حشيش وخمور بشاسيهات السيارات وهيروين في معجون الحلاقة.. وذهب وألماس داخل حقائب دبلوماسية الاعتماد على ورق «الألومنيوم» في تعطيل أجهزة التفتيش الإليكترونى إدخال أجهزة التنصت والمراقبة عبر ميناء الإسكندرية والأسلحة من السلوم هيروين وكوكايين وحشيش وبانجو، أدوية مخدرة ومنشطات جنسية وخمور، أسلحة وأجهزة تنصت ومراقبة، ذهب وألماس وساعات وعملات، جميعها بضائع محظورة وممنوعة يتم تهريبها إلى البلاد بطرق وأساليب مبتكرة عبر المنافذ البرية والبحرية على طول الشواطئ والحدود المصرية، وكذلك عبر المطارات المختلفة، وفى الفترة الأخيرة فطنت الأجهزة الأمنية والسلطات المختصة، إلى حيًل وألاعيب المهربين وتمكنت من إحباط عمليات تهريب عديدة وضبطت أطنانا من الممنوعات، تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات، وتتجاوز الجمارك والغرامات المستحقة عليها 9 مليارات و260 مليون جنيه، خلال أقل من عامين.. محقق "فيتو" استطاع الحصول على تقرير صادر عن مصلحة الجمارك يتضمن البضائع المهربة وقيمة الجمارك المستحقة عليها، وعند مطالعة التقرير توقف عند بعض البيانات والأرقام الغريبة والمثيرة به، ومن بينها: تحرير 123 محضر تهريب كوكايين وحشيش وهيروين وبانجو، بلغت قيمة المخالفات والغرامات عليها نحو 2 مليار و605 ملايين جنيه، وترددت في عقله عدة تساؤلات مهمة: لماذا يتم دفع غرامات على تهريب المخدرات.. وما أساليب تهريب البضائع المختلفة.. وما خريطة الموانئ والمنافذ التي يتم التهريب عبرها؟".. طرح المحقق هذه التساؤلات وغيرها على مصدر أمني مطلع فكشف عن تفاصيل غاية في الإثارة تحملها السطور التالية: في البداية تحدث المصدر عن المواد المخدرة وما يتردد عن فرض جمارك عليها قائلا: "يجب أن نفرق بين أنواع المخدرات المختلفة، فالعقاقير الطبية المخدرة مثل الترامادول والترامال وغيرهما، هي في الأصل مستحضرات طبية، وتدخل إلى البلاد وفق ضوابط ومعايير محددة، ونفس الشيء بالنسبة للمنشطات الجنسية والمكملات الغذائية.. وعند محاولة إدخالها إلى البلاد عن طريق التهريب، يتم ضبط القائمين عليها وتقديمهم إلى الجهات الأمنية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وفى ذات الوقت تفرض عليها غرامات باعتبارها بضائع مهربة.. أما بالنسبة للمخدرات الصريحة مثل البانجو والحشيش والهيروين، فهذه "ممنوعات" بمعنى أنه محظور دخولها للبلاد وفقا للقانون، ومن تضبط بحوزته يحال إلى المباحث المختصة، ويتم التعامل معه باعتباره تاجرا أو مهربا للمخدرات.. وهذه الأصناف لا يوجد لها بند جمركى، ومن ثم فهى غير خاضعة للجمارك".. قاطعه المحقق متسائلا: "وبما تفسر ما ورد في تقرير مصلحة الجمارك المشار إليه؟".. فأجاب: "المخدرات المهربة بصفة عامة لا تصل الموانئ سواء البرية أو البحرية أو الجوية، بشكل صريح، وإنما تخفى داخل "كونتنرات" ضخمة تحتوى على بضائع أخرى، مثل لعب الأطفال أو الأجهزة الكهربائية أو الأخشاب وغيرها من البضائع، ومن ثم تفرض الرسوم الجمركية على البضائع الأصلية التي يحاول أصحابها تهريبها دون المرور على رجال الجمارك، وليس على ما بداخلها من مخدرات".. المصدر أضاف أنه تتم مصادرة المواد المخدرة المضبوطة، بعد إثباتها في محاضر رسمية، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة لحين اتخاذ قرار بإعدامها، فبالنسبة للحشيش والبانجو، يتم إعدامهما حرقا في محافظة الإسكندرية بمعرفة الأجهزة الأمنية، وفى حضور لجنة تضم أعضاء من النيابة العامة.. أما العقاقير المخدرة والهيروين والكوكايين، فلها إجراءات أخرى للإعدام، حيث تسلم بمحاضر رسمية إلى وزارة الصحة التي تشكل لجنة تضم كيميائيين متخصصين، لفحص العقاقير والمخدرات، وأخذ كميات محددة منها للاستخدام في المستشفيات ومصانع الأدوية، وإثباتها في تقرير مفصل يوضح نوع العقار أو المخدر، والكمية التي تم أخذها، واسم المستشفى أو الجهة التي تستفيد منها.. أما الكمية المتبقية فيتم إعدامها كيميائيا، بحيث تضاف إليها مواد كيميائية تحللها وتغير من تركيبها نهائيا، ثم يقدم محضر الإعدام الموقع من قبل أعضاء اللجنة إلى النيابة العامة. انتقل المحقق إلى نقطة أخرى في حديثه مع المصدر الأمني وهى أساليب تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها من البضائع والممنوعات عبر المنافذ المختلفة فقال: "أساليب التهريب تتطور مع تضييق الخناق الأمني على المهربين عبر المنافذ بالمطارات والموانئ، من أغربها وضع المواد المخدرة خصوصا الهيروين في أكياس صغيرة وابتلاعها، وبذلك يتمكن المهرب من الخروج من الدوائر الجمركية، وأجهزة التفتيش الإلكترونية، وبعد ذلك يتم إخراج تلك الأكياس بطريقة أو بأخرى.. ومن أساليب تهريب الهيروين والكوكايين أيضا، وضعهما في عبوات مستحضرات التجميل خصوصا الكريمات ومعجون الأسنان ومعجون الحلاقة، بعد تغليفها جيدا، ويتم ذلك عن طريق فتح العبوات و"دفن" المخدر بداخلها، وبالنسبة لعبوات معجون الأسنان يتم فتحها من أسفل وإدخال المخدرات فيها ثم إعادة غلقها.. وهناك من يدعى أن ساقه أو ذراعه مكسورا، ويخفى المخدرات وغيرها من البضائع المراد تهريبها داخل الجبس، وتلجأ بعض السيدات إلى إخفاء الممنوعات في ملابسهن الداخلية، وبين طيات الملابس وفى الأحذية، وفى مخابئ سرية داخل الحقائب وآلات التصوير ولعب الأطفال وغيرها من الوسائل الأخرى".. وبالنسبة لتهريب الحشيش والبانجو، فيتم تهريبها بشكل أكبر من خلال المنافذ البرية، ويلجأ المهربون إلى أساليب عديدة لإخفاء "البضاعة"، فمنهم من يضعها داخل "كاوتش" السيارات أو داخل "تنك" البنزين أو في البطاريات، وفى الجزء الفاصل بين كابينة السائق والمقطورة، وهناك من يخفى الحشيش والبانجو داخل "شاسيه" السيارة من الأسفل.. هذا بالإضافة إلى وضعها داخل البضائع سواء خضراوات أو فواكه أو أقماح أو مواد بناء.. وهناك مهربون يدخلون مخدرتهم وغيرها من البضائع عبر مياه البحر، بحيث تتم عملية التسليم والتسلم في عرض البحر، ثم تنطلق مراكب صغيرة الحجم بها وترسوا على مناطق نائية من الشاطئ، ثم تنقل المخدرات أو الأسلحة عن طريق الجمال. المصدر الأمني عاد للحديث عن تهريب البضائع الأخرى من المنافذ الجمركية دون تسديد الرسوم المستحقة عليها قائلا: "ابتكر المهربون أساليب جديدة لتهريب مختلف أنواع البضائع من الجمارك، فمثلا يضعون المشغولات الذهبية داخل مواتير الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والسخانات، أو في حقائب خاصة يتم إخفاؤها وسط كميات ضخمة من الأخشاب، وفى بعض الأحيان يتم لفها بشاش طبى على جسد شخص مريض كان يتلقى العلاج بالخارج، وفى حالات قليلة يتم وضع الذهب والأحجار الكريمة مثل الألماس داخل حقائب دبلوماسية، أيضا قد يوضع الذهب داخل عبوات مستحضرات التجميل، مثلما فعل شخص أجنبى بمطار القاهرة مؤخرا حيث تم ضبطه أثناء إنهاء إجراءات سفره إلى قطر بمطار القاهرة الدولى، وبحوزته 20 سبيكة ذهبية و235 جراما مشغولات ذهبية، و200 ألف جنيه مصرى و6 آلاف دولار أمريكى، كان يخفيها داخل عبوات كبيرة لمستحضرات التجميل التي تستخدم داخل محال الكوافير.. والذهب والأحجار الكريمة المهربة عادة ما تأتى إلى مصر من دول بعينها مثل الإمارات والسعودية، وقطر واليونان.. وبالنسبة للساعات فيتم تهريبها بطرق مبتكرة أصلا تتشابه مع طرق تهريب الذهب، غير أن بعض المهربين استغل عبوات الشيكولاتة داخل قطعة الشيكولاتة نفسها.. وهناك من يلصق أجهزة الموبايلات الصغيرة بلاصق قوى على جسده، مع وضع طبقة من ورق "الألومنيوم" عليها حتى تعكس أشعة أجهزة التفتيش الإلكترونية.. المصدر أضاف أن مهربى الخمور يخفونها داخل شحنات أخرى مثل المفروشات والسيارات، والمواد الغذائية والآلات ولعب الأطفال.. ومنهم من يفرغ صناديق الخمور ويخفى الزجاجات داخل "كاوتش" سيارات النقل الكبيرة أو في تنك الوقود الخاص بها، أو يغير شكل الزجاجة نفسه، وفى هذه الطريقة يتم تفريغ الخمور في علب عصير عادية، وبعد الخروج من الميناء، يعاد تعبئتها في زجات أخرى. طلب المحقق من المصدر الأمني أن يرسم له خريطة تقريبية للموانئ والمنافذ التي تشهد عمليات تهريب كبيرة، وتحديد أنواع المهربات بكل منها فقال: " المهربون يستخدمون جميع المنافذ لإدخال بضائعهم الممنوعة والمهربة جمركيا، وعلى سبيل المثال تنشط محاولات تهريب العقاقير المخدرة عبر مينائى بورسعيد ودمياط، والهيروين والكوكايين عبر ميناءى الإسكندرية وسفاجا، أما الحشيش والبانجو فتنشط محاولات تهريبهما عبر منفذى السلوم ورفح البريين، ومن خلال المنافذ الجنوبية للبلاد.. والذهب والأحجار الكريمة والآثار، يتم تهريبها عبر مطارى القاهرة والأقصر، وموانئ الإسكندرية وسفاجا وبورسعيد.. وأجهزة التنصت وكاميرات المراقبة والألعاب النارية، والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية والخمور، فيتم تهريبها بكثرة عبر ميناء الإسكندرية، والمنافذ البرية المختلفة.