هناك ثنائيات مصرية خالصة، لا يمكن ذكر إحدهما دون الآخر، فالهلال مرتبط دائما بالصليب، والأزهرلا يكتمل دوره بدون الكنيسة، وعلوى أمين لا يمكن ذكره بدون بولس عويضة، فهما يجسدان الوحدة الوطنية فى زى الإنسان، لا يفترقان.. يتقاسمان الهموم، والأفراح، والأعياد.. حتى فى الحوار الذى أجرته «فيتو» معهما كان مشتركا. الدكتور علوى امين- استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر- والقمص بولس عويضة-استاذ القانون الكنسى- أكدا ان الوحدة الوطنية هى القاسم المشترك فيما بينهما, لايفرقان فى المناسبات بين كونها إسلامية أم مسيحية. كيف يحتفل الأخوان «علوى امين» والقمص بولس عويضة، بأعيادهما معا؟ - علوى امين: الامر لا يختلف كثيرا بين عيد اسلامى او مسيحى، فلا توجد مناسبة إلا ونحن نشارك بعضنا بعضا، حتى فى رمضان يشاركنى الاب بولس الصيام والإفطار, ونحن كمسلمين نسير على وثيقة المدينة التى كتبها الرسول، صلي الله عليه وسلم، التي أمن فيها الاقباط، وقال «لهم مالنا وعليهم ما علينا». بولس عويضة: نحن نعتبر ان اى عيد يأتى سواء إسلامياً أو مسيحياً هو عيد لنا جميعا، لا نفرق بينه وبيننا فى شيء حتى فى الصيام، نصوم ونفطر معا، وكثيرا ما ادعى للافطار فى رمضان واكون صائما، واحيانا كثيرة اصوم الشهر كاملا، ولابد ان يكون اول افطار لنا فى بيت اخى علوى، كما يصوم الدكتور علوى معى صيام العذراء، ونحرص على المشاركة معا فى أى مناسبة، حتى لو كانت داخل مسجد، فنحن لا يفرقنا شيء. كيف تريان هذه المشاركة؟ -الدكتور علوى: أراها معبرة عن كوننا ابناء وطن واحد، واخوة فى بيت واحد لايفرقنا شيء، فانا احتفل معه بعيده، وهو يحتفل معى بعيدى، وهذا لايحدث فى اى مكان فى العالم، ما يؤكد ان المصريين نسيج واحد. القمص بولس: المشاركة واجب دينى مقدس (قبل ان تموت احسن الى صديقك وعلى قدر طاقتك ابسط يدك واعطه)، وهى دعوة للمشاركة مع الاخوة والاصدقاء ووصاية بالمحبة (لكن ليفهم العالم اني احب الآب وكما اوصاني الآب هكذا افعل، قوموا ننطلق من ههنا)، فهى كلها اعيادنا. ما ابرز المشاركات التى تشاركتما فيها؟ - أمين: كل عيد سواء اسلاميا او مسيحيا، واكثر ما تشاركنا فيه كان فى ثورة يناير، حيث كان القمص بولس يقوم بالمساعدة فى توفير الماء للمتوضئين. عويضة: اكثر المناسبات التى تشاركنا فيها هى اعياد رأس السنة الميلادية وعيد القيامة المجيد بل كل اعيادنا، لكن المشاركة التى كثيرا شاركنى فيها عندما صلينا فى جنازة لشهداء الثورة، ولم نكن نعرف هويتهم، فقمنا بالصلاة عليهم سواء، واتذكر ان هذا حدث فى مسجد السيدة نفيسة، حيث صلى الشيخ علوى صلاة الجنازة، وانا صليتها ايضا عليهم فى المسجد ذاته. ماذا عن تجسيد الوحدة الوطنية فى وجهة نظركما؟ - الدكتور علوى: الوحدة الوطنية لا تقل عن كونها فرضا من الفروض الاسلامية التى اوصى بها الاسلام، فالاخوة الاقباط هم اخوة لنا لا فرق بيننا، ولكن مايحدث هو عبث من أيد خارجية تريد ان تنال من وحدة مصر ومن وحدة ابنائها. القمص بولس عويضة: المجتمع المصرى بطبيعته مجتمع متكاتف، ونسيجه متسامح، ولا فرق بين مسلم او مسيحى، ومستحيل ان يفرق بيننا احد، بسبب الدين، أو أى شىء آخر.