لم يكن سقوط نجم بحجم محمد سعد في ماراثون أفلام عيد الأضحى – مجددًا – أمرًا مفاجئًا، فقد عشق هذا الفنان الكوميدى السقوط المتكرر في السنوات الأخيرة بعد أن صار هو كل شىء في العمل الذي يقدمه، فهو المخرج، والممثل، وكاتب السيناريو، وأشياء أخرى، وبالتالى فإن سعد هو الذي يكتب بنفسه نهايته كفنان معجون بالكوميديا. كان سعد ناجحًا ومميزًا واستطاع في عام 2002 تحطيم الرقم القياسى لإيرادات السينما في فيلم "الليمبي" الذي حقق أكثر من 20 مليون جنيه، حين كان فنانًا فقط، ممثلا، يسمع للمخرج فيطيع، ويلتزم بالسيناريو المكتوب ولا يضيف عليه إلا ما يخدم السيناريو ذاته، واستمر ناجحًا في فيلميه التاليين، لكنه بدأ يهزم نفسه بنفسه وبالتحديد بعد فيلم "بوحة" ؛ لأنه كان يصر على أن يضع كل كبيرة وصغيرة بنفسه حتى "إيفيهات" أفلامه كان يكتبها بنفسه ويقحمها على السيناريو حتى إنه كان يهدد المنتج والمخرج بأن "إيفيهات الفيلم في جيبه". سعد فنان هزمه عناده، هواه، إصراره على رأيه، وابتعاده عن عناصر النجاح، وأبرزها العمل الجماعي، لهذا كان يخسر جمهوره فيلمًا بعد آخر، وصولًا إلى برنامجه " وش السعد" الذي كان حلقة صارخة من حلقات هزيمته لنفسه، والآن أوشك أن يكتب كلمة النهاية، فبعد أن كان نجوم الكوميديا "مرعوبين" منه ويحرصون على عرض أفلامهم في توقيت مغاير لعرض فيلمه، أصبح أقصى طموح سعد الآن أن يستطيع فيلمه "تحت الترابيزة"، المعروض حاليًا، أن يتجاوز ممثلا أقل موهبة منه بكثير هو محمد رجب بفيلمه "صابر جوجل" الذي ينافس "تحت الترابيزة" في الفشل، فيما يغرد أحمد حلمى وحيدا على القمة، وبالمناسبة فإن حلمى بدا تقريبا مع سعد، وكلاهما كان سنيدا ل"علاء ولى الدين" في فيلم "الناظر" في عام 2001. سعد في أحدث أفلامه يصر على الفشل والسقوط والهزيمة، بإصراره على تكرار نفسه حيث يجسد شخصيتين، الأولى شخصيته الطبيعية من خلال دور محام يدعى "عاصم سنجارى"، يتحول إلى "حنكو" عقب إصابته في حادث سيارة، وهو الأمر الذي سبق أن قدمه في فيلم "اللى بالى بالك"، حين تحول "اللمبى" إلى الضابط "رياض المنفلوطى" عقب حادث سيارة، والمثير أن "حنكو" أشبه بشخصيات "اللمبى وعوكل وبوحة". لم يعد لسعد أمل في البقاء بين نجوم الكوميديا وربما في عالم الفن عمومًا سوى فيلم "الكنز" الذي من المقرر أن يخرجه الرائع الكبير شريف عرفة، فقط على سعد الذي يلامس عامه الخمسين أن يترك نفسه بين يدى هذا المخرج إن أراد أن يعود إلى صدارة شباك الكوميديا نجمًا، مهابًا، تلقائيًا، يقدم فنًا حقيقيًا، بعيدًا عن الإفيهات المعلبة والشخصيات المكررة، والإصرار على شعار:"أنا الفيلم والفيلم أنا" الذي جعل منه بقايا ممثل مهزوم في دور العرض السينمائى وأمام جمهوره.