الدكتور عبدالعاطي بدر سالمان- رئيس مجلس إدارة هيئة المواد النووية الأسبق, استشاري الجيولوجيا- أنجز مشروعا متكاملا, مع عدد من الباحثين, للاستفادة من ثروات الصحراء المصرية بشكل كامل, وأطلق عليه "مشروع العصر لتنمية مصر", أكد سالمان أنه يوجد في سيناء العديد من الثروات الطبيعية التي لو أحسن استغلالها وتنميتها لأصبحت مصدراً مهماً للدخل القومي ,وسبباً في رفاهية الشعب ,فضلاً عن سيناء التى بها مقومات عديدة تساعد علي نجاح المشروعات التنموية ,كالطاقة والطرق والمياه, حاورناه لنقف على التفاصيل... ما تفاصيل "مشروع العصر لتنمية مصر"؟ - يشتمل المشروع علي رؤية وتخطيط مستقبلي لتنمية 35% من مساحة مصر, التي تمثل المناطق الصحراوية في سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية, الجزء الأول منه يمثل أولوية وأهمية بالغة ,لأنه يختص بتنمية سيناء, وتقوم فكرته علي الاستفادة من البنية التحتية لبعض طرق سيناء الرئيسية لإقامة مراكز متخصصة للاستثمار التعديني والصناعي تعتمد علي المصادر الطبيعية من خدمات وبترول وغاز, والقريبة من محاور التنمية المقترحة ,تلك المراكز الاستثمارية المتخصصة يمكن أن تتحول - في المستقبل- إلي مدن صناعية كبري متخصصة, تستوعب ملايين العاملين من أهل سيناء والمحافظات الاخري المكتظة بالسكان..أي إقامة مدن مليونية في شمال وشرق سيناء , لتمثل درعاً بشريا واقيا من أي محاولة للإخلال بالأمن القومي أو مهاجمة سيناء من قبل الكيان الصهيوني الذي تعود علي الغدر خلال عقود مضت, كذلك يعتبر هذا المشروع نوعاً من التخطيط المستقبلي المهم ,الذي إذا ما تم تنفيذه - ولو علي مراحل - سوف يغير وجه سيناء وينقل مصر نقلة اقتصادية واجتماعية تبشر بالخير الكثير. ما المحاور والمحددات الخاصة بالمشروع؟ - المشروع يمثل نوعا من التخطيط المستقبلي لتنمية مصر, ووضعها على خريطة العالم المتقدم, وينقسم ثلاثة محاور ,أولها تنمية شبه جزيرة سيناء ,والثانى تنمية الصحراء الشرقية ,والثالث تنمية الصحراء الغربية ,ليحقق بذلك المعادلة الصعبة التى يمكن أن تحل لمصر مشاكل كثيرة مثل البطالة ,وعدم وجود فرص للعمل فى الوادى الضيق ,والخروج إلى مجتمعات عمرانية جديدة تحل أزمة الإسكان فى مصر ,وبالطبع يتيح مشروعات استثمارية وفرص عمل وأماكن إقامة وحياة كريمة وتعمير مناطق جديدة,كنا كمصريين نحلم دائما باستغلالها. وقد بدأت فكرة هذا المشروع منذ عام 2007م , عندما سألت نفسي: ماذا قدم علم الجيولوجيا لخدمة المجتمع المصرى، ووجدت أن هذا واجب وطني لا بد أن أمضي في تنفيذه متطوعا دون أي تمويل أو تكليف من أحد, وساعدتني خبرتي الطويلة, فأنا أعمل منذ عام 1962 في مجال الاستكشاف الجيولوجي وتقييم الخامات الاقتصادية في الصحاري المصرية، وبالنسبة لسيناء, فقد تم اقتراح إقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي علي أربعة محاور للتنمية هى:محور المنطقة الساحلية الشمالية، ومحور طريق القنطرة شرق بئر جفجافة العريش، ومحور طريق الشط – نخل – طابا، ومحور طريق أبو زنيمة – أبو رديس – وادي فيران – نويبع – الطور، كذلك يحتوي هذا الجزء الخاص بتنمية سيناء علي بعض الأفكار والمقترحات الخاصة بالتنمية الشاملة لسيناء في مجالات أخري مثل الاستثمار الزراعي والسياحي بأنواعه المختلفة, وإقامة المدن الحرة التجارية والصناعية بمنطقة قناةالسويس. أما الصحراء الغربية فقد تم اقتراح محور رئيسي , وهو محور طريق "الواحات" الذى يمتد من الجيزة مارا بمدينة السادس من اكتوبر, فالواحات البحرية, ثم واحة الفرافرة, فالواحات الداخلة والخارجة, كذلك يوجد محور فرعي وهو محور توشكي ومحور واحة سيوة. وقد اقترحت إقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي والسياحي, وذلك حسب نوعية المصادر الطبيعية المتاحة والمظاهر البيئية والسياحية. أما الصحراء الشرقية ,التي تحتوي علي كميات هائلة من الرواسب المعدنية والخامات الاقتصادية، فقد تم اقتراح أربعة محاور للتنمية ,يقام عليها مراكز للاستثمار التعديني والصناعي ,وهذه المحاور المقترحة هي: محور الكريمات/بني سويف – الزعفرانة، ومحور قنا – سفاجا، ومحور قفط – القصير، ومحور إدفو - مرسي علم. هل هناك تكامل بين المشروعات أم أن كل مشروع بحثي منفرد؟ - هذا مشروع متكامل ، مشروع عملاق لتنمية مصر كلها، وميزته أنه يمكن تنفيذه علي مراحل , حسب دراسة الجدوي الاقتصادية علي كل محور ومركز للاستثمار التعديني والصناعي,وتكلفة هذا المشروع لا يمكنني حسابها، وتحسب التكلفة عند دراسة الجدوي لكل مرحلة من مراحل المشروع. هل تقدمت بورقة عمل متكاملة من قبل لأي من الحكومات السابقة ؟ - منذ عام 2007 بدأت أعرض المشروع في القنوات الفضائية وفي المحافل الجيولوجية والتعدينية، فى بداية 2011 قدمت شرحا له علي قناة "أون تي في" ونشرت بعض ملخصاته في بعض الصحف القومية والمستقلة. وفي مارس 2011 اودعت نسخا من هذا المشروع في بنك الأفكار والابتكارات بمركز الوزراء - في عهد الدكتور عصام شرف- وقدمت عرضا له بالبوربوينت في ذات المركز، وأرسلت نسخا من الجزء الخاص بتنمية سيناء إلي المجلس العسكري وإلي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الحالي وإلي رئيس جهاز تنمية سيناء، ولكن للأسف لم أجد أي استجابة من أحد، ولا أجد ما أقول سوى لك الله يامصر. ما الوقت اللازم لتنفيذ هذا المشروع؟ - هذا المشروع يمكن البدء فيه تدريجيا حسب دراسة الجدوي, وأن ينفذ علي مراحل, ومن الممكن في خلال سنتين أن يؤتي ثماره ومردوده الاقتصادي علي المجتمع المصري حسب الجزء الذي يتم تنفيذه. هل يمكن أن نصف المشروع بمشروع القرن أو السد العالي العصر الحديث؟ - هذا المشروع بحق هو مشروع العصر – أو سمه مشروع القرن إذا شئت - وهو أكبر بكثير من مشروع السد العالي، فسوف يغير وجه مصر ويغير الخريطة السكانية والاجتماعية بها، وسوف ينقلها نقلة حضارية واقتصادية غير مسبوقة، ولكن مشروع العصر يحتاج إلي إدارة وإرادة من متخذي القرار في مصر.