كتبت صحيفة "تشاينا دايلي" الصينية عن قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة هانجتشو الصينية. وقالت الصحيفة عن هذه المناسبة: كان صاحب الدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ في استقبال ضيوفه من قادة العالم بالمكان الذي أقيمت فيه المأدبة وهو فندق شيتسي العريق الذي يطل على البحيرةالغربية بمناظرها الخلابة والتي تعد من معالم هانغتشو التي توصف بأنها جنة الله على الأرض، حيث استعرض الطهاة مهاراتهم في تقديم قائمة مبتكرة من الأطباق تظهر فيها ما يتمتع به المطبخ الصيني من تنوع واناقة ونكهات مختلفة ومتعددة وأيضًا ما تنتجه أراضي هانغتشو ونهرها من أفضل المأكولات. وكانت القائمة خالية تمامًا من لحم الخنزير وكان التركيز فيها على المأكولات البحرية حيث بدأ تقديم الطعام بالمقبلات والتي تكونت من معجون الفول المطهو ببطء وخيار مخلل طازج وشرائح السمك المدخن ثم عقب هذا تم تقديم الحساء المكون من فطر الماتسوتاكي أو فطر الصنوبر بطعمه المشابه لمزيج من القرفة والصنوبر والذي يمتاز بالنكهات الخاصة في مدينة هانغتشو. والطبق التالي على المائدة كان من اطباق هانجتشو الشهيرة وهو سمك الماندرين مع الصنوبر وهو نوع من الأسماك الصينية يظهر من خلاله الطهاة في هانغتشو مهاراتهم وحرفيتهم في التقطيع بالسكين ويقدم مع صلصة تمتزج فيها نكهة الحلو والحامض والتي هي أيضا من سمات الطعام في المنطقة ويتم تزيينه بالصنوبر المحمص. ثم جاء طبق آخر الذي بالنسبة لأهالي هانجتشو لا تكتمل المائدة بدونه وهو طبق القريدس الخاص بهم والذي يتم قليه ليصبح مقرمشًا وهو طبق يتمتع بالحلاوة الخفيفة الذي يتم فيه التمازج بين الرائحة والنكهة، ثم آخر يعد أيضا من الاطباق المحلية الخاصة بهانغتشو وهو طبق السلطعون المحشو في البرتقال وهذا الطبق له تاريخ قديم يعود إلى عهد أسرة سونغ الإمبراطورية عندما كان البرتقال فاكهة نادرة والحصول عليها يعتبر أمرًا صعب المنال. ثم تلا هذا طبق يطلق عليه "دونجبو رو" وهو طبق تقليدي آخر وعادة ما تكون مكوناته مصنوعة من لحم الخنزير، ولكن في مأدبة الأمس كانت مكوناته جميعها من اللحم البقرى المطهو ببطء في أفضل أنواع صلصة الصويا. وبالطبع لا تنتهى الوجبة بدون تقديم الحلوى والتي كانت متنوعة تضمنت الفاكهة الموسمية والآيس كريم ثم القهوة والشاي الذين تم تقديمهما مع المعجنات الصينية الكلاسيكية. ولا يمكن أن ننسى حين نتحدث عن تلك المأدبة الفاخرة التي تثبت أن الطعام هو حقا لغة عالمية تتخطى الحدود والحواجز أن نتطرق إلى اطقم السفرة والأوانى التي قدم فيها الطعام والتي تعد من أفضل أنواع أدوات وأطقم المائدة التي تنتجها الصين فقد كانت مزينة جميعها بزخارف بارزة تحمل توقيع هانغتشو وسماتها الثقافية حيث جاءت تصاميمها مستوحاة من المشاهد البديعة للبحيرة الغربية والزخارف التقليدية الصينية مثل زهور وبذور اللوتس. أما عن الدعوات الرسمية التي تم إرسالها للضيوف لحضور تلك المأدبة وكذلك قوائم الطعام وأيضا البطاقات الموضوعة على مائدة الطعام فكانت جميعها مصنوعة من الحرير الخالص الذي تشتهر مدينة هانجتشو بصناعته والمصبوغ باللون الأخضر الزيتوني الخفيف.