تقع قرية «محلة مرحوم» إحدى قرى مركز طنطابالغربية، على طريق القاهرة–الإسكندرية الزراعى، ومن رموز القرية الشيخ محمد عياد، المفكر والمؤرخ المعروف، والذى وافته المنية بروسيا عام 1861 ودفن بالقرب من مدينة سانت بطرسبورج بروسيا، ومن أبنائها أستاذ الأدب العربى الدكتور مصطفى الشكعة، العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان رئيس لجنة التعريف بالإسلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف ، كما كان عضو لجنة الحوار الإسلامي –المسيحي بالأزهر الشريف، وتم تغيير اسم مدرسة «محلة مرحوم الثانوية», الى مدرسة مصطفى الشكعة. ومن أبنائها أيضا الفنانة سعاد مكاوى، وفيها نشأ السياسى البارز عمرو موسى، ودرس بها حتى المرحلة الثانوية,وقد خرج من القرية اكثر من 200 أستاذ جامعى قاموا بالتدريس في مختلف الجامعات ومنهم اساتذة الهيئات الحكومية البحثية. وتكاد تكون قرية «محلة مرحوم» الوحيدة من بين القرى التابعة لمحافظة الغربية،التى يعمل أغلب أبنائها فى الصناعات اليدوية، حيث تصادفك خيوط الصوف، والغزل الممتدة بين المنازل، وفى الشوارع لصناعة «العقادة» وهى فرشات الستائر، والأشرطة المجدولة، ونتيجة تلك الأعمال فإن المستوى المعيشى بالقرية مرتفع مقارنة بالقرى المجاورة لها، ويظهر ذلك فى واجهات منازل القرية، التى تعتمد على المبانى الخرسانية وجمال مداخلها وواجهاتها, علي عكس المبانى الريفية فى العديد من القرى المجاورة لها، وقليل من أبنائها يعملون فى مجال الزراعة. ويشكو أهالى القرية العاملون بصناعة العقادة من اجتياح المنتج الصينى لسوق العقادة، يقول السيد فهمى - أحد العاملين بمهنة العقادة بالقرية: هناك صعوبات كثيرة تواجهنا فى تسويق منتجاتنا بسبب غزو المنتج الصينى الذى إن استمر فى ذلك فسوف يقضى على تلك الصناعة اليدوية, مضيفاً: صناعة العقادة بحاجة إلى تدخل حكومى وتشريع قانون بوقف استيراد المنتج الصينى والسماح بدخول الخامات الصناعية فقط, حتى تستمرهذه الصناعة الحرفية والحفاظ علي مئات البيوت من الخراب. ولا تتوقف ميزات القرية عند هذا الحد، ولكنها تضم أيضا عددا من المساجد الأثرية، مثل مسجد «العمرى» الذى يعود تاريخ بنائه إلى دخول عمرو بن العاص مصر، كما يوجد بها مسجد المدرسة الذى يرجع تاريخ بنائه إلى العصر العثمانى، ومسجد «الجوهرى», أحد تلاميذ السيد البدوى. وعلى أطراف القرية هناك 5شركات تعمل فى مجال الصناعات البترولية، تسبب معاناة لأهالى القرية، نظرا لأنها تلقى مخلفاتها الصناعية فى قناة طنطا الملاحية التى تخترق القرية. ويعانى فلاحو القرية من صعوبة وصول مياه الرى، القادمة من محافظة المنوفية إلى أراضيهم, كما يعانون من عدم وجود عدد كاف من المدارس الابتدائية بعد إخلاء مدرستى عبد العزيز جاويش والعمرى من الطلاب , وسوف تتفاقم الازمة بعد صدور قرار بإخلاء مدرسة محلة مرحوم الابتدائية الآيلة للسقوط، والتى تصر مديرية التربية والتعليم بالغربية على تشغيلها رغم حالتها المتردية . وينصح تقرير اللجنة الاستشارية العليا بالهيئة العامة للأبنية التعليمية الصادر فى 21ديسمبر 2012 بضرورة اغلاق المدرسة، ومع ذلك تتجاهل مديرية التربية والتعليم بالغربية تنفيذ ما جاء بالتقرير، وتتجاهل المديرية أيضا تقرير رئيس مركز ومدينة طنطا فى 29نوفمبر 2012 بإخلاء مدرسة محلة مرحوم الابتدائية خوفا على ارواح الطلاب وإزالة السور بسبب وجود شروخ طولية بطول 25مترا, كما أشار تقرير صادر عن هيئة الأبنية التعليمية فى أكتوبر 2008 بوجود تحلل فى الطوب والمون وشروخ رأسية بالحوائط وشروخ طولية فى اتجاه الكمرات، ومع كل هذا لم تتخذ مديرية التربية والتعليم بالمحافظة أى قرار بشأن إخلاء المدرسة من الطلاب، وهدمها أو ترميمها.