عانيت من الأقساط في حياتى الخاصة.. وربنا كرمنى وسددت ديونى حسن حسنى «وش السعد» في مسيرتى.. وأقنعنا مايا نصرى بالعودة في دور مختلف فنان مبدع، مهموم دائمًا بمشكلات الوطن والشارع، يعبر عنها من خلال أعماله السينمائية، التي دائمًا تحمل إسقاطات سياسية عديدة، لكن في قالب كوميدى لا يشعرك بالملل.. إنه النجم هانى رمزى الذي يعود من جديد من خلال فيلم "قسطى بيوجعي"، الذي يتحدث عن غلاء الأسعار والأقساط والأزمات الاقتصادية التي يعانى منها الشارع المصري، في قالب كوميدى أيضًا، عن تفاصيل الفيلم والعديد من أسراره وكواليسه كان لنا معه هذا الحوار: في البداية.. لماذا اخترت فيلم "قسطى بيوجعني" للعودة به إلى السينما ؟ "قسطى بيوجعني" كوميديا جديدة من نوعها، يناقش أزمة الأقساط التي يعانى منها قطاع كبير من المصريين في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم "كاش"، خصوصًا أن نظام التقسيط أصبح أمرًا واقعًا، ولم يقتصر الأمر على طبقة بعينها أو مجتمع بعينه، فآلام الأقساط موجودة في مصر والعديد من الدول العربية، لذلك كان شيئًا مهمًا أن أناقش هذا الموضوع من خلال فيلم كوميدى حتى استطيع أن أوصل رسالته إلى الجمهور. إذا ما هي الرسالة من الفيلم ؟ أريد أن أقول للناس انتبهوا، وعليكم أن تحسبوا خطواتكم قبل أن تخطوها، فليس من المهم أن تحصل على ما تريد بالتقسيط لكن الأهم هو أن تعرف من أين ستسدد هذه الأقساط، وهل ستستطيع أن تدفع ما عليك ؟ وأريد أن أقول لك إن الفيلم به العديد من القصص الإنسانية، وبعض النماذج التي ظلمت بسبب أقساط بسيطة، وهناك من قضى سنوات خلف القضبان. حدثنا عن شخصيتك التي تقدمها في الفيلم ؟ أجسد شخصية رجل اسمه "أكمل" محصل أقساط، وهذه الشخصية تقدم لأول مرة في السينما، لأننا نقترب من تفاصيل شخصية محصل الأقساط، الذي من الممكن أن تجده يعانى هو الآخر من الأقساط وعليه ديون كثيرة، وأكمل شاب خلوق ومحترم ويتميز بالطيبة، إلا أنه عند بعض الناس مثل "عزرائيل" لأنه يطالبهم طوال الوقت بأن يسددوا ما عليهم من أقساط. هل هانى رمزى تذوق مرارة الأقساط في حياته الحقيقية ؟ يضحك.. بالطبع، فمن منا لم يذق هذه المرارة ؟ فأنا تذوقتها ومازلت أتذوقها، لكن الحمد لله على كل شيء إننى استطعت أن أدفع ما على، كما أن الذي شجعنى هو إحساسى الحقيقى بالأزمة التي يناقشها الفيلم لذلك متفائل للغاية بأن الفيلم سيخرج بشكل جيد. حدثنا عن فريق العمل الذي سيتولى معك هذه المهمة؟ الفيلم من إنتاج هانى وليم وإخراج إيهاب لمعى وهو مخرج متميز للغاية ويشاركنى في البطولة مايا نصرى والقدير حسن حسنى الذي إذا تحدثت عنه لن أوفيه حقه، لأنه طوال الوقت بجانبى ولم يتركنى للحظة في مسيرتي، وأعتبره "وش السعد عليا". لماذا اخترت مايا نصرى لتشاركك البطولة؟ الاختيار لم أنفرد به لكن المنتج هانى وليم يشاركنى الرأى وكذلك المخرج إيهاب لمعي، ثم أن مايا نجمة كبيرة ولها جمهورها وأعتقد أن الدور الذي ستقدمه سيكون مختلفا عما قدمته من قبل. البعض قال إن مايا عملت في الفيلم لأن زوجها هو المخرج فهل هذا صحيح ؟ أريد أن أكشف لك عن مفاجأة وهى أن مايا نصرى كانت رافضة فكرة العودة إلى التمثيل خلال هذه الفترة، لأنها "بيتوتية" لدرجة كبيرة وتحب أن تقضى كل وقتها مع أطفالها، إلا أننا استطعنا أن نغريها بالدور الذي ستقدمه في الفيلم. هل وضعت السم في العسل من خلال الإسقاطات السياسية التي يحتوى عليها الفيلم لكن بشكل كوميدى ؟ أنا لا أضع السم في العسل، ولا أنكر أن فيلم "قسطى بيوجعني" به إسقاطات سياسية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر والمنطقة العربية بأكملها لكن الضحك والكوميديا هي هدف رئيسى من أهدافى في فيلم "قسطى بيوجعني". أغلب أفلامك بها إسقاطات سياسية لكن بعيدا عنك.. أين دور الفن الفعال من مشكلات الشارع المصرى ؟ أحاول بقدر الإمكان أن أناقش قضايا مصر بشكل كوميدي، لذلك قدمت مثلا "عايز حقي" و"جواز بقرر جمهوري" و"ظاظا رئيس جمهورية" وغيرها، وهناك زملاء لى كثيرون يقدمون أيضًا أعمالا فنية تتحدث عن نبض الشارع المصرى لأن الفن هو الدرع التي تحمى الشارع من كل الأفكار الهدامة والمواطن المصرى انتصر بالفن على كل من حوله. هل من الممكن أن نرى عملا سينمائيا من بطولتك يتحدث عن أزمات السياحة في مصر ؟ ولم لا ؟ فهذه أيضًا قضية مهمة للغاية وبها العديد من الجوانب ودعنى أقول لك إن هناك تقصيرًا كبيرًا في الترويج للسياحة في المسلسلات والأفلام المصرية لكن أحقاقًا للحق هذه ليست مسئولية صناع الدراما أو السينما وحدهم ولكن هناك معوقات كثيرة منها صعوبة الحصول على التصاريح والأسعار الباهظة التي يتم تحديدها للتصوير في الأماكن السياحية والأثرية. ما القضية التي تتمنى أن تناقشها في أعمالك الفنية ؟ أتمنى أن أقدم عملا سينمائيا عن مشكلات التعليم في مصر، والأزمات التي يمر بها لأن الكثير لا يعى أهمية التعليم، وأقول إنه لن ترتقى الأمم إلا بالاهتمام بالصحة والتعليم معًا، مثلما فعلت العديد من الدول ومن بينها سنغافورة حتى أصبحت من أهم وأرقى دول العالم. كيف ترى الوضع السياسي الراهن في مصر والمنطقة العربية ؟ نحن في مرحلة أصعب من عنق الزجاجة وخلال الفترة الماضية قطعنا مسافة كبيرة نحو طريق العودة وبناء المستقبل وأدعو الجميع للهدوء والتفكير جيدا في مستقبل الوطن حتى لا تسقط مصر في فخ أعداء الوطن سواء في الداخل أو الخارج. البعض يستغرب من كلامك.. فكيف لك أن تقدم فيلمًا عن أزمة الأقساط وفى نفس الوقت ترفض حرية التعبير عن هذه الأزمات ؟ اعترف بأن هناك حالة من الاضطراب في الشارع المصرى بسبب أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار، ولكن على الجميع أن يعرف أننا نخوض حربًا شرسة لا مجال فيها للانقسام حتى نصل لبر الأمان، وهذا لا يعنى أننى متناقض لكن علينا الصبر.