا 2018. «الحضري» صاحب التاريخ الكبير في الملاعب بدأ اللعب في مراكز الشباب والدورات الرمضانية، وهو في سن 10 سنوات، قبل أن يكتشفه سميح مدبولي صاحب الفضل عليه – كما يقول «الحضري» - ليضمه لمركز شباب ستاد دمياط، الذي كان يشارك بدوري الدرجة الثالثة وكان عمره 13 عامًا، واشترك «الحضري» مع فريق 14 و16 و18 عامًا في تلك المرحلة، قبل أن ينتقل لدمياط 3 سنوات مقابل 3 آلاف جنيه، وهو النادي الذي شهد تألقه ومنه انتقل للنادي الأهلي لتبدأ قصة نجوميته مع الساحرة المستديرة. «الحضري» صاحب الاسم الكبير في عالم الكرة في مصر وأفريقيا، كانت أول مكافأة له في مشواره بالملاعب من سميح مدبولي مدربه بمركز شباب ستاد دمياط قيمتها 5 جنيهات، وحصل عليها نظير المواصلات والانتقالات، خاصة أنه كان يجري 7 كيلو مترات ذهابا وعودة هي المسافة بين كفر البطيخ بلدته ودمياط للعب مع مركز شباب ستاد دمياط لتوفير المواصلات. أول حذاء ارتداه كان سعره 40 جنيهًا، وكان يلعب به المباريات ويخشى ارتداءه خلال التدريبات للحفاظ عليه، أما أول قفاز فكان هدية من مصطفى يونس المدير الفني لنادي دمياط بعدما انتقل إليه. «الحضري» الذي حضر من دمياط وأصبح أحد أشهر معالم مصر المحروسة وأفريقيا لا يتحدث سوى عن حلم الوصول إلى كأس العالم وارتداء شارة القيادة في روسيا 2018، ولا يرى نفسه سوى حارس للفراعنة في المونديال المقبل، وهو الأمر الذي دفعه للقتال من أجل الوصول لهدفه الذي تحدى به نفسه قبل الجميع لبلوغه وهو الآن بات قريبا جدًا من ملامسته بعد قيادة المنتخب لاحتلال صدارة المجموعة الخامسة بتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم برصيد 6 نقاط بعد الفوز على الكونغو على ملعبها ووسط جماهيرها والعودة للفوز من جديد على نجوم غانا بثنائية نظيفة قربت الفراعنة كثيرًا من حلم التأهل. «الحضري» أكد في تصريحات خاصة ل«فيتو» أنه سيكون جاهزًا للمباريات خلال الفترة المقبلة، مشددًا على أنه تعرض للإجهاد في السمانة بعد مباراة غانا، حيث خضع لعمليات الاستشفاء عقب انتهاء الاحتفال بالفوز على «البلاك ستارز» حتى السادسة صباحًا، وعاد بعدها إلى منزله، وجلس مع أسرته حتى العاشرة والنصف صباحًا وبعدها خلد للنوم واستيقظ بعدها للسفر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، وبعد عودته شعر بإجهاد شديد، فتحدث مع المدير الفني الجديد لناديه وادي دجلة أحمد حسام ميدو، وشدد له على أنه غير قادر على خوض مباراة سموحة في الدوري، واعتذر عن عدم المشاركة فيها. أضاف أنه سعيد جدًا بما وصل إليه وأنه لن يهدأ سوى بتواجده داخل طائرة الفراعنة إلى روسيا للمشاركة في كأس العالم، مؤكدًا أنه الحلم الذي يعيش عليه ولا يتحدث سوى عنه. وتابع «الحضري» حديثه قائلًا: «أنا قايم نايم بحلم بكأس العالم ولا أتحدث سوى عن المونديال، وحلمي منذ الصغر فقد كان حلمي في وقت سابق اللعب للأهلي، والآن لا أحلم سوى بتمثيل المنتخب في المونديال». وأوضح «الحضري» أن المنتخب الوطني يمتلك جهازًا فنيًا على أعلى مستوى لا يتحدث هو الآخر سوى عن حلم المونديال، مؤكدًا أن الأرجنتيني كوبر المدير الفني للفراعنة هو الآخر لا ينام ويحلم بالوصول إلى روسيا 2018، مشيرًا إلى أن محمود فايز وأسامة نبيه وأحمد ناجي جهاز كوبر المعاون لا يعملون سوى على هدف واحد فقط وهو الوصول إلى مونديال العالم بروسيا. وأشار «الحضري» إلى أن المنتخب استعاد بريقه في ولاية «كوبر» بعد أن فقدها في وقت سابق وتحديدًا مع الأمريكي بوب برادلي، مؤكدًا أن المنتخب عاش أجمل فترات حياته مع حسن شحاتة وجهازه شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان، قائلًا «كان جهاز محترم وبيحب البلد دى وعاوز مصلحتها». وانتقل «الحضري» للحديث عن «برادلي» مدرب المنتخب السابق، قائلا: «برادلي الله يرحمه هو واللى معاه لأنهم ناس لم يكن لديهم أدنى إحساس بالمسئولية وساهموا بشكل كبير في خروج مصر من مونديال البرازيل رغم أننا كنا الأقرب». أضاف: «زكي عبد الفتاح وضياء السيد أفسدا علاقتي مع الأمريكي برادلي؛ لأنهما نقلا إليه صورة خاطئة وورطا الرجل حتى جاءت نهايته غير السعيدة ولعبوا بأحلامنا وعيشونا في حلم المونديال حتى كانت المصيبة بنكسة غانا الشهيرة». «الحضري» لا ينسى جيل «أبوتريكة وبركات ووائل جمعة وأحمد حسن وعماد متعب»، ويؤكد أن الاحترام كان سر النجاح في هذا الجيل: «أعتقد أن هذا الجيل لن يأتي مثله مستقبلًا، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن نجحف به حق الجيل الحالي الذي يقوده محمد صلاح ومحمد النني وغيرهما، خاصة أنهم يمتلكون طموحات أيضا لا تقل عن جيل أبوتريكة، ولكن عليهم استكمال المشوار وعدم الاستهتار من أجل الحفاظ على نجاحهم». ويضيف «الحضري» أن المنتخب يتعامل باحترام مع جميع منافسيه بداية من الكونغو حتى غانا وإلى أوغندا التي تعد مفاجأة المجموعة بعد وصولها للمركز الثاني برصيد 4 نقاط، مشيرا أن المنتخب نجح في المهمة الأولى بالفوز على الكونغو، واستكمل خطوة أخرى جديدة بالفوز على غانا وإبعادها قليلا عن المنافسة ومن ثم علينا التركيز في المرحلة المقبلة التي تشهد المشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي لم نتواجد بها في آخر 3 نسخ. وتابع السد العالي: «عيب أوي منتخب مصر ميروحش أمم أفريقيا آخر 3 نسخ ومنتخبنا البطل الذي حقق البطولة 3 مرات متتالية لا يبحث عن التمثيل المشرف بل سنذهب بحثا عن اللقب والتواجد على منصة التتويج ومن ثم تركيزنا بالكامل في الوقت الحالي مع بطولة أفريقيا في يناير وبعدها نبدأ التفكير في مباراة أوغندا، خاصة أننا لم نحسم التأهل وأمامنا 270 دقيقة أشغال كروية شاقة لحسم تذكرة المونديال». وأبدى «الحضري» اندهاشه الشديد من حملات الانتقاد التي طالت كوبر وجهازه المعاون ولاعبي المنتخب؛ بسبب الأداء غير الجمالي أمام المنتخب الغاني، مؤكدًا: «أنا مش عارف ناس عمالة تحلل وناس عمالة تقطع وإحنا عندنا 6 نقاط وكسبانين غانا وقربنا من المونديال.. عالم غريبة والله». وأوضح أن المنتخب حقق المطلوب وحصد 6 نقاط مهمة جدًا والفوز على أوغندا يحسم بشكل كبير وليس نهائيا تذكرة التأهل، ولكن الكرة علمتنا دائما عدم التسرع والانتظار حتى المحطة الأخيرة، ولكن أعد جماهير مصر في كل مكان وأقول لهم «إن شاء الله مصر هتروح روسيا 2018». وذكر «الحضري» أنه تعلم كثيرًا من كوبر مدرب المنتخب واستفاد من كلماته في المعسكرات، مشددًا على أنه مدرب مخلص جدًا ويعشق عمله ولا يبحث سوى عن النجاح وبات في حاجة إلى الدعم والمساندة أكثر من الوقت السابق لبلوغ حلم التأهل إلى المونديال. وأضاف: «كوبر واحد مننا وقريب جدًا من اللاعبين وعمري ما شعرت أنه أجنبي ويعشق مصر، ويكفي أنه يتحدث اللغة العربية وقالها صريحة «تحيا مصر»، وبالتالي تشعر أنه «ابن بلد»، ويرغب في إنجاح الكرة المصرية والوصول بها إلى العالمية من خلال حصد أمم أفريقيا المقبلة في الجابون والقتال للوصول إلى كأس العالم روسيا». وأوضح أنه سعيد جدًا بدور المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة وعضو المكتب التنفيذي بالاتحادين الدولي والأفريقي، مؤكدًا أنه «رمانة الميزان وراجل جدع»، ويعشق مصر، ويعمل من أجلها في الداخل والخارج. وأضاف أن علاقته مع «أبوريدة» تمتد إلى 25 سنة رأى فيهم إخلاص هذا الرجل وعشقه لمصر وسعيه لتحقيق النجاح للمنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها السنية، مشددًا على أن «أبوريدة» يعمل ليل نهار لتحقيق نقلة نوعية كبيرة للكرة المصرية. وأوضح أن «أبوريدة» يذلل كل العقبات للاعبين والجهاز الفني سواء مادية أو معنوية، مؤكدًا «مش مخلينا محتاجين أي حاجة». «الحضري» الذي يرتبط اسمه ب «الرقص على العارضة» تلك الرقصة ستظل محفورة في الوجدان ومعلقة باسم أحد أعظم من تولى حراسة مرمى المنتخب الوطني على مدى التاريخ عاد من جديد للوقوف على العارضة والرقص بعد الفوز على غانا 2-0 والاقتراب من حلم الصعود للمونديال وفي هذا الشأن يقول: «رجعت أقف على العارضة تاني بعد غياب 6 سنوات من وقوفي الأخير عليها في احتفالية منتخبنا الوطني بالفوز ببطولة الأمم الأفريقية في أنجولا 2010». وأضاف: «كنت عاوز أرجع الفرحة للناس تاني والرقص على العارضة مرتبط بالإنجازات والأفراح سواء مع المنتخب أو الأهلي وعندما عدت من جديد للوقوف على العارضة والرقص عليها شعرت بسعادة غير طبيعية، خاصة أن الشعب المصري يحتاج إلى تلك الفرحة الغائبة عنه طوال السنوات الماضية بسبب الإخفاقات التي عاشتها الكرة المصرية». وأوضح أن الفرحة التي شاهدها في أعين جماهير الكرة المصرية بعد أن قام بالرقص على العارضة لا تقدر بثمن، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تأتي اللحظة التي يتمايل ويرقص فيها على العارضة بعد تأكد وصول منتخبنا الوطني إلى مونديال العالم روسيا 2018. «الحضري» انتقل لنقطة مهمة جدًا أيضا وهي التزام الجيل الحالي من اللاعبين والتجانس الكبير بين المحترفين ولاعبي الدوري المصر،ي مؤكدًا أن نغمة اللاعب المحترف واللاعب المحلي لا تتواجد داخل المنتخب، بل يبحث الجميع بالكامل عن الفوز ومصلحة المنتخب وحلم البطولات. أضاف: «ما فيش حاجة اسمها محترف ومحلي كله هنا منتخب مصر وكله عارف إن ما فيش فرق بين لاعب بره ولاعب جوه.. إحنا كلنا بنمثل مصر ومعندناش أهم من البلد دى عشان نتعب عشانها ونخلص لها عشان نرجع الفرحة تاني على وش المصريين». وأوضح أنه قدم النصيحة لكل اللاعبين وقال لهم بالحرف «كل واحد يخلي باله من نفسه لتجنب الإصابات من أجل مصر»، مضيفًا: «أنا قلت لكل واحد لازم يرمى جلده بره معسكر المنتخب وينسى النادي وإن دى الروح اللى هتوصلنا كاس العالم».
