عقدت اليوم بالعاصمة الروسية موسكو، فعاليات الاجتماع التنسيقي الخاص باتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي، وشارك في الاجتماع فيرونيكا نيكشينا وزيرة التجارة بالاتحاد الأوراسي وكلمانوف نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، إلى جانب وفد رفيع المستوى من وزارة التجارة والصناعة المصرية برئاسة سيد البوص مستشار وزير التجارة والصناعة، وممثلين عن الهيئة الاقتصادية العامة لقناة السويس، والدكتور علاء عز أمين عام الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، كما شارك بالاجتماع ممثلون عن حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوراسي وهم روسيا وبيلاروسيا وكازخستان وأرمينيا. ويأتي عقد الاجتماع بناء على المباحثات التي أجراها المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، مع نظيره الروسي دينيس مانتوروف خلال لقائهم على هامش اجتماعات منتدى سان بطرسبرج الدولي، والذي عقد منتصف شهر يونيو الماضي، وتم الاتفاق على ضرورة عقد المزيد من الاجتماعات المشتركة بين الخبراء المصريين ونظرائهم من الدول الأعضاء بالاتحاد للسعي نحو بدء التفاوض حول اتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد. واستعرض الوفد المصري مزايا الاتفاقية حال إبرامها على فرص التجارة والاستثمار بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي، وأكدت فيرونيكا نيكيشنا أن مزايا الاتفاق لا تقتصر على إزالة الجمارك؛ ولكن خلق البيئة المناسبة لقيام مشروعات واستثمارات مشتركة، كما أشارت إلى أن بدء التفاوض حول إبرام الاتفاقية سيتقرر خلال قمة رؤساء دول الاتحاد الأوراسي خلال شهر ديسمبر المقبل. وأوضحت أن الدراسة المبدئية للاتحاد الأوراسي، أشارت إلى أن حجم التبادل التجاري سيتضاعف من ثلاثة إلى أربع مرات في حالة إبرام اتفاقية تجارة حرة بالمقارنة بالوضع الراهن حيث قدرت الدراسة أن حجم التجارة سيزيد من 3.5 مليار دولار خلال عام 2015 إلى نحو 15.7 مليار دولار بعد إبرام الاتفاق. ومن ناحية أخرى، قدم الوفد المصري عرضًا حول المشروعات القومية الكبرى الجاري إنشاؤها في مصر، وكذا حول المنطقة الاقتصادية العامة لقناة السويس. كما تناول الاجتماع أيضًا تقديم عرض حول المنطقة الصناعية الروسية المزمع إنشاؤها في شرق بورسعيد، وزار عمرو مرزوق مدير التسويق بالهيئة الاقتصادية لقناة السويس والمستشار التجاري ناصر حامد شركة تكنوبوليس موسكو التي قامت بوضع التصور الخاص بالمنطقة الصناعية الروسية وزيارة بعض الشركات والمصانع المستهدف جذبها إلى المنطقة الصناعية الروسية في مصر. وأشار المستشار التجاري ناصر حامد إلى أن التوصل إلى إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي على رأس أولويات واهتمامات الحكومة المصرية، وأن القمة الرئاسية القادمة لرؤساء دول الاتحاد الأوراسي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وكيرغيزستان والتي ستعقد خلال شهر ديسمبر ستكون حاسمة في تحديد مسار المفاوضات، وهو ما يتطلب أهمية تكثيف الاتصالات على المستويات السياسية العليا للإسراع في بدء التفاوض.
