الشيخ أبو يحيى مفتاح، مؤسس تنظيم المسلمين الجدد، أحد أئمة السلفيين،يرى أن الحسن بن على كان أشجع من الحسين، وأنه مقدم عليه عند أهل السنة، وقال فى حواره مع « فيتو» إن الإمام الحسين مات شهيدا مظلوما، ووصفه بالثائر ضد التوريث، موضحا أن ثورته ليست خروجا على الحاكم، لأن يزيد بن معاوية لم يكن حاكما شرعيا، نافيا عنه العصمة، مستنكرا أفعال الشيعة، معتبرا أن علماءهم كفار، والمزيد فى هذاالحوار : كيف تري الفارق بين الحسين والخوارج.. فالبعض يقول إن مافعله الإمام الشهيد يتشابه مع فعله الخوارج؟ - هناك شعرة دقيقة بين ما فعله الحسين رضى الله عنه،وبين ما فعله الخوارج الذين ذكرهم النبى، ولتوضيح ذلك علينا العودة إلى تصور الموقف، فالحاكم فى شريعتنا ينصب الإمامة بثلاثة أمور إما بتوصية إمام سابق وهذا ما حدث من معاوية عندما أوصى بالبيعة إلى يزيد، وهذا وجه شرعى مثلما نص أبو بكر الصديق على عمر بن الخطاب، أما الوجه الثاني فهو الشورى وهى أعظمها كما كان مع سيدنا أبى بكر الصديق عندما اختاره المسلمون بالشورى، أما الطريقة الثالثة فهى القهر والغلبة، وتعنى أن يكون هناك حاكم يقهر الناس ويغلبهم فيحكمهم، ويكون بزواله تهديد بشيوع الفوضى وانتشار القتل والسرقة ، ومع أن معاوية لم يخالف الوجه الشرعى الأول فى اختيار الحاكم إلا أنه أراد البيعة لابنه، وهنا ثار الإمام الحسين على التوريث حتى لا يرتضيه الناس ويجعلونه ملكا عضوضا، ولو أن معاوية اختار أى شخص آخر ما كان يجب الخروج عليه. ولذلك فموقف الحسين لا يمكن اعتباره خروجا على الحاكم، فقد جاءته بيعة من أهل الكوفة فاعتبر أن فى عنقه حمل 4 آلاف رجل بايعوه برسائل على البعير، ومن خلال مسلم بن عقيل، رأى أن فى رقبته بيعة واجبة النفاذ، وما فعله لم يكن خروجا على الحاكم لأنه كان يظن أنه حاكم غير شرعى،فوثق فى ابن عمه مسلم بن عقيل من شيعة الكوفة. والظاهر - من تحليلات كبار العلماء والتابعين- أن الحسين كان يريد إبلاغ رسالة إلى الناس بألا يقبلوا مثل هذا التوريث والملك العضوض فيما بعد، وألا يتركوا مبدأ الشورى، ثانيا أنه رأى رؤية حقة للنبى صلى الله وعليه وسلم، وكانت تلك الرؤية تحثه على المضى قدما فى الأمر، فمضى فيه رغم معارضة الصحابة لهذا القرار، فما يقرب من 90 % من الصحابة الذين عاصروا تلك الوقائع كانوا يرفضون خروج الحسين إلا مسلم بن عقيل وعبدالله بن الزبير وآل بيت النبوة، والأمر الآخر أن هذا الأمر كان قدريا فصار الحسين إلى ما صار إليه، ثم لما ذهب الحسين ورأى ما رأى من موقف أهل الكوفة طلب من عبد الله بن زياد أن يمهله ثلاثة أيام ويخير أهل الكوفة بين ثلاثة أمور إما العودة إلى المدينة، وإما أن يذهب إلى الثغر مجاهدا وفى طريقه يقتص من قتلة مسلم بن عقيل، وإما ان يذهب إلى يزيد بن معاوية فى الشام، وقال الحسين لابن زياد هذه هى خياراتى الثلاثة وسأفعل واحدا منها لكن شريطة أن تمهلونى ثلاثة أيام استخير فيها واستشير وأثبت الأمر ثم أقول لكم ذهبت إلى هذه الوجهة أو تلك،فقبل منه الكلام بداية، ولكن أهل السوء أوعزوا إلى ابن زياد ألا يتركه هكذا،وأشاروا عليه بأسر الحسين ، حتى يستطيع ابن زياد أن