تنطلق فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته ال32 في الفترة من 21 وحتى 27 سبتمبر، وهي الدورة التي تحمل اسم النجمة يسرا، وترفع شعار السينما والمقاومة. وعلى مدى مشوارها الفني الطويل والحافل بالعطاء، استطاعت الفنانة يسرا أن تعبر من خلال أعمالها الفنية المختلفة عن فكرة المقاومة بأشكالها المتنوعة، حيث جسدت تلك الأعمال فكرة مقاومة الخوف والضعف والإرهاب والأفكار السلبية في المجتمع، ومقاومة العنف وغيرها من أشكال المقاومة، وبمناسبة تكريم يسرا نتعرف في التقرير التالي على كيفية تبني يسرا لفكرة المقاومة في أعمالها، وكيف جسدت تلك الأعمال سواء في السينما أو الدراما فكرة المقاومة. يسرا عبرت من خلال عدد من أفلامها عن المرأة ومشاعرها وأحلامها، ومن أشهر تلك الأفلام "أمراة آيلة للسقوط" من إنتاج عام 1992، وتدور قصته حول "أحلام" الفتاة التي تقرر أن تتوب عن كل شيء خاطئ كانت تفعله، وتبدأ حياة جديدة بعد الزواج والإنجاب، لكنها تكتشف أن زوجها مدمن فتعود للسرقة من جديد بعد إقناع من زميليها، لكن الأمور لا تسير على ما يرام بعد مقتل صاحبة الشقة وطفلها خلال عملية السطو، وتواجه تهمة القتل البريئة منها، والفيلم يجسد فكرة الصراع من أجل الثبات على التوبة، ومقاومة كل ما يمكن أن يؤدي للعودة للخطأ مرة أخرى. في فيلم التعويذة من إنتاج عام 1987، عبرت يسرا عن فكرة مقاومة الخوف، وتحديدًا من الجن والسحر والشعوذة، من خلال قصة عائلة تقيم في منزل كبير، ويعرض أحد رجال الأعمال عليهم شراء البيت، فيرفض الأبناء، لتبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة في البيت، وتتصاعد الأحداث حتى تنتصر قوة الإيمان والخير على الشر في مشهد النهاية الذي جسدته يسرا. وفى فيلم الإنس والجن من إنتاج عام 1985، قدمت يسرا فكرة مقاومة الخوف أيضًا من خلال القصة التي تدور حول الصراع بين العلم ورفضه للخرافات التي تتمثل في المسّ الشيطاني، في ظل إيمان البعض بوجود ذلك، وطوال الفيلم يظلّ البطل رافضًا للأمر، وفى النهاية يظهر الدين كحلّ للمشكلة، حيث يحترق الجن بسبب إيمان البطلة "يسرا". اشتركت يسرا في بطولة فيلم طيور الظلام عام 1995، وهو واحد من أهم الأفلام التي جسدت فكرة الصراع بين الحكومة والجماعات المتطرفة، ورفض الشعب للفساد والتطرف، من خلال قصة ثلاثة محامين تجمع بينهم الزمالة، ولكن تفرق بينهم المصالح والأهواء، أولهم فتحي نوفل الذي يتحول إلى شخص انتهازي يسعى من أجل المال فقط، أما زميله علي الزناتي فينضم إلى الجماعات المتطرفة دينيا ليحقق مكاسب مالية، أما الثالث محسن فيكتفي بالعمل كموظف بسيط في إحدى الشركات، ورغم أنه متمرد، إلا أنه يظل بعيدا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات المتطرفة، وجسدت يسرا دور عاهرة سميرة تعمل لدى عادل إمام، وتتصيد الفرص، ويستغلها عادل إمام كواجهة له، وتتطور الأحداث. في فيلم العاصفة عام 2001، قدمت يسرا واحدًا من أهم أدوارها، حيث لعبت دور أم يسافر ابنها إلى العراق لمساعدة أسرته، ويضطر للالتحاق بالجيش العراقي مجبرًا، ويسافر مع الجيش لغزو الكويت، ويلتحق ابنها الثاني بالقوات المصرية المسافرة لمساعدة الكويت بعد غزو العراق لها، يثور طلاب الجامعة ضد ما يحدث في المنطقة، وخلال الأحداث عبرت بصدق عن رفض المواطن العربي لفكرة الصراع بين الشعوب العربية، وحالة التمزق في صورة بليغة من خلال حيرة أم وأزمتها، عندما تجد أبناءها يواجه كل منهما الآخر في حرب لا تعرف الرحمة. ومن خلال اشتراكها في فيلم عمارة يعقوبيان عام 2006، وجهت يسرا وأبطال العمل رسالة قوية، جسدت واقع مصر من خلال شخصيات مختلفة من طبقات مختلفة تعيش في عمارة واحدة، وجسدت يسرا في الفيلم دور كريستين صديقة زكي "عادل إمام" القديمة وصاحبة البار الذي يتردد عليه، وهي رمز للمساندة والدعم الذي يحتاجه الإنسان ممن يحب وقت ضعفه حتى يقاوم كل مخاوفه، ويعيش حياة أفضل حيث تحاول في الفيلم مساعدة زكي في محنته إلى أن يتزوج من بثينة "هند صبري". مرة أخرى اشتركت في فيلم مثل صرخة قوية في وجه الإرهاب والتطرف، وهو فيلم دم الغزال 2005، وتدور أحداثه حول فتاة تعيش في حي شعبي، ولكن شباب الحي يتصارعون على حبها، وفى سياق الأحداث يتناول الفيلم ظاهرة الإرهاب من خلال التركيز على أسباب الظاهرة، وخاصة الفقر والبطالة. على مستوى الدراما، تألقت يسرا أيضًا من خلال مجموعة من الأعمال، ومنها رأفت الهجان، وهو ملحمة وطنية مستوحاة من قصة الجاسوس المصري "رفعت علي سليمان الجمال" الذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وجسدت يسرا دور زوجة رفعت "رأفت الهجان"، والمسلسل يركز على فكرة مقاومة العدو الإسرائيلي. في مسلسل قضية رأي عام 2007، قدمت يسرا عملا فنيا متميزا، كان بمثابة صرخة في وجه المجتمع ونصرة للنساء، حيث ناقشت قضية الاغتصاب، وحق المرأة في وجود عقوبة رادعة لمن يقدم على مثل تلك الجريمة في حقها؛ لمنع انتشار تلك الظاهرة، وسلط المسلسل الضوء على أفكار خاطئة، تتعلق بذلك الموضوع وحاول مقاومتها ومواجهتها. مرة أخرى في مسلسل في أيد أمينة عام 2008، تبنت يسرا قضية الكشف عن الفساد والفاسدين في المجتمع، ودافعت عن حقوق الأطفال من خلال دورها كصحفية تحاول الكشف عن الفساد حتى تتوصل إلى عصابة تقوم بسرقة الأطفال وخطفهم وبيعهم في الخارج للمحرومين من الإنجاب.