كثير من المصريين الذين أتيحت لهم فرصة السفر والعمل في الخارج (أمريكا وأوروبا على سبيل المثال) نجحوا نجاحا كبيرا، بل حققوا تقدما ملحوظا في مجالات عملهم.. بالطبع، ليس كل من اغترب حقق نجاحًا، فكم من أناس لم يوفقوا في عملهم وعادوا بخفى حنين.. وأنا هنا لا أتحدث عن الهجرات غير الشرعية التي تتم هذه الأيام، لكنى أقصد أولئك الذين نزحوا إلى بلاد الغربة بطرق مشروعة بناءً على اتفاقات أو بروتوكولات أو حتى مراسلات بين هؤلاء الأشخاص أو مؤسساتهم التي يعملون بها وبين أصحاب العمل أو ممثليهم، أو المؤسسات الموجودة في تلك البلاد.. وعادة ما يلح علينا هذا التساؤل: لماذا ينجح المصريون، ويحقق بعضهم نبوغًا مذهلا، بينما يفشلون عندما يكونون في بلادهم؟ والحقيقة أن المناخ العام (السياسي والاقتصادى والاجتماعي) الذي يعيش الإنسان في ظله، يلعب دورًا كبيرًا في مدى نجاحه أو إخفاقه.. وغالبًا يعود سبب النجاح أو التفوق الذي يحققه المصريون في الخارج إلى مجموعة من العوامل، يأتى على رأسها: 1- تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع، ولا شك أن هذا المبدأ يؤدى بالضرورة إلى الجدية في العمل وعدم التراخى أو الإهمال، وبالتالى تحقيق أعلى درجات الإنتاجية، 2- وجود إدارة واعية ذات قدرة وكفاءة عالية، تفهم جيدًا أهداف عملها، والوسائل والآليات الحقيقية الموصلة لهذه الأهداف، 3-عدم وجود "بطالة مقنعة"، إضافة إلى توزيع الأعباء على العاملين في المؤسسة، بحيث لا يحمل واحد منهم العبء كله، بينما الباقون مجرد متفرجين، 4- مراجعة خطة العمل في نهاية كل مرحلة، بحيث لا يتم البدء في المرحلة التي تليها إلا بعد استيفاء المرحلة السابقة حقها، 5- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، 6- متابعة لصيقة ودقيقة لكل فرد، حتى يتم التأكد من أن كل شيء يجرى وفق الخطة الموضوعة من ناحية، وكى يتم تجنب أي تجاوزات أو مخالفات غير قانونية من ناحية أخرى، 7- توفير المناخ الجيد للعمل، 8- وجود نوع من التوافق العام بين العاملين في المشروع أو المكان الواحد، 9- وجود نظام دقيق للعمل، من حيث البدء والانتهاء، 10- نظام ترقى يعتمد على أسس ومعايير ثابتة وواضحة، لا تحابى أو تجامل أحدًا، 11- وجود برامج تدريبية وتأهيلية للعاملين كل فترة، بما يرفع من مستويات أدائهم، وأخيرًا 12- حصول العامل على راتب مجز يجعله يعيش حياة كريمة، هو وزوجته وأولاده..