نادر نور الدين: منتجات الصوب الزراعية تسبب أضرارًا صحية عديدة "التخطيط والمتابعة".. مصطلحان حال وضعهما على قائمة الخطوات الواجب اتباعها عند تنفيذ أي مشروع من المتوقع أن تكون النتائج جيدة، وتجاهلهما بالقطع ستترتب عليه كوارث لا حصر لها. مشروع إنشاء ال 100 ألف صوبة، الذي أعلنت الحكومة تنفيذه، واحد من المشروعات التي يمكن القول إنها في أمس الحاجة لأن يكون هناك تخطيط ومتابعة، نظرا للمخاطر التي حذر منها عدد من الخبراء، والتي من الممكن أن تسبب ضررا لآلاف المصريين الذين سيعتمدون على استهلاك ما تنتجه تلك الصوب. وتعود قصة "المشروع الحكومي" إلى شهر مضى، وتحديدا عندما عرض وزير الزراعة مشروع إنشاء ال 100 ألف صوبة زراعية على الرئيس السيسي لزيادة الإنتاج من الخضر والفاكهة وتدوير عجلة تصدير الحاصلات الزراعية المصرية إلى الخارج. وأصدر الرئيس تكليفا لوزير الزراعة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع على أكمل وجه، وبأعلى تكنولوجيا مبتكرة في الخارج، فيما، ارتفعت أصوات عدة تطالب بإعادة النظر في المشروع، مستندين في مطلبهم إلى التجربة السيئة التي مرت بها مصر فيما يتعلق ب"زراعة الصوب"، والتي بدأت في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، وتركت بصمة سيئة على جبين الزراعة المصرية. من جانبه قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة: إنشاء مصر 100 ألف صوبة زراعية أمر غير مُجدٍ؛ لأن هذه الصوب كثيفة الاستهلاك للمبيدات والأسمدة، كما أنها تكون مكانا لتزايد الأمراض الفطرية نظرا لارتفاع درجات الحراراة في مصر بخلاف الدول الأوروبية. "نور الدين" تابع قائلًا: علينا أن ندرك أيضا أن الإنتاج الضخم للصوب في مصر لن يمتصه السوق الداخلي والخارجي، حيث إن إنتاج الصوبة يعادل إنتاج فدان، وهذا يعني أنه في حالة تنفيذ المشروع سيكون لدينا إنتاج 100 ألف فدان خضر وفواكه وهي إنتاجية كبيرة، يضاف إلى ذلك الأضرار الصحية التي قد تنشأ بسبب تركز الأسمدة والمبيدات في منتجات الصوب الزراعية. في سياق ذي صلة قال الدكتور غريب البنا، رئيس معهد البساتين بمركز البحوث الزراعية الأسبق: إن زراعة الصوب في مصر تنتج فواكه وخضر خطيرة على الصحة العامة، نظرًا لارتفاع نسب استخدام المبيدات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في مصر وما يتبعه من نمو للفطريات واضطرار المزارعين إلى رش المبيدات بكميات كبيرة وجنى الثمار عقب رشها مباشرة قبل انتهاء فترة الأمان التي يفقد المبيد فيها فاعليته، وهو ما يجعل الأسواق تمتلئ بمنتجات زراعية خطيرة، تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة وهو ما رفع معدلات الإصابة بالسرطانات والفشل الكلوي خلال الفترات الأخيرة.