" الكذاب بيروح النار " عبارة ترددها الأمهات للأبناء ليل نهار، إلا أنها في بعض الأحيان تكون غير ذى جدوى، فكثير من الأطفال يكذبون في مواقف مختلفة لأسباب عديدة تحتاج إلى مناقشات جادة وحلول عاجلة حتى لا يتحول الكذب عنوانا لشخصية الطفل ويصبح موصوما بالكذب عندما يكبر. يقول الدكتور سيد سلامة الحجار استشارى الصحة النفسية: إن لجوء الطفل إلى الكذب يرجع إلى أسباب عديدة منها رؤية أحد والديه يكذب للخروج من مأزق، أو لعدم إشباع الوالدين رغبات الطفل ما يؤدي به إلى الكذب ليحصل على ما يريد، أو شعور الطفل بالدونية وعدم الرعاية الكافية، أو لخوفه من رد فعل الوالدين الذي بالطبع يكون مبالغا فيه، وفى بعض الحالات يكذب الطفل نتيجة مخالطة رفاق السوء. ويضيف الحجار أنه لابد من عدم إهمال الوالدين لمشكلة الكذب عند الأطفال وعلاجها تدريجيا دون تعنيف، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية. 1- يجب أن يحتوى الآباء والأمهات أطفالهم بالحب والاهتمام ويسعون إلى تلبية احتياجاتهم كلما أمكن دون مبالغة أو حرمان حتى لا يضطر الطفل إلى الكذب. 2- لابد وأن يكون الوالدين قدوة لأطفالهم في الصدق والصراحة مع تجنب الكذب الأبيض، لأن الأطفال يتعلّمون من تصرفات االمقربين لديهم وسلوكياتهم فيفعلون مثلهم، وفى هذا السياق يجب على الآباء مراقبة أصدقاء الطفل وأصحابه المقربين. 3- ضرورى جدا أن تثنى الأم على طفلها عند قوله الحقيقة حتى وإن كان يكذب أحيانا ولابد وأن تمنحه أي مكافأة لقوله الصدق كل مرة حتى يتجنب الكذب وتصبح الصراحة عنوانا لحياته. 4- تحاول دائما الأم أن توضح لطفلها أن ما يفعله خطأ وحرام وأن الله سوف يغضب منه وتتعامل معه في بادئ الأمر بالحوار واللطف. 5- يفضل عند استمرار الطفل في الكذب بعد الحوار والهدايا والتعامل بلطف الانتقال إلى مرحلة الحزم والعقاب حتى لا يعتاد الطفل على الكذب ويكرر خطائه مجددًا، ويجب أن تكون أساليب العقاب فعالة بحرمان الطفل مما يحب أو تعنيفه دون عنف. 6- ممنوع نهائيا معايرة الطفل بالكذب أن تذكيره بأكذوبات سابقة فهذه الطريقة لن تفيد شيئا وسوف تزيد الأمر تعقيدا. 7- اشرحوا لأبنائكم مساوئ الكذب وكيف أنّه يؤثّر على حياة الإنسان ويجعله سيئ السمعة وابحثوا عن الأسباب وعالجوها دون إهمال.