دائما ما يضفي المصريون على شعائرهم الدينية مذاقا خاصا، ويتضح ذلك في طقوس احتفالاتهم بأداء الفريضة وفرحتهم بالسفر لأداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم-، مع الوقت بدأت معظم هذه الطقوس في الاختفاء لأسباب كثيرة منها ارتفاع تكلفة الحج وتطور وسائل السفر. وترصد «فيتو» الفرق بين طقوس توديع الحجاج واستقبالهم بين الماضي والحاضر، وأهم طقوس الاحتفال التي اختفت مع مرور الوقت ومن بينها:
«الأغاني» فمن الطقوس التي كانت تسبق سفر الحاج إلى المملكة العربية السعودية، هو أنه بمجرد علمه بموافقة الحكومة له على أداء الفريضة، تقام الأفراح في المنازل، ويبدأ في تلقي التهاني من الأهل والجيران، كما كانوا يقومون بما يسمى «التحنين»، وهو عبارة عن أغانٍ ذات إيقاع هادئ يرددها المصريون عند توديع الحجاج أو وقت عودتهم من الحج، والتي تعبر عن الشوق والحنين إلى زيارة الأراضي المقدسة. ويؤكد المؤرخون أن هذه الأغاني ظهرت في القرن السابع الهجري، ويرجع سبب التسمية؛ إلى أن الناس غالبا ما تدعو للحاج ب«حج مبرور وذنب مغفور والله يحنن عليك». ومن أشهر هذه الأغاني، أنشودة الفنان محمد الكحلاوي، ومطلعها «لجل النبي لجل النبي أنا جيت أزورك والنبي لجل النبي»، لكن مع الوقت وتقدم وسائل السفر وارتفاع أسعار الحاج، بدأت هذه الأغاني في الاختفاء تدريجيًا، وخاصة بعد ما كانت منتشرة في القرى والنجوع في الريف والصعيد. «الرايات البيضاء» وبعد أن كان الحاج يظهر على ظهر جمل أو حصان مزين ويسير به في جميع أنحاء القرية وتصحبه فرقة موسيقية أو مزمار بلدي، لتحية أهل القرية، أو في سيارة تحمل الرايات البيضاء، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت هذه الأمور في الاختفاء تدريجًا حتى اكتفت بالزغاريد التي تصاحب الحاج قبل خروجه، تعبيرًا على الفرحة بالسفر للحج. «تزيين البيوت» وبالرغم من اختفاء كثير من الطقوس الاحتفالية، إلا أن المصريين وخاصة في الريف والصعيد مازلوا يتمسكون بدهان المنازل وتزيينها برسومات للطائرة أو السفينة التي تنقل الحجيج، وكتابة عبارات «حج مبرور وذنب مغفور.. لبيك اللهم لبيك»، عند استقبال الحاج بعد عودته من أداء فريضة الحج.