هلا تدبرت لمصلحة من القرارات الرئاسية السرية ولماذا سريتها؟ هل لو كانت فى مصلحة الوطن ولخدمته كانت ستخفيها الرئاسة عن الشعب؟ وهل نحتاج كل هذه القرارات البالغه 423 إذا كانت متعلقة بالأمن القومى المصرى! إنه التضليل الذى يجعل البعض يصدق تبرير لجان الإخوان فى العمل وفى المقاهى وفى العالم الفضائى والإفتراضى ويقول لك (ياجماعة فى حاجات الناس لا تعرفها!) نعم ولكنها لا تمس مصر فى الغالب بل تمس ما ارتضونه وطنا بديلا، الجماعة. تكاد تمثل الجماعة فوقية رمزية و واقيعة فى حياة كل منتسب لها فهى عندهم السر المقدس و قدس الأقداس الذى وكلهم به الله لعودة الإسلام للحياة وللتمكين لدينه مجددا !و كأن دين الله قد زال من الوجود فوكلهم الله بهذه المهم دون سائر المسلمين الذى ينظرون إليهم نظرة المسلم ناقص الإيمان الضال الذى لم يكتمل إيمانه بعد و لم يفهم دينه و انتظر البنا و رجاله من بعده ليتمم إيمانه و ليعى إسلامه .. وهذا هو الوهم الأكبر الحقيقى الذى بنت الجماعة عليه فوقيتها المزعومة والتى يشعر بها أفرادها ذاتيا فتجد عندهم كبر الجهول الذى لا يعرف أن الإسلام أبسط من هذا الهراء العفن كله و يكفى المسلم إتباع قول الرسول الكريم (اّمن بالله ثم إستقم ) ولكن لتستثمر ضلالها هذا بالتمكين لنفسها فى الأرض إقرارا لحقها المقدس! لذا لا ترضى بقبول أى نوع من المعارضه لدولتها ولأنها تعيش وهما متخيلا مستمرا اسموه الاضطهاد اختلقوه كذبا ثم الكارثة أنهم صدقوه ثم صدقوا أنفسهم مما إنعكس على تحركاتهم السرية وإخفائهم لنشاطهم حتى عن ذوى رحمهم الذين لم ينصاعوا تحت لواء الجماعة! خلقت تلك الحالة بارانويا، جنون العظمة، سياسية اجتماعية إخوانية خالصة أوهمتهم بأنهم حتى بعد الحكم مطهدون لعظمتهم و لقيمة دورهم الدعوى و نسوا أن الداعى لدين الله لا يكون كاذبا ولا يتخذ من الكذب و السريه و العنف منهاجا لدعوه تدعى أنها ربانية! و كيف تكون دعوتك لله وأنت وسط شعوب تؤمن بالله حتى غير المسلم فيها له دينه السماواى و تدينه الخاص المهيمن على سلوكه! لكنه يبقى الأخ المميز الداعى لله والذى يتوهم سعيه وراء الحكم بأى وسيله تفوق مكيافيللى فى نفعيته و برجماتيته جهادا فى سبيل الله و الدين! و تلك هى الطامة الكبرى التى جعلت من ثلة جهلاء بدينهم أوصياء على الناس فى الدين فكيف لا يكونون أوصياء عليهم فى أمور الدنيا! من يفهم مثلهم ومن بورك مثلهم ومن ترعاه العناية الإلهية مثلهم؟، لذا فعند اتخاز قرار استبدادى أو سرى لمصلحة الجماعة يحسبوه لله تعالى ولبعث دينه حتى ولو هدم الوطن والذى لا يسوى عندهم جناح بعوضه، فالجميع إذن يجب أن يسخر لخدمة هذا المشروع المتوهم، فلتسقط كل مؤسسات الدولة وتشوه وتعاد صياغتها بالإخوة المقدسين الموثوق بهم حتى و إن كانوا فشلة لا يهم! فالقداسة الإخوانية لا تفشل أبدا، هكذا هم يحيون الوهم الأكبر متناسين قوة الوطن والشعب الذى لن يتركهم طويلا !