منذ القبلات والأحضان الحارة بين الرئيس محمد مرسى والرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى طهران والقاهرة، وتلويح الأخير بشارة النصر من مسجد الحسين بالقاهرة الفاطمية، والسلفيون على مختلف توجهاتهم صار لديهم قناعة بأن الإخوان يفتحون البلد على مصراعيه للمد الشيعى لإرباك السلفيين، وشغلهم بمقاومة هذا المد ليحتكر الإخوان كل مساحات الملعب السياسى. ملعومات حصلت عليها "فيتو" تفيد أن الدعوة السلفية تتصدى حاليا للمد الشيعى من خلال لجنة تضم الدكتور أحمد فريد؛ رئيسًا، والشيخ أحمد السيسى؛ نائبًا، والشيخ ناصر رضوان، والشيخ شحاتة صقر، وآخرين؛ أعضاء، وتتخذ هذه اللجنة من المركز الانتخابى للنور قاعدة بيانات للتحرك، وتقوم بجمع معلومات عن أبرز الأماكن، وتعقد مؤتمرات فيها. وفى ذات السياق أكدت مصادر سلفية أن شيعة مصريين ينشئون منذ ثورة يناير جمعيات أهلية برأس مال إيرانى، منها " جمعية الثقلين"؛ إحدى الجمعيات التابعة للتنظيم الدولى الشيعى، ويترأسها طاهر الهاشمى؛ أبرز قيادات الشيعة فى مصر والمتحدث باسم قوى آل البيت الشيعية، ويوجد أيضًا "جمعية آل البيت" التى أنشأها القطب الشيعى صالح الوردانى، وتقدم الكتب التى تروّج للفكر الشيعى مجانًا. وعلى مرأى ومسمع من الإخوان وحكومة هشام قنديل تم إنشاء جمعية الإمام الصادق فى أسوان، فضلًا عن وجود قرية بالغربية بها حسينيات وشيعة كثيرون، وتحديدًا فى مدينة المحلة، ويقودهم المتشيع سالم الصباغ، بالإضافة إلى جمعية الحسين بالقاهرة، وجمعية العترة المحمدية بالشرقية. وما قاله الشيخ "ياسر برهامى"؛ نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية عن وجود مجموعة مسلحة قوامها 130 شيعى فى الأقصر، أكدت المصادر على صحته، مشيرة إلى وجود مجموعة من الأشراف بأسوان يستعدون للسفر إلى طهران؛ لتعلّم مذهب الشيعة الإمامية لنشره فيما بعد فى باقى محافظات الصعيد من خلال خلط العمل الدعوى بالعمل الخيرى. وأخطر ما كشفته المصادر هو استخدام إيرانيين لشيعة سوريين وعراقيين كانوا قد هاجروا من دولهم إلى مصر، ويوجد منهم أعداد كبيرة فيها لتنفيذ مخطط إيران فى المد الشيعى وتصدير الثورة الإيرانية، وقد أنشأ هؤلاء حسينيات فى الشيخ زايد وأكتوبر والمنوفية والشرقية، مستغلين الفكر الصوفى وطقوسه فى الريف والحضر. المهندس جلال مرة، الأمين العام لحزب النور وصف تفكير الإخوان فى شغل السلفيين عن السياسة بالمد الشيعى ومقاومته بأنه غباء سياسى، مشيرًا إلى أن أسوان وقنا وسوهاج هى أكثر أماكن الشيعة فى مصر، وخاصة أسوان، محذرًا من خطورة الوضع، ومرجعًا ذلك إلى الحمية والأسلحة الموجودة فى الصعيد، ومحاولات أنصار التشيع لخلق عائلات شيعية بأكملها، مؤكدًا أنهم بدأوا حملات منع التشيع من الصعيد؛ لكونها أكثر الأماكن من حيث انتشار الشيعة، كاشفًا عن معلومة من العيار الثقيل، وهى أن هناك قرى بالصعيد أصبح عدد الشيعة فيها يقارب عدد السنة. أما الشيخ عادل نصر، مسئول الدعوة السلفية بالفيوم وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية، فأضاف أنه شاهد حسينيات وأعدادًا كبيرة من الشيعة فى أسوان والغربية، وحسينيات فى الأماكن الجبلية، ووجد أموالًا توزع دون حساب من خلال جمعيات تقدم أيضًا مشروعات للشباب. "نصر" أعرب عن دهشته من منطق الإخوان وسماحهم وتهاونهم أمام المد الشيعى لشغل السلفيين به، مؤكدًا أن منطقهم سيتسبب فى خراب البلد، ويخلق فتنة بين أهلها، مشددًا: إن هناك مجموعات مسلحة من الشيعة تنتشر حاليا فى صعيد مصر، وفى أماكن مختلفة، وتهدد الأمن القومى المصرى، قائلا: هذه معلومات وليست مجرد كلام". الدكتور شعبان عبد العليم، القيادى بالدعوة السلفية وحزب النور قال: إن من يظن أنه يخلق مكائد سياسية للدعوة والحزب فهو مخطئ؛ لأن المد الشيعى سيضر مصر أكثر مما ينفع، وللأسف فإن الشيعة أصبحوا يتحركون فى مصر كما يشاءون بغطاء من الإخوان، وطالبنا الرئاسة بحسم الأمر، وبرفضنا للتواجد الشيعى، لكنها لم تسمع لنا، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن حزب النور والدعوة يسخران كل إمكانياتهما لمواجهة المد الشيعى.