راهب يوناني: الملتقى فتح مجالا لتقريب الناس إلى الله ولنشر السلام في أمسية مميزة، تعانق المشايخ والقساوسة في ملتقى الأديان الثاني، الذي استضافته مدينة سانت كاترين بجنوبسيناء، تحت عنوان «هيا بنا نصلي معا» واحتضن الدير فيها المسجد، ليوجه الجميع رسالة أن مصر آمنة وللدعوة لنبذ العنف، وأن مصر مستقرة ينعم فيها أبناؤها بالتعاون والمحبة. في الاحتفالية التي شارك فيها رجال دين مسيحى وعلماء مسلمون وفنانون، تناغمت الترانيم والتواشيح الدينية والمسيحية للدعوة إلى السلام والعمل لخير البشرية، وسلطت الضوء على سانت كاترين أهم منطقة للسياحة الدينية في العالم وبها مناطق سياحية ودينية وجبال مقدسة، وشارك في التراتيل والترانيم الدينية 12 فرقة محلية وعالمية. وفى مشهد يعبر عن الوحدة الدينية والوطنية تناغمت ترانيم المسيح والأناشيد الدينية، وتعانق المسلمون والمسيحيون، وبالتدقيق في حفل ملتقى الأديان «هنا نصلى معا» تظهر حكايات كثيرة لم ترصدها حتى الدراما التليفزيونية، فما بين رداء المسيحيين وعباءة المسلمين يظهر الارتباط الروحانى متجليا. وفى حالة صمت رهيب وقف الجميع يستقبل بآذان صاغية آيات الله، وانتهى القارئ وبدأت الفرقة اليونانية بتلاوة آيات الإنجيل «لنحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله، ويعرف الله من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق». أعضاء الفرقة الإثيوبية أبدوا حبا شديدًا لهذا الحدث، وأهدت رهبان أوكرانيا ورودا وضعوها ب«الصلبان»، التي زادها رونقا وازدات محبة الرهبان الأوكران للمسلمين لما لمسوه من الروح النقية والصفاء والمودة المتبادلة واعدين إياهم بزيارة سانت كاترين مجددًا. فيما قدم أعضاء الفرقة المصرية «شالا صعيديا» لأحد أعضاء الفرقة المغربية وفى صورة أخرى جمعت عضوا آخر من الفرقة مع أعضاء الفرقة الرومانية والتي عبرت عن سعادتها لمشاركتها في الاحتفالية التي تجسد مدى التعايش داخل المجتمع المصرى. ووصف أعضاء فرقة المغرب للإنشاد الصوفى ملتقى الأديان ب«الجريء»، وخطوة إيجابية نحو التعارف على الآخر، وأكدوا أنه ملتقى للسلام والمحبة وسيساهم كثيرا في تنشيط السياحة في سانت كاترين. الراهب اليونانى «غريغوريوس السينائى» أكد أن ملتقى الأديان فتح مجالا لتقارب الناس إلى الله ونشر السلام الذي تفتقده البشرية في عصر كثرت فيه الحروب، وأن «الصلاة» هي أهم خطة في الملتقى حيث يجتمع الجميع على قلب رجل واحد يتضرعون إلى الله لرفع المعاناة عن البشر المكلومين. الاحتفالية أثبتت أن مصر قادرة على بث السلام للعالم.. بهذه الكلمات تحدث اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، مضيفًا: «معا نستطيع أن نصنع بلدا عظيما بالرغم من تشكيك البعض بعلاقة المسلمين والمسيحيين»، الذين ضربوا المثل في المحبة لدرجة أنهم يأكلون ويشربون معا وأكثرهم أصدقاء. الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اعتبر أن الاحتفال يعكس اهتمام الأديان بالإنسان وبقيم التعاون، حيث حثت على التفاهم والحوار ونبذ العنف. ورأى حلمى النمنم وزير الثقافة أن الاحتفالية جمعت الديانات الثلاث، واحتضنتهم بمدينة سانت كاترين في تجل واضح لسماحة مصر وتاريخها، فمدينة سانت كاترين تعد نموذجا واضحا لالتقاء الأديان، ومكانا متفردا في العالم أجمع بسماحته وعظمة تاريخه. وعبرت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن سعادتها لزيارة دير سانت وحضور الاحتفالية والتي صمموا على حضورها ليعلم الجميع أننا آمنون ولا يوجد ما يعكر صفونا، فنحن نستطيع اختراق العالم بهذا البلد الأمن والمتعلم ونحلم أن تكون مصر أفضل بلد في العالم المعجزات والتغلب على كل العقبات التي تعترض طريقنا.