شهد المسرح في الآونة الأخيرة، تطورًا ملحوظًا، واهتمامًا خاصًا بالمهرجانات المسرحية، والتي تهدف إلى عودة المسرح إلى سابق عهده، حيث بمجرد انتهاء المهرجان القومي للمسرح المصري، والذي حقق صدى ملحوظًا في العملية المسرحية، شهد أكبر تجمع جماهيري للمسرح منذ أعوام نظرًا لجودة العروض المشاركة بالمهرجان. كما لوحظ بالقرن العشرين تطوير تقنيات المسرح واهتمام الجمهور به، فبعد عودة الجمهور لمتابعته من جديد يعتبر في مرحلة تحسس للطريق، فهو في منطقة بين أن يحافظ المسرح على هذا الجمهور والذي ظهر على وجه الخصوص خلال المهرجانات المسرحية والتي آخرها كان المهرجان القومي للمسرح في دورته التاسعة والتي حملت اسم "نور الشريف"، حيث كان الجمهور المتابع للمهرجان هو المكسب الحقيقي وفي تزايد يوم عن يوم، بالإضافة إلى العروض المسرحية الكبيرة. وما أن انتهى المهرجان حتى بدأ التحضير لمهرجان المسرح التجريبي المعاصر بعد توقف دام 6 سنوات والمقرر انطلاقة 20 من شهر سبتمبر الجاري. ويعد المهرجان في الدورة 23 ليس تسابقيًا بل أسوة بمهرجانات كبيرة مثل أفينيو وأدنبره والهدف منه هو نقل أحدث تجارب المسرح المعاصر لمصر واطلاع الغرب على مسرحنا وتمنى بالنهاية أن تكون الدورة 23 دورة ناجحة ومفيدة للحركة المسرحية، وتعد أيضا أحد الطرق لإعادة المسرح المصري كما كان سابقا. وبرغم محاولات اعادة المسرح المصري إلا أن أعمال الصيانة بالمسارح قد تعيق هذا العمل، فقلة عدد المسارح تؤثر بشكل أو آخر على العروض المسرحية وعلى العروض أثناء المهرجانات. فقد قال الدكتور سامح مهران، رئيس لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة في تصريح سابق، إن إغلاق مجموعة من مسارح الوزارة للصيانة، في هذا الوقت يدل على ضيق الأفق لدى الدولة، حيث ستتطلب الصيانة إغلاق المسارح لفترة زمنية طويلة، الأمر الذي يضر بإيرادات المسارح في الموسم الصيفي كله، مما سيؤدي إلى خسائر مادية مكلفة للدولة. وأضاف "مهران" في تصريح خاص ل"فيتو"، أن المسارح عامة تحتاج إلى إعادة هيكلة بشكل صحيح، حيث تعتبر عملية الصيانة المقامة حاليا للمسارح مجرد شكليات مقارنة بما يحتاجه مسرح الدولة فعليا، مؤكدًا أن المسرح يحتاج إلى إدارة تسويقية تستطيع ترويج عروضه بالشكل اللائق كالمسارح العالمية، إضافة إلى ضرورة وجود نصوص مسرحية جيدة. وأضاف في ذات السياق في تصريح سابق الدكتور ناصر عبد المنعم رئيس المهرجان القومي للمسرح، أن مثل هذه التجربة لها قد تبوء بالنجاح أو الفشل ببساطة لأن عروض المهرجانات يكون الدخول فيها مجانا فلا يمكننا أن نقيس هذا على الأيام العادية، ولكن البيت الفني للمسرح مطلوب منه أن يستقطب الجماهير بعروض تجني الربح وتستحق أن يزيد سعر التذكرة بنسب لكي يحقق البيت الفني أرباح مادية ويتحول المسرح إلى مشروع تجاري ذا دخل، ولكن البيت الفني للمسرح لا يأخذ في اعتباره أمر الربح ويقدم العروض من باب بث ثقافة المسرح وهذا أمر غير صحيح نسبيا فلا مشكلة مع وجود تثقيف والربح المادي. وأضاف في تصريح خاص ل "فيتو" أن عروض المهرجانات تختلف من حيث إنها تجذب عددًا أكبر من الجمهور كونها لوقت محدد ولأنها أفضل العروض يمكن أن نبدأ في تفعيل أسعار رمزية للمسرحيات بحيث لا تصبح غالية على الجمهور ولا تمنعه من المشاهدة ولكن تحقق ربحًا رمزيًا قد يزيد من ثمن الجوائز أو يستخدم لشيء يفيد المهرجانات وبالتالي ومع الوقت وزيادة المهرجانات طوال العام سيتحول المسرح إلى فكرة تجارية تؤدي إلى الربح. وبين هذا وذاك يسعى البيت الفني للمسرح من خلال المهرجانات والعروض المسرحية المميزة والأسعار الرمزية أن يعود بالمسرح المصري ولكن ما زال ينقصه الكثير وهو الفكر المسرحي والتسويق للمسرح، فبل يجب الاعتماد فقط على المهرجانات بل ويجب أن يتم القيام بخطة زمنية ممنهجة للنهوض بالمسرح المصري.