«الديكتاتورية لم تولد في زمن الفراعنة بل قدماء المصريين أسسوا لدولة العدل والمساواة بين الجميع، وصنعوا تاريخاً وحضارة يتحاكى بها العالم في زمن الظلم والطغيان».. بهذه الكلمات رفض مفكرون وساسة ما وصفوه ب «ظلم الفراعنة» واتهامهم بالديكتاتورية أو تشبيه أي حاكم مصري بالفرعون، مؤكدين أن قدسية الملك تأتي من عدله وحب المحكومين له وعلاقته بهم. المفكر الدكتور وسيم السيسي فسر كلمة «فرعون» بأنه ليس اسماً للحاكم ولا ينبغي أن تكون صفةً له، مشيراً إلى أن الحاكم الفرعون لا يعني الإله المستبد. وتابع «السيسي» قائلاً : «هذه افتراءات لا أساس لها من الصحة ويجب أن نعلم أنه لا وجود لكلمة فرعون فهى تأتى من مقطعين، «فر» بمعنى بيت، و«عا» بمعنى عالي، أى «البيت العالى»، لكن الناس تأخذ كلمة فرعون على أنه ظالم وجبار». وأضاف «السيسي» أنه إذا كان الحكام المصريون جبارين في الأرض وظالمين ما استطاعوا بناء حضارة امتدت لآلاف السنين، مؤكداً أن الظلم لا يولد حضارة وأن حكام مصر وصلوا إلى 561 حاكما منهم 81 من الهكسوس، وهؤلاء جميعا لم يكونوا ظالمين لشعوبهم، أو فاسدين في الأرض. وشدد «السيسي» على أن الرئيس السابق لم يكن فرعوناً لأنه لو كان كذلك لاتخذ العدل منهاجاً يطبقه بين في تصرفاته وبين الناس. وقال «السيسي» إن خطاب العرش الذى يوجه لكل من يعتلى الوزارة عند المصريين القدماء يقول: «إعلم أن الوزارة «مرة» وليست حلوة، فإن الماء والهواء سينقلان كل ما تفعله أنت ووزراؤك فى الخفاء، فليكن نبراسك ماعت العدالة.. وإياك أن تقرب إنساناً أو تبعد إنساناً لأنه قريب منك أو بعيد عني.. وإياك أن تفعل ما فعله الوزير «خيتى»، والذي ظلم أهله وأنصف الغريب، وعندما أستأنفوا الحكم لصالحهم، رفض تنفيذه، حتى لا يقال إنه أنصف أهله على حساب الغرباء..ومارس الظلم حتى اتصف بالعدل». وأشار المفكر القبطي إلى أن مصر فى عهد الرومان كانت تسمى ب «سلة الخبز» للإمبراطورية الرومانية، وفى تلك الفترة لم تكن هناك بنوك فى سويسرا، أو انجلترا، أو أمريكا، وإذا نهب الحاكم فأين يودع ما نهبه! فالإمبراطورية عندما وصلت الى بلاد ما بين النهرين شمالا وأثيوبيا جنوبا وبرقة غربا وكانت الأموال تأتى منها فكانت الأرض تجود بمحاصيل رهيبة فلم يكونوا فى ذلك العهد جائعين. «إن «حور محب» هو أول من وضع قانون حقوق الإنسان والملك تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية ورمسيس الثانى خير مثال للحكام الديمقراطيين». هكذا أرخ «السيسي» ووصف الحكام المصريين مقارنة بحكام العصر الحديث، رافضاً إطلاق لفظ «فرعون» على أي حاكم لا ينتهج العدل بين الناس. فيما أكد مدير عام البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، أن الديكتاتورية لم تكن أسلوب حكم فى زمن الفراعنة، وأنها اختفت من فكرهم السياسي فى إدارة شئون البلاد. وأضاف «ريحان» أن وصلات الحب والتقدير والتقديس تربعت على عرش العلاقة بين الحاكم والمحكوم، مشيراً إلى أن ما تم فى بناء الأهرامات، يكشف عن انتماء الجميع للفرعون العادل، حيث استغلوا طاقاتهم في تشييد الأبنية التعليمية التي عززت من موقف الحاكم، وأسست لدولة أحفادهم، وترسيخ صورته العادلة. وبسؤاله عن الحاكم الظالم فى التاريخ الفرعوني، قال «ريحان»، إنه فرعون الخروج، الذى وصفه القرآن الكريم بالظلم والشرك، والذي قام بتسخير البشر فى عهده، ممارساً سلطة الديكتاتور، حيث جاء في القرآن الكريم، «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون». لافتاً الى أن النصوص الفرعونية القديمة، تحدثت عن بطولات رمسيس الثاني، وأعمال التعدين، واستخراج الفيروز من أرض سيناء.