* بعض الحكومات تتجاهل الجماعات المتطرفة بحجة عدم امتلاكها أي تأثير * الإعلام والتليفزيون والإعلانات مداخل للثقافة وترويج الأفكار * السيسي أكد لنا دعمه للوسطية والوحدة الوطنية استضافت القاهرة مؤخرا، فعاليات الملتقى الدولي والاجتماع الدوري لمجلس الكنائس الأسقفية بجنوب الكرة الأرضية، بمقر كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، بعد اختيار مجلس الكنائس، القاهرة، لتكون مقرا لانعقاد مؤتمراته الدورية، بدلا من تركيا، ويشكل أبناء الكنيسة الأسقفية حول العالم نحو 85 مليون نسمة، ينتشرون في 164 دولة، فيما تمثل نسبة أبناء الطائفة الأسقفية في جنوب الكرة الأرضية 61 مليون نسمة. "فيتو" حاورت المطران مون هينج، رئيس أساقفة الطائفة الأسقفية في ماليزيا الذي كان يعتنق الديانة البوذية في السابق ثم اعتنق المسيحية: بداية.. لنتحدث عن أزمة اللاجئين الموجودين على الأراضي الماليزية؟ يجب أن أشير أولا إلى أن أزمة اللاجئين تعتبر واحدة من التحديات الكبرى التي يعانى منها عدد من الدول، ومصر من ضمنها، وفيما يتعلق بالوضع في ماليزيا، فبلادى بها لاجئون من (موهنجس) ويعتنقون الديانة الإسلامية وتعود جذورهم إلى أماكن على الحدود بين ميانمارو بنجلادش، وسعوا ليكونوا تابعين إلى ميانمار البوذية وليس بنجلادش المسلمة، وبالفعل استطاعوا وبعد فترة أرادوا إقامة دولة مستقلة، ما أدى لاشتعال الحرب بينهم وبين ميانمار، وبدأت الهجرة إلى ماليزيا وتصل أعدادهم نحو مليون لاجئ، ولا يرغبون تعليم أبنائهم بالمدارس الحكومية، هناك ساعون للحصول على الجرين كارد لدخول أمريكا. ومن جانبها رأت الكنيسة ضرورة الحفاظ على الأطفال من التشرد فأنشأت مئات المدارس بالجهود الذاتية لتعليم أبناء اللاجئين اللغة الإنجليزية لأن اللاجئين يرفضون تعليم أبنائهم لغات غيرها بحثًا عن الوصول لأمريكا، وهو أمر صعب حاليًا على المسلمين أن يحصلوا على ال"جرين كارد". وهناك جانب آخر للمشكلة يتمثل في عدم أحقية كبار السن من اللاجئين الحصول على وظائف؛ لأنهم ليسوا من أبناء ماليزيا، ولا يمكنهم أيضًا الحصول على تراخيص، وتغلبنا على هذا الأمر بأن أوجدنا فرص عمل لبعضهم. ما الذي يقدمه "أساقفة جنوب الكرة الأرضية" لهؤلاء اللاجئين؟ في مؤتمرات أساقفة جنوب الكرة الأرضية ندرس تلك المشكلات وندعو الإنجليز والأمريكان للمشاركة في المساعدة أو المقترحات، كما أن الدولار بالنسبة للمواطن لا يمثل شيئًا لكن بالنسبة للمحتاجين دعمًا يمثل كثيرًا. في رأيك.. ما الأسباب التي ساعدت على انتشار الفكر الداعشي والجماعات المتطرفة؟ التطرف موجود بين أتباع كل الأديان المسلمين والمسيحيين والبوذيين وغيرها، والمشكلة الحقيقية أن الحكومات تجد مجموعات لديها فكر متشدد أو ما شابه وتتركها فترة من الوقت بحجة عدم امتلاك هذه الجماعات أي تأثير، وبعد فترة نجد تلك المجموعات باتت جماعات ضخمة وجذورها ضاربة في الفكر المتطرف والإرهاب. وعلينا أن ندرك هنا أن التعليم عامل رئيس يجب الاهتمام به للحد من انتشار الأفكار المتطرفة وعلينا متابعة أبنائنا بالمدارس، والدول والحكومات مسئولة عن رسم سياسة الاعتدال، ووجود رقابة على المعلمين والمدرسين بالمراحل التعليمية، إلى جانب الاهتمام بالإعلام والتليفزيون والإعلانات لأنهم مداخل للثقافة وترويج الأفكار. ويجب على الحكومات منع المتطرفين من الوجود في منظومات التعليم لعدم نشر الأفكار المتطرفة، وعليها العمل على احتواء المشكلات في بداية الأمر أفضل بكثير من تركها للتراكم فإن كان إصبعا يؤلم وقد يؤثر في باقي الجسد من الأفضل أن يتم بتره حفاظًا على سلامة الجسم. ما خريطة الديانات الموجودة بماليزيا ؟ ماليزيا دولة تضم غالبية الأديان فهناك نسبة 60% من المسلمين، 10% من المسيحيين، 25% من البوذيين و5% من الهندوس، ونحن من جانبنا نتبنى سياسة الحوار سواء على مستوى الديانة الواحدة أو الديانات المختلفة، فهناك اجتماعات مشتركة بين الكنائس المسيحية الموجودة هناك بصورة دورية للصلاة معًا وبحث التحديات والعمل على اجتيازها بصورة تعاونية لخدمة الكنيسة والمجتمع. هناك دول تعترف بالزواج المثلي.. ماذا عن ماليزيا؟ نحن لا نعترف أو نقبل بالزواج المثلي نهائيًا، ولا يمكن رفع الحدود الفاصلة بين الأسود والأبيض تحت مسميات حقوق الإنسان لتتحول الدنيا كلها إلى "سواد قاتم" ولا يمكن السماح بما هو تجاوز عن الأمور الطبيعية التي خلقنا الله عليها، فإن الله خلق أيدينا لنؤدي بها أعمالا، وخلق أرجلنا لنتحرك بها ولا يمكن أن يحل أحدهما مكان الآخر وإلا يعتبر أمرا شاذا، أما عن الزاعمين بزواج الشواذ تحت مسمى الحب فهذا أزمة كبرى لأن كلمة حب في معناها جميلة للغاية وإنما حب الجنس بين مثليين فهو أمر غاية في الخطورة والخطأ. أخيرا.. ماذا جرى خلال لقاء أساقفة الطائفة الأسقفية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ الرئيس السيسي حدثنا عن استقرار الأوضاع بالبلاد بعد الثورة، وإيمانه بالاعتدال ودعمه الوسطية والوحدة الوطنية والألفة بين المصريين وبالمعنى الأدق وفق تعبير الرئيس "لكل مصري مكان ببلاده يعيش فيها بسلام وأمان مهما كان معتقده". الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"