في الآونة الأخيرة، تكررت حوادث اختطاف الأطفال بشكل هائل، فلا يكاد يمر يوم إلا ويتم اختطاف طفل بإحدى المناطق، ومع تكثيف الحملات الأمنية، تم القبض على العديد من خاطفات الأطفال اللاتي اعترفن بارتكاب تلك الجرائم لحاجتهن للمال الوفير. وفي هذا التقرير، تستعرض "فيتو" حكايات أشهر 4 خاطفات للأطفال. عواطف حسني تبدأ حكايات خاطفات الأطفال في مصر ب"عواطف حسني "الشهيرة ب"منى"، فبالأمس ألقت قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة، القبض على «ربة منزل» لاتهامها بخطف طفل بالزاوية الحمراء ومساومتها لأهله لدفع مبلغ مالي لإعادته لهم. وقد بدأت تفاصيل الحكاية عندما تلقى قسم شرطة الزاوية الحمراء بلاغا من «محمود عبد السلام فرج» (26 سنة-موظف)، ذكر فيه أن ابنه البالغ من العمر عام ونصف العام اختفى أثناء لهوه أمام بوابة مسكنه بالزاوية الحمراء، وفي وقت لاحق ورد للمبلغ اتصال هاتفي من إحدى السيدات يفيد باختطاف نجله، ومساومته على دفع مبلغ 50 ألف جنيه مقابل إعادته. وعندما انتقلت النيابة لفحص الموقع، ومن خلال أحد الشهود تم القبض على سيدة تدعى "عواطف حسني"، وشهرتها "منى" (26 سنة- ربة منزل) جارة حماة المبلغ، وقد اعترفت بارتكاب الواقعة. وقالت المتهمة أمام رجال المباحث: إنها جارة جدة الطفل وسمعتها وهي تتحدث في التليفون، وتخبر ابنتها أن والد الطفل ورث مبلغا ماليا 150 ألف جنيه، فقررت اختطاف الطفل لطلب فدية، مبررة ذلك بحاجتها إلى المال وشدة فقرها قائلة: "هو يورث الفلوس دي كلها وإحنا مش لاقيين ناكل". وذكرت أنها أخفت الطفل عند صديقة لها تدعى «كريمة»، وأخبرتها أن والد الطفل في المستشفى، وستعود مرة أخرى لأخذه منها عقب إجرائه عملية جراحية، وأرشدت المتهمة عن مكان إخفاء الطفل، وتم إعادته لوالده، وإحالتها إلى النيابة العامة التي قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق. الكاتعة أما الحكاية الثانية فكانت ل"عزيزة" التي انتحرت مؤخرا، واشتهرت الفترة الماضية باسم "الكاتعة" في وسائل الإعلام، ففي سبتمبر الماضي، استضاف برنامج "انتباه" المذاع على قناة المحور للإعلامية "منى العراقي"، عزيزة لتقص رواية خطفها لشاب يدعى "إسلام" يبحث عن عائلته من خلال البرنامج، وبدأت روايتها أنها في تسعينيات القرن الماضى، قامت بخطف شاب يدعى"إسلام" من أحد المستشفيات وعمره أيام، ومعه عدد من الأطفال، وصل عددهم إلى 22 طفلا، وأوهمت الأطفال بأنهم أبناؤها، لتستغلهم في أعمال خارجة عن القانون. وعندما أتم إسلام الحادية عشرة من عمره، اقتحمت الشرطة منزل الخاطفة، وحينها علم إسلام أن «عزيزة» ليست أمه، وأن إخوانه وأخواته لم يكونوا يومًا كذلك، وحينما تم القبض على عزيزة، استطاعت الشرطة أن ترد الأطفال المخطوفين لأهاليهم، بينما تم تسليم إسلام لأسرة خُطف ابنها وهو صغير، ولكن بعد إجراء تحاليل الحامض النووي «دي إن إيه » تبين أنها ليست عائلته، وبعد أن خرجت«عزيزة» بعدما قضت مدة العقوبة، أصرت على أمومتها لإسلام، واستمر إصرارها حتى بعد نتيجة تحليل الحامض النووي «دي إن إيه»، الذي أكد عدم أمومتها للشاب المخطوف. وبعد أن روت قصتها على الهواء، فوجئ الجمهور بخبر انتحارها اليوم الثاني، حيث ألقت بنفسها من الطابق الرابع من شرفة شقة إسلام- وفقا للشهود والتحقيقات الأولية- ونقلت على إثره إلى المستشفى، وقبل أن تفارق الحياة حاول بعض الجيران استدراجها للإفصاح عن مكان أسرة «إسلام» لكنها أبت ولفظت أنفاسها الأخيرة، لتترك وراءها إسلام ضحية الفقدان والضياع، يحارب وحده طواحين الهواء بحثا عن هويته وأسرته. صباح تأتي حكاية هذه الخاطفة في إطار مشابه، لرواية «الكاتعة»، ففي أكتوبر2015، تم القبض على "صباح محمد"، (75 عاما- داية)، ومقيمة بدائرة قسم محرم بك، بتهمة سرقة عدد كبير من الأطفال حديثي الولادة، بلغ أكثر من 30 طفلا، وبيعهم لأسر محرومة من الإنجاب مقابل مبلغ 2000 جنيه للرضيع. وقالت المتهمة في التحقيقات قبل نقلها إلى المستشفى: «في أطفال كتير أنا أخدتهم من أهلهم بالتراضي، لأنهم خلفوهم في الحرام، كنت بأخذهم وأبيعهم وآخد فيهم قرشين، نحو 2000 جنيه، وفي أطفال كنت باخذهم بطرق تانية، زي طفل مستشفى الشاطبي». وأضافت:«أنا كنت باخد الأطفال دي علشان أديهم لناس محرومة، وأحيانا كنت أسرقهم، لكن مش عشان أرميهم في الشارع، لا أنا كنت بعطيهم لناس يقدروا قيمتهم ويربوهم ويصرفوا عليهم لأنهم اتحرموا من نعمة الخلفة». وبعد انتهاء التحقيقات شعرت «صباح»، بحالة إعياء شديدة، فأمرت النيابة العامة بنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكنها توفيت فور وصولها إلى المستشفى، بعدما أرشدت عن أماكن ضحاياها من الأطفال. صفاء أما في عام 2011، فكانت القصة الأشهر لخطف الأطفال من ميدان التحرير، ففي 17 يوليو، ألقى المعتصمون القبض على امرأة بميدان التحرير لقيامها بخطف الأطفال، حيث قام المعتصمون بالتحفظ عليها بخيمة خاصة للخارجين على القانون، وقالت السيدة: إنها اختطفت من قبل 7 أطفال من الميدان، وقامت ببيعهم لدار أيتام مقابل 500 جنيه للطفل الواحد. وعثر المتظاهرون بحوزتها على دفتري توفير، يحتوي الأول على مبلغ 14 ألف جنيه، والثانى على 15 ألف جنيه، إضافة إلى وضع مبلغ 500 جنيه بتاريخ 5 يوليو 2011، ومبلغ 600 جنيه في اليوم التالي، كما اعترفت بأنها مدمنة مخدرات، وتتعاطى جميع أنواعها، كما تدير شقتين للدعارة مع سيدتين إحداهما بحدائق القبة وأخرى بمدينة نصر.