صدر حديثا عن دار الجزيرة للنشر كتاب «المكان والعمارة» للبروفسور على ثويني الخبير المعماري باليونسكو، ويعد مادة مستجدة في إطار الوعي بأهمية المكان في حياتنا، ضمن سياقات الوعي الفلسفي والروحي، وكذا البيئي والعمراني والمعماري. ويحتوي الكتاب على سياقات تقرب بين مفاهيم عدة منها الفلسفة والعمران والعَمارة والمجتمع والنفس والبيئة والتراث والثقافة وسطوة الروح والمقدس، مع الوعي والإقرار بموقع المكان المركزي في الذاكرة التراثية، كونه يشكل بؤرة إنتاج الصور، والرموز، التي تكيف سلوك الأفراد، وترسم ملامح استجاباتهم اللاحقة، لإنثيالات الذاكرة، فيتجلى الحنين اليه واستذكاره، متخطيا كل معطيات الراهن. وجاءت في صدر الكتاب توطئة فلسفية وتعريفية ممهورة بقلم المؤلف قال فيها: "يعد مفهوم المكان من أكثر المفاهيم إشكالًا في التداول المعرفي، لما يحمله من غنى في الدلالة والإيحاء، ولما يتصف به من تعقيد ومرافقة، فهو مفهوم يجيد لعبة الوجه والقناع والإخفاء بالإبراز، يخفي أحيانا ما ينبغي أن يظهره ويبرز أحيانا أخرى ما هو من المفروض أن يختفي، يبدي الوضوح والجلاء والبساطة بل والبداهة الحدسية، ويضمر اللبس والغموض".