مع التطور التكنولوجي الطبيعي، ابتكر علماء جهازًا أتوماتيكيًا لتغسيل الأموات في إيران، يمكنه تغسيل 3 موتى خلال ساعة واحدة، ويستغرق 20 دقيقة تقريبًا للواحد، ويمكن لبعض الأجهزة غسل عشرة موتى في الساعة، ويقوم الجهاز بغسل الميت بشكل دوراني، ويتم فيه مراعاة كل مراحل الغسل اليدوي من قبيل استخدام السدر والكافور لغسل الموتى. وأثار هذا الجهاز جدلًا شرعيًا واجتماعيًا حول إمكانية تحويل مهمة الغسل والدفن إلى عمل آلي، فيما يلي تستعرض «فيتو» رأي الفقهاء في استخدام مثل هذه المغسلة. انتهاك للكرامة في هذا الصدد، يرى عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن استخدام مثل هذه المغسلة حرام شرعًا، لأن للميت حرمته، والتي تقتضي التعامل معه برفق، شأن هذه المغسلة أيًا كانت طريقة عملها فهى انتهاك للكرامة بتشبيه المتوفى بقطع الأثاث أو الثياب التي تستخدم الغسالة لتنظيفها. وتابع إدريس: «الميت لابد أن يستفرغ ما في جسده بقدر المستطاع، حتى لا تخرج منه فضلات بعد تغسيله، ولا أظن أن مثل هذه المغسلة تستطيع أن تفعل ذلك، فضلًا عن أن صب المياه على الميت لابد أن يكون برفق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "عاملوا ميتكم كما تعاملون عروسكم"، ولا أتصور بأي حال أن يكون استعمال ماكينة الغسيل معاملة تليق بعروس». إضاعة للأجر واستكمل قائلًا: «كما أن استخدام آلة لتغسيل الموتى إضاعة لأجر من يتولى تغسيل المسلمين، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من جهز ميتًا فله قيراط، ومن صلى عليه فله قيراط، ومن حمله فله قيراط، ومن دفنه فله قيراط»، مشيرًا إلى أن هذه القراريط في سبيل الله للتعبير عن الأجر العظيم الذي يجزيه من يقوم بتغسيل الموتى، لذلك فالاستعانة بمثل هذه المغسلة مخالف للشرع، مضيفًا أن الحاجة إليها إضاعة للمال لأن الموتى ليس بكثير بحيث يستعان بماكينة لتغسيلهم، فالموتى قلة يمكن للمسلمين القيام بهذه المهمة. حلال شرعًا ومن جانبه، أشاد محمد سالم أبوعاصي، عميد كلية الدراسات العليا بالأزهر، بالجهاز الجديد، قائلًا: «ليس هناك حرج من استخدام مثل هذه الآلة لتغسيل الموتى، طالما تقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية، فليس هناك أي إشكالية لاستخدامها، ولكن لا يحبذ استخدامها حتى لا يضيع أجر من يقوم بتغسيل الموتى».