برغم إجماع علماء الأزهر علي أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية لكن هناك من يري أهمية تطبيقها بشكل تدريجي لتتواءم مع الظروف المجتمعية المصرية وآخرون يرون أن الأمر يجب أن يكون بشكل مقنن وقاطع لتحقيق العدالة الاجتماعية. الدكتور محمود إمبابي وكيل الأزهر السابق يؤكد أن أحكام الشريعة بالفعل مطبقة في حياتنا فنحن لا نشرب الخمر ولا نقرب الزني،لكن الحدود ليست مطبقة وتطبيق الشريعة فيه خير لكل مصري علي اختلاف عقائدنا وهي تسع في عدالتها كل الناس سواء كان مسلما أو غير مسلم وتطبيق الشريعة يقتضي تهيئة الظروف والأجواء المعيشية وفيها متسع وبالتالي تقتضي أن يتم تطبيقها بالتدريج. مضيفاً :إن الشريعة تأخذ بدرء الشبهات وأن يكون الأمر الذي يطبق فيه الحد أمرا يقينيا ليس فيه شبهة والقانون في هذه الأمور أكثر صعوبة من إقامة الحد وبالقانون يمكن ادانة شخص بريء ،لكن في الشريعة الإسلامية لايمكن ذلك. مواصلا: وينبغي قبل تطبيق الشريعة والحدود أن يقوم علي ذلك العالمون بالأمور الشرعية ولا ينبغي أن تطبق بجهالة بل الأمر يقتضي الدراية والدراسة والشريعة تطبق علي الحاكم والمحكوم، وينبغي علي من يطبق الشريعة أن يتصف ب«العدالة والأمانة» وأن يطبق ذلك علي نفسه أولاً قبل تطبيقه علي الآخرين لأن فاقد الشيء لا يعطيه ،وتطبيق الشريعة بهذا الشكل قد يستغرق سنوات. الدكتور علوي أمين- أستاذ الشريعة جامعة الأزهر- فيما قال: إن الشريعة الإسلامية مطبقة في الأحوال الشخصية والقانون المدني به 6 مواد فقط ليست من الشريعة الإسلامية وفي مجلس الشعب عام 1981 قمنا بكتابة وتنظيم الشريعة الإسلامية وكان الرئيس السادات سيطبقها قبل أن يتوفي والذي كان لا يطبق لدينا هو الحدود وهي 5% من الشريعة وقال تعالي «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون« «المائدة -50» , وعدم الفهم من قطع اليد لن يقطع يد أحد ولن يتم رجم أو قتل أحد وللحاكم أن يقيد المباح فسيدنا عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» قيد حد السرقة في عام المجاعة. وأكد علوي أن الظروف المجتمعية المصرية لن تنصلح إلا بتطبيق الشريعة فاللص والبلطجي سيخاف والضمير سيستيقظ وستصبح مصر جنة الله في أرضه،فالمجتمع المكي والجزيرة العربية كلها قبل الإسلام كان مجتمعاً كافراً وتركهم النبي علي المحجة البيضاء قادوا العالم وعندما تركنا الشريعة قادنا العالم. مضيفاً: أما شروط تطبيق الشريعة في مصر أن يكون القضاة والمحامون دارسين للشريعة وتعليم الشريعة لا يحتاج فلسفات وشرح قوانينه بسيط من خلال الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية هي الملاذ الأخير،المسلمون عندما فتحوا مصر كتبوا علي الهرم " لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكن عندما غزا نابليون مصر أراد هدمه فضربه بالقنابر- المدافع – فأي شريعة نريدها أن تحكم إذن ومصيبتنا أن هناك من لا يفهم ولكنه يتحدث في كل مكان أما الذي يفهم فغير مسموح له بالحديث.