الإسكندرية: صدر حديثاً عن مكتبة الإسكندرية كتاب جديد للدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة حمل عنوان "العمارة والمجتمع". استعرض فيه العلاقة بين العمارة والمجتمع كآلية عمل مستمرة، ومتكاملة، وتفاعلية في ظل سياق العالم والمجتمع الإسلامي المعاصر المتصف بسرعة التغير. قدم الدكتور سراج خلال الكتاب العناصر الرئيسية لآلية التغير، ثم مجموعة من الملاحظات حول وظيفة العمارة كانعكاس للمجتمع ودورها في تحديد التقدم وعلاقة ذلك بالهوية الثقافية المتغيرة، كذلك قدم المؤلف رؤيته في دور المعماري في تقديم الماضي وتثمينه وفي فهم الحاضر واستشراف المستقبل. وعبر الكتاب يقدم المؤلف للروابط الرئيسية التي تربط بين العمارة والمجتمع، والتي تشكل جزء من الواقع المعيشي الديناميكي والمتغير في المدن المعاصرة، حيث تعتبر العمارة هي الأداة التي تعبر عن هذا الواقع المتغير، فعلى احد المستويات هناك السعي للحفاظ على أفضل الأمثلة من المباني التقليدية كنماذج للإلهام المعاصر ومع ذلك فإن هذه الأبنية هي أيضاً شواهد على ما كانت يوم ما رؤى معاصرة لما يعتبر اليوم مرحلة سابقة قد انتهت وجزءاً لا يمحى من تجربتنا التاريخية كشعب. ويأتي في هذا السياق الحديث عن دور المعماري في الحفاظ على التراث القديم، ودور المعماري في المجتمع كدور محوري في تحديد فهم المجتمع لواقعه، وفي صقل رؤيته لذاته ولتعبيره الثقافي الأصيل، ويشير الدكتور سراج إلى أن المعماريين والبنائين والمخططين المعماريين هم الوحيدون القادرون على صناعة منشآت تصبح فيما بعد معالم هامة وعلامات بارزة ضمن البيئة العمرانية العامة. أما الفصل الثاني من الكتاب فيدور حول مفهوم العمارة كمقولة فكرية تعتمد على نظرة معمارية نقدية محددة، ثم يقدم ثلاث تقسيمات هي مفهوم الأصالة الثقافية وتجلياته في العمارة المعاصرة في المجتمعات الإسلامية واستخدام العمارة الحاذقة والمركبة القائمة على اللغة المحلية، وأخيرا الجماليات العمرانية الحديثة والتي قدم لها المؤلف عدداً من الأمثلة الحائزة على جائزة الأغا خان للعمارة مثل مبنى مسجد بونج في باكستان، ومسجد نيونو في مالي، ومركز رمسيس واصف في مصر. وحول جائزة الأغا خان للعمارة افرد الفصل الثالث من الكتاب صفحاته مشيرة إلى عدم اهتمام المسابقة بالضخامة والفخامة كمعيار أساسي للعمل المعماري إذ كرمت المسابقة أعمال ذات طابع اجتماعي في العشوائيات في اندونيسيا وأبراج مياه في الكويت، وغيرهم من الأمثلة. ينهي الدكتور سراج الدين كتابه بتقديم مفهوم جديد للنقد المعماري مؤكداً أهمية أن يكون على مستوى واع رفيع ينظر إلى العمل المعماري على عدة مستويات منها ؛ البناء بوصفه بناءً، وهو ابسط أنواع النقد والتقييم وأكثرها مباشرة، والبناء في سياقه المادي، والبناء في سياقه الحضاري، وأخيرا يأتي البناء في سياقه الفكري، كآخر مستوى للنقد المعماري البناء.