يسيره كيفما شاء، وزين أهل السوء لابن زياد الأمر بأنه سيقربه من يزيد بن معاوية، فأقدم ابن زياد على أسر الحسين، فما كان من الشهيد إلا أن قام بدفع الصائل عليه – أى المعتدى عليه- وهذا واجب شرعى، وأصر على القتال لأنه اعتبر ابن زياد ناقضا للعهد، ودفاعا عن عرضه، لأنه خشى لو وقع فى الأسر أن يتطاول بعض الناس على نسائه وهو عرض النبوة، فكان قتالا استشهد فيه سيد شباب أهل الجنة، ونحن نعتقد أنه شهيد قتل مظلوما. ولم يكن الحسين يريد بخروجه إلى الكوفة القتال مع يزيد، والدليل أنه عندما وصل واكتشف تخاذل أهل الكوفة، ونفاق الشيعة آثر أن يقدم خياراته الثلاثة . و كيف تري أهداف ثورة الحسين؟ هو ثار على الظلم لإرساء مبدأ العدل، ولتعليم المسلمين رفض الظلم، وألا يحيدوا عن مبدأ الشورى، كما أراد تعليمهم الإعراض عن بيعة من لا يظن فيه كامل الصلاح، كما أنه خشى أن يكون سكوت الصحابة حجة للناس للسكوت على الظلم، وخروج الحسين مع عبد الله بن الزبير أرادا به أن يخرقا الاجماع على الصمت فى جانب الصحابة، حتى لا يقال إن الصحابة سكتوا عن الظلم، لأن السكوت عن الظلم باطل ولا يجتمع رأي الصحابة على باطل. والمحلل للموقف من المؤرخين والأئمة الأعلام الأجلاء، اجازوا الثورة على الظلم بشرط ألا يترتب عليه مفسدة أكبر من الظلم. هل يمكن أن نطلق على تلك المبادئ مصطلح « المبادئ الحسينية» ؟ - بل هى مبادئ إسلامية خالصة، ولا نسميها «حسينية» حتى لا يلتبس الأمر فى ذهن العامة ومحدودى الثقافة، وحتى لا يعتقد البعض أن تلك المبادئ أسسها الشيعة، وقد كان الحسن أشجع من الحسين وهو عند أهل السنة مقدم على الحسين، استنادا إلى حديث النبى صلى الله عليه وسلم، والذى قال فيه «إنه سيصلح الله به فئتين عظيمتين من المسلمين»، لقد أتى الحسين بهذه المبادئ، من الشرع ومن بيت النبوة، ولذلك أفضل لو يطلق عليها مبادئ شرعية أو مبادئ نبوية او مبادئ إسلامية لأنه فى كل حالة لن يقع اللبس عند الناس. كيف تري محاولات الإخوان للتقريب بين السنة والشيعة؟ - الإخوان المسلمون حاولوا التقريب بين السنة والشيعة طمعا فى أموال إيران، وليس خدمة للدين، وأعتقد أنه لو استفادت الأمة من تلك القربى بحيث نصل إلى الاكتفاء الذاتى فى الغذاء والكساء على الأقل فلا مانع من ذلك شريطة ألا يتعلق الأمر بالعقيدة ، اما إذا كان الإخوان المسلمون يستلهمون من الثورة الإيرانية قمع اهل السنة والمعارضين لحكمهم فهذا أمر مرفوض بشدة. كيف نستلهم فكر الحسين فى تجديد الفكر الإسلامى حاليا ؟ - بتدريس هذا النموذج لأولادنا، وليس الحسين فقط الذى يحتاج ان نستلهم فكره بل لابد أن نستلهم الفكر من جميع الصحابة ، ففى شأن موقعة كربلاء منهم من أخذ بالعزيمة ومنهم من رآها وأخذ بالرخصة، ومنهم الملهم والمسدد عبد الله بن عباس، والذى كان يرى أن أهل الكوفة وكربلاء أهل شقاق ونفاق، وقد ذاق أبوه منهم الكثير ، وكذلك عبد الله بن عمر وقد رفضا خروج الحسين ، لأنهما كانا على يقين من خذلان أهل الكوفة للحسين، ولابد لنا من تصدير أفكار هؤلاء العظام، لأن الغرب يفتقد إلى الأبطال فى تاريخه، ولذلك اخترعوا «الرجل العملاق والرجل الأخضر وباتمان» وكلها أبطال من ورق صنعها الغرب ليربى فى نفوس أبنائه قيما من خلال قصص أبطاله الخيالية، لكن نحن لدينا أبطال بطولاتهم حقيقية ناصعة ، ولذلك ينبغى تدريس تلك البطولات فى المدارس، وتربية النشء الصغار على بطولات الرجال الحقيقيين . ما مدى شرعية الطقوس الشيعية فى الاحتفال بذكرى الحسين ؟ - هذا لا يجوز شرعا، وهذه الذكرى لا نحتفل بها أصلا، لأنها ذكرى مؤلمة بالنسبة لنا، والاحتفال يكون بالأشياء المبهجة، والشيعة تقصد من تلك الاحتفالات إدانة أهل السنة. ماذا عن ابتلاع تربة الحسين للتبرك والشفاء من الأمراض ؟ - هذا لا يجوز مطلقا ، لأن الصحابة عايشوا تلك الأحداث، ومنهم من عاش بعد الحسين ستين سنة، ولم يرد عنهم مثل تلك الأمور، ولو كان فيها خير للناس فلماذا تركوها؟ كيف يرى أهل السلف الصالح عصمة الإمام الشهيد ؟ - المعصوم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، ومن تجمع عليه الأمة، استنادا إلى قوله صلى الله عليه وسلم « لا تجتمع أمتى على ضلالة» ، لم تكن هناك عصمة، ونقول إن الحسين مسدد الخطى وموفق ولكن لا نقول إنه معصوم ، لأن موقفه من الخروج على يزيد بن معاوية له وجهتان، وجهة شرعية، وأخرى دنيوية، والموقف الشرعى لم يخطئ فيه الحسين، لكنه أخطأ فى الموقف الدنيوى لأنه لم يحسن تقدير شجاعة وبسالة وإخلاص أهل كربلاء، لأن الشيعة معروف عنهم الشقاق والنفاق، ولذلك دعى عليهم الحسين . ومن المعتقدات الفاسدة للشيعة أنهم يعتقدون فى عصمة الأئمة الاثنى عشر، لكن هذا معتقد فاسد. «غاندى» كان يردد مقولة «لقد تعلمت من الحسين» قاصدا التضحية والفداء، والشجاعة والإيمان بالهدف.. فكيف يمكن غرس هذه المعانى فى نفوس الشباب المسلم؟ - باستلهام بطولة الحسين وشبابه وتعاملاته والمشهور من قصته وأخيه الحسن مع الرجل الذى أرادا أن يعلماه الوضوء بالحسنى، فجاءا به ليحكماه أيهما يتوضأ أفضل، وأعتقد أن أشجع الناس على الإطلاق هو محمد صلى الله عليه وسلم، يليه فى الشجاعة أبو بكر الصديق ثم عمر رضى الله عنهما، وعثمان أشجع من على وعلى أشجع من الحسن الخليفة الخامس، والحسين ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، وآل البيت النبوى . هل قصد الحسين أن يذهب إلى كربلاء للتقريب بين السنة والشيعة والطوائف الإسلامية المتناحرة فى ذلك التوقيت ؟ - ربما قصد ذلك وأضمره فى نيته لكن لم يظهر هذا من خلال الروايات الواردة عن أهل العلم الثقات، وقد تكون فى نفسه ولكنه لم يصرح بها. كيف يمكن استغلال ذكرى استشهاد الحسين فى التقريب بين الفريقين؟ - مستحيل لأن خلافنا مع الشيعة خلاف عقائدى، وليس خلافا فكريا أو مذهبياً، فغلاة الشيعة يعتقدون أن القرآن محرف وأنه ثلث ما نزل، ويعتقدون أن الصحابة تواطأوا على الظلم، ويعتقدون أن عليا أخفى ابنته وأتى بجنية فزوجها لعمر بن الخطاب، وقوم يعتقدون أن عائشة رضى الله عنها ارتكبت الفاحشة، فهؤلاء أشخاص يكذبون القرآن ويطعنون فى شرف أمنا، وعوام الشيعة عندى ليسوا بكفار، ولكنهم آثمون ومعذورون بالجهل، أما علماء الشيعة الذين يعتقدون هذه المعتقدات رغم امتلاكهم لآلية البحث، وإمكانية التحقيق فلا عذر لهم،وهم كفار ولا شك.