نشرتها مجلة «الرواية - قضايا واتجاهات»، عدد صيف 2010 وهى مجلة دورية محكمة تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وهو بحث جديد تناول جوانب من قضايا الرواية ورؤية اتجاهات ما بعد الحداثة لها. ومما جاء فيه أنه «قد مرت ما بعد الحداثة بمراحل عدة، ظهرت أولا فى مجال العمارة، ثم انتقلت إلى الأدب، ثم الفلسفة، ومن ثم فى علوم السياسة وعلوم الاجتماع. وهى تعود إلى حركة الشك العميق التى انتابت الباحثين فى العالم. وهى حركة شاملة تضرب فى البديهيات والمسلمات الفكرية. وقد أسفرت عن عدم يقين كلى، ورغبة فى صياغة نظريات جديدة أكثر قدرة على قراءة نص العالم المعقد. لقد كانت أعلى الأصوات عن «موت الحداثة» صادرة عن المعماريين الجدد. ولعل طرح فكرتهم يمكن أن يوضح ببساطة نمط تفكيرهم، ويعطى لفتة أساسية عن مفهوم ما بعد الحداثة؛ فهناك إفلاس الصروح المعمارية التى تشبه كتلا منحوتة، ونقدا لطابع النخبة، وادعاءات تحويل المكان وسيلة لتحويل العالم، وتدمير نسيج المدينة بإفراز متكاثر لصناديق زجاجية ونتوءات عالية قطعت صلتها بسياقها المباشر وحولته إلى مكان عمومى هابط المكانة، أى نقدا لنظرية العمل الفنى الحداثى المتعالى على الواقع والمفارق له؛ فالمجتمعات الغربية تحيا داخل ثقافة ما بعد الحداثة ابتداء من العمارة التى تغوص الآن فى الأشكال المتنافرة للأمكنة التجارية، والموتيلات والوجبات السريعة، وفى ألعاب الإيماء والأصداء الشكلية التاريخية التى تكفل القرابة بين هذه المبانى والأيقونات التجارية المحيطة بها. ويذهب ما بعد الحداثة إلى كسر أية معايير تحقيبية بين الحديث والحداثة وما بعد الحداثة، بشكل عجيب وطريف؛ فكسر الزمن هو الرسالة الكبرى لخطاب ما بعد الحداثة؛ فهناك مشروعات فنية وفلسفية ومعمارية قد تسبق المفهوم، أو تمهد له، وقد تحوى فى طياتها أطروحات الحداثة وما بعد الحداثة، أى تتجاور التصورات الزمنية والفكرية فى عمل واحد، أو تحوى حقبة الحداثة تصورات ما بعد الحداثة، أو تشمل مراجعات لمفاهيم سادت فى فترة الحداثة أو الحديث. أيضا فإن ما بعد الحداثة تضاد الحداثة فى قبولها بالثقافات الأخرى؛ فعلى حين رفض هيجل تاريخ الشعوب البدائية والفقيرة، رأى أن الأوروبيين هم الذين حملوا مشعل القدر التاريخى فقط. أما الأقوام الأصليون في أمريكا وإفريقيا فهي شعوب افتقرت إلى التاريخ لغياب الكتابة التاريخية وانعدام الوعي الجمعي.