بن لادن كان لا يثق إلا في المقاتلين العرب مقاتلو «القاعدة» أصبحوا «عواجيز» غير قادرين على حمل السلاح الكلام عن تورط اليهود نوع من "البروباجندا" كشف نبيل نعيم، مؤسس جماعة الجهاد في مصر، الساعد السابق للدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، عن أسرار جديدة ومثيرة في ذكرى هجمات 11 سبتمبر حول منفذى العملية، وطريقة اختيار بن لادن للعناصر التي تنفذ العمليات الانتحارية. وتفاصيل عديدة مثيرة في ثتايا الحوار التالى: كيف ترى قوة تنظيم القاعدة بعد نحو 15 عاما من هجمات الحادى عشر من سبتمبر؟ بعد اغتيال أسامة بن لادن، أوشك التنظيم على الانهيار تمامًا، لسببين أساسيين، أحدهما متعلق بغياب القيادة المركزية للتنظيم، فلم تعد المركزية تحكم التنظيم بشكل أساسي، ويرجع السبب في هذا لقدرة بن لادن على إدارة التنظيم وتأثير المقاتلين به، وهو الأمر الذي يختلف عن الوقت الراهن، فلم تعد الشخصية الكاريزمية تؤثر في المقاتلين بقدر تأثير بن لادن، أما السبب الآخر فهو فرار كثير من المقاتلين لدى تنظيم القاعدة إلى سوريا والعراق، للانضمام إلى تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية هناك، وذلك بعد إعلان أبو بكر البغدادى، زعيم التنظيم، إقامة دولة إسلامية، فوجد مقاتلو القاعدة، أن نصرة الدولة خير من نصرة تنظيم القاعدة، بحجة أن الجميع يجب عليه أن يكون تحت لواء مشروع إقامة دولة إسلامية، تتمدد أفقيا لتتوسع في كل الدول، فضلا عن وصول عدد كبير من مقاتلى القاعدة إلى أعمار متقدمة، فمنهم من تجاوز السبعين والستين عامًا، وصار قعيدًا غير قادر على القتال وحمل السلاح. وماذا عن شعبية أيمن الظواهري، في صفوف مقاتلى التنظيم؟ تمتع الظواهرى بشعبية نسبية بين قدامى المقاتلين، لقربه من زعيم ومؤسس التنظيم أسامة بن لادن، وثقتهم فيه، حيث إن الثقة نابعة في الأصل من ثقة بن لادن فيه، لكن هذا لم يكن كافيا لتمدد التنظيم وقدرته على استقطاب عدد أكبر من المقاتلين، أو حتى الحفاظ على أعداد المنضمين إلى التنظيم، فانشقت عنه قيادات التنظيم الفرعية، ولم يتبق معه سوى ما يعرف بجيش النصرة، الذي ظل تحت أمرة الظواهرى حتى عام 2013، ومع اشتعال المعارك في سوريا، كان حتما على إسرائيل تأمين حدودها وقواتها المتواجدة في هضبة الجولان في دمشق، فعقدت دولة قطر اتفاقا مع جيش النصرة، أن يتخلى عن الظواهرى مقابل منح مالية وعسكرية، على أن يقوم جيش النصرة بتأمين حدود إسرائيل، حتى أن الدوحة طلبت من النصرة تغيير اسمها لتلحق بمحادثات جنيف للسلام. لماذا أخفقت محاولات القوى العظمى في التخلص من بن لادن لسنوات طويلة؟ هذا الأمر يرجع لسببين، أولهما حماية القبائل في باكستان له، فكان بن لادن يتمتع بحب وإخلاص زعماء القبائل هناك، فضلا عن حرص المخابرات الباكستانية على حياته، نكاية وانتقاما من الولاياتالمتحدة، التي قتلت عددًا من المقربين من المخابرات الباكستانية مثل الشيخ جاد الحق، بالإضافة إلى الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية على الأراضى الباكستانية دون موافقة الحكومة هناك. هل يتدرب أعضاء "القاعدة" على قيادة الطائرات؟ لا، لم يتدرب مقاتلو القاعدة على قيادة الطائرات بشكل ممنهج، بل ما حدث في أحداث الحادى عشر من سبتمبر هو حالة استثنائية، فقد رتب وخطط ودبر للعملية خالد شيخ محمد، بأوامر من بن لادن نفسه، ومنحه كل الميزانيات اللازمة لإتمام العملية، وبالفعل تدربوا في شركة لتعلم الطيران في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان معهم المصرى محمد عطا، وتكلفت عملية تعلم الطيران نحو 30 ألف دولار للفرد، بعدها كُلف محمد عطا بمراجعة جداول رحلات الطيران، واستقر به الحال على موعد الطائرتين اللتين ضربتا واشنطن. حدثنا عن السمات الشخصية لبن لادن؟ بن لادن شخص هادئ جدًا، لديه رصانة في التفكير وعمق القرار، لم يكن منفعلا حتى في أشد المواقف صعوبة، كان لديه القدرة في التأثير فيمن حوله، يدرك جيدا التعامل مع الشخصيات المختلفة، كانت رغبته الأولى دفع المقاتلين نحو تنفيذ عمليات قتالية وانتحارية وكان بن لادن يختار المقاتلين المرشحين للعمليات الانتحارية من أهل الثقة وكان لايثق الا في العرب وخاصة السعوديين واليمنيين. كيف ترى أحداث 11 سبتمبر 2001 بعد هذه السنوات؟ - ذكرى الحادى عشر من سبتمبر كانت كالبركان الذي زلزل العالم، من خلال ضرب برجى التجارة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالتالى هي ذكرى أليمة للشعب الأمريكى، في نفس الوقت كانت انتقاما من جانب تنظيم القاعدة للرد على الموقف الأمريكى الذي تحول للنقيض بعد انتهاء الاحتلال الروسى لأفغانستان، واتجاه أمريكا لتحريض بناظير بوتو في باكستان على التخلص من المسلمين وترحيلهم لأفغانستان، في نفس الوقت فرضت أمريكا الحصار على الشعب العراقى، مما تسبب في مقتل مليون و600 ألف طفل، فضلا عن إقامة قواعد أمريكية في الخليج، وبالتالى 11 سبتمبر كان ردا من القاعدة على كل ذلك. وهل تعتقد أن العمليات الإرهابية شهدت تطورا بعد 11 سبتمبر 2001؟ هذا صحيح فهناك تطور في نوعية المواجهة من الناحية التكتيكية، والمقصود به استهداف سقوط أكبر عدد من الضحايا مثلما حدث في الملهى الليلى بفرنسا وغيرها، وهذا دليل على أن الإرهاب تطور بشكل كبير نتيجة نجاح هذه التنظيمات الإرهابية في جذب عناصر ذات صفات خاصة، مثل نجاحهم في استقطاب أعداد كبيرة من الحرس الجمهورى العراقى، الذين انضموا إلى داعش، ولعبوا دورا رئيسيا في هزيمة الجيش العراقى، والاستيلاء على الموصل، وهذا عكس ما كانت عليه هذه التنظيمات في الثمانينيات والتسعينيات من أنها حركات محلية لا علاقة لها بالدولة وهدفهم عودة الخلافة. هل تعتقد أن 11سبتمبر وضعت أيديولوجية جديدة لجماعات الإرهاب؟ - لا لأن هذه التنظيمات لها أيديولوجية ثابتة، وهى تكفير الحكومات ووجوب الخروج عليها وقتالها، بل تنظر للجيوش العربية على أنها كافرة ومرتدة، وبالتالى أباحوا أرواحهم ودماءهم، وهذا الأمر موجود من القاعدة إلى تنظيم داعش مرورا بالنصرة وبيت المقدس، وهذه التنظيمات منقسمة طوال عمرها، ويعد داعش النموذج المتطور باحتلاله أرض، وإدارة مؤسسة اقتصادية فيما يشبه الدولة، وهذا يعنى أن هناك جماعات أشد تطرفا وعنفا وإرهابا ستظهر في المستقبل. هل تتوقع جيلا جديدا من المتطرفين له شكل ونظام جديد؟ هذا أمر واضح وأكيد، لأن الشواهد والمعطيات الحالية تقول إن هناك جيلا جديدا من المتطرفين سيظهر، خاصة وأن أسباب ظهوره متوفرة من فقر وبطالة وديكتاتورية وبطالة وغلاء أسعار، وعدم تطبيق العدالة الاجتماعية، كل هذا جرس إنذار لظهور جيل آخر من المتطرفين.