تحل اليوم كرى رحيل الجنرال "محمود الجوهري"، الذي لقبه الكثير "التتش الصغير" لتشابهه مع الراحل "محمود مختار التتش". وفى ذكرى رحيله، نسلط الضوء على مشاهد من حياته، ولد بمدينة حلوان في 20 فبراير 1938 حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية، وتدرج في سلاح الإشارة حتى خرج من الخدمة برتبة عميد عام 1976. بدايته الكروية بدأ الجنرال محمود الجوهري تاريخه الكروي مع النادي الأهلي موسم 1956/1955 وعمره سبعة عشرة عامًا، ونظرًا لموهبته الكبيرة التي ظهرت في صفوف الناشئين انضم في الدور الثاني لنفس الموسم للفريق الأول وكان يلعب في مركز ساعد الهجوم، وأحرز أول هدف في تاريخه مع الفريق الأول بمرمى النادي الإسماعيلي في المباراة التي أقيمت بالقاهرة يوم 29 أبريل 1956 وانتهت بفوز الأهلي بهدفين كان الهدف الثاني من نصيب نجم الأهلي في ذلك الوقت وجيه مصطفى، واستمر محمود الجوهري بالفريق الأول حتى موسم 1964؟ اعتزاله وبسبب تعرضه للعديد من الإصابات المؤثرة نتيجة الخشونة الزائدة من مدافعي الفرق المنافسة الذين عجزوا عن مجاراته اعتزل الجنرال كرة القدم وعمره 28 عامًا موسم 1964 نتيجة الإصابات المتكررة. وأقيم مهرجان اعتزال الجوهري وكان معه السبعة الكبار كما أطلق عليهم بعدها موسم 73 بعد انتصار أكتوبر وقتها وصممت إدارة الأهلي على إقامة حفل تكريم لهم والسبعة الكبار هم "صالح سليم، ورفعت الفناجيلي، ومحمود الجوهرى، وطه إسماعيل، وطارق سليم، وميمى الشربينى، وعادل هيكل". زملاء الملعب وزامل الجنرال محمود الجوهري حلال مسيرته الكروية والتي استمرت عشرة أعوام العديد من الأجيال على رأسها الجيل الذهبي للأهلي الذي ضم صالح سليم وحسين مدكور وأحمد مكاوي والضيظوي وسيد صالح وتوتو وفتحي خطاب وحلمي أبو المعاطي ورفعت الفناجيلي وطارق سليم وعادل هيكل وميمي الشربيني وطه إسماعيل إنجازاته كلاعب وفاز الجنرال محمود الجوهري مع الأهلي بستة بطولات للدوري العام وثلاثة بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة. الجنرال مدربًا اتجه الجنرال محمود الجوهري لمجال التدريب وعمل مدربًا لفريق الناشئين تحت 16 سنة بالقلعة الحمراء عام 1965، وفاز معهم ببطولة القاهرة وفي عام 1971 كلفه الراحل صالح سليم المشرف على الكرة في ذلك الوقت بالعمل مرة أخرى في قطاع الناشئين، ثم عمل مساعدًا لعبده صالح الوحش مدرب الفريق الأول بالأهلي موسم 1972/1973، بعدها تولى تدريب فريق الأمل بالأهلي تحت 21 سنة والذي كان يضم مصطفى يونس ومحمود الخطيب ومصطفى عبده وإكرامي، ثم سافر للسعودية عام 1977 ليعمل مساعدًا للمدرب الألماني كرامر في تدريب نادي اتحاد جدة حتى نهاية موسم 1981/1982، ثم كلفه مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة صالح سليم في ذلك الوقت بتدريب الأهلي فتولى المسئولية موسمي 1982/1983، 1983/1984، بعدها سافر للإمارات ليتولى تدريب نادي الشارقة موسم 1984/1985، قبل أن يعيد مجلس الإدارة تكليفه بتدريب الأهلي في صيف 1985. إنجازاته كمدرب للأهلي فاز محمود الجوهري مع الأهلي ببطولتي كأس مصر موسمي 1982/1983، 1983/1984 كما فاز الجوهري مع الأهلي ببطولة كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري 1982 للمرة الأولى في تاريخ الأهلي أزمة الجنرال والمايسترو وتبقى أزمة الجوهرى في عام 85 مع صالح سليم رئيس النادي الأهلي وقتها بمثابة المشهد الأكثر تأثيرًا في مسيرته مع القلعة الحمراء بعