بعد انتخاب «دونالد ترامب» رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، بالرغم من كونه أكثر مرشح إثارة للجدل سواء في تصريحاته أو توجهاته السياسية والفكرية، كثرت التساؤلات حول قدرة قطب العقارات الشهير على إدارة بلد بحجم وقيمة الولاياتالمتحدة، وهل يؤتمن حقًا على أسرار أمريكا في حالة وجود كتاب أسرار للرؤساء الأمريكيين، وهل باستطاعته أن يضيف إلى من سبقوه من رؤساء أثروا في تاريخ العالم؟ وهل يستحق أن يقرن اسمه جنبًا إلى جنب مع لينكولن، وجورج واشنطن؟ في إطار ذلك كان ل"فيتو" جولة للتعرف على هذا كتاب "الأسرار بعد فيلم الكنز الوطنى". بدأ الحديث عن وجود الكتاب بصدور فيلم «national treasure:book of secrets» وهو من نوعية أفلام الإثارة والمؤامرة من بطولة «نيكولاس كيدج» و«هيلين ميرن» ومن إخراج «جون ترتليتون»، وحقق أرباحا في شباك التذاكر حول العالم قاربت النصف مليار دولار، حيث تحدث الفيلم عن وجود كتاب للأسرار محفوظ داخل مكتبة الكونجرس. «نظرية المؤامرة» ووفقا لموقع «listverse.com» والذي تحدث عن 10 نظريات للمؤامرة من بينها كتاب الأسرار، حيث اسُتخدمت النظرية في فيلم «الكنز الوطنى.. كتاب الأسرار» والذي ادعى أن رؤساء أمريكا يمررون فيما بينهم كتاب الأسرار بداية من «جورج واشنطن» وحتى «أوباما»، حيث يضيف بعضهم أو كلهم حقائق ومعلومات للكتاب، وموقع الكتاب معروف فقط لكل من الرئيس وأمين مكتبة الكونجرس القومي، وفي حال اغتيال الرئيس فإن أمين المكتبة هو من يُعلم الرئيس الجديد بموقع الكتاب الذي يتم تغييره بعد مغادرة كل رئيس للبيت الأبيض. وأُشيع أن الكتاب يحوى معلومات عن حقيقة هبوط الكائنات الفضائية في روزويل «Roswell» وغيرها من الأحداث المتعلقة بالكائنات الفضائية، كذلك يضم حقائق عن اغتيال كل من الرئيس السابق «جون كيندى» JFK وأخيه «روبرت كيندى» RFK من بعده، إضافة إلى موقع الكأس المقدسة ومصير مشاهير النازية بعد الحرب العالمية الثانية وهوية "عدو المسيح". «الأسرار بالماسونية» في هذا السياق صدرت عدة أفلام وثائقية تحدثت عن الكتاب من بينها "America's book of secrets" وافترض الفيلم أنه في حالة وجود كتاب فإنه يحتوى على مؤامرات وأكواد سرية ماسونية، وأثبت الفيلم حجته أن 14 من أصل 44 رئيس أمريكى كانوا ماسونيين 7 منهم في القرن العشرين، وهم "ويليام مكانلي، وارن هاردنج، هاورد تاف، ثيودور روزفلت، فرانكلين روزفلت، هارى تورمان، جيرارد فورد"، إضافة إلى اثنين من الآباء المؤسسين وهما "جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين"، كما أن ثلث الموقعين على كل من الدستور ووثيقة الاستقلال كانوا ماسونيين. وعلى جانب آخر ووفقًا لموقع Quora فإن مكتبة الكونجرس أكدت أنه لا وجود لكتاب الأسرار وما هو إلا مرجع خيالي مذكور في فيلم، وكانت المكتبة قد وضعت نسخة من الفيلم داخل مبنى "توماس جيفرسون" في عام 2008 جنبًا إلى جنب مع تحف تاريخية حقيقية، مثل "مذكرات جون ويلكس بوث". أوباما والسخرية من كتاب الأسرار وفي حديث إذاعى مع "مايكل سمركونيش "micheal smerconish في20اغسطس2009، أكد الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة "بارك أوباما" أنه شاهد الفيلم وحينما سأله مايكل أن أبناءه يريدون معرفة رد فعله على الكتاب وأكثر سر آثار دهشته أجاب ساخرًا: "سأخبرك ولكن يجب أن أقتلك". وفي لقاء تليفزيوني مع إيلين ديجنرس في برنامج "the Ellen show" في 12 فبراير 2016، سألت الطفلة "ميسي هنزى" الرئيس "أوباما" عن الكتاب الكتاب فرد ضاحكا "إنه سر". جدير بالذكر أن كتاب الأسرار لم يأت على ذكره أحد قبل الفيلم، وبعد صدوره أطلق جدل واسع بين مؤيدى نظرية المؤامرة وآخرين يَرَوْن أنه ما هو إلا محض خيال، وفي حالة كان الكتاب حقيقيا فإن ترامب عليه صون لسانه وإلا سيشهد العالم إفشاء أسرار نجح من سبقوه في حفظها على مدى قرنين ونصف القرن، أما إن كان من وحي خيال مؤلفى الفيلم، فأمامه الكثير ليدحض أفكار العالم حوله كونه عديم الخبرة السياسية وكل خبراته تنحصر في تنظيم مسابقات الجمال وإنشاء العقارات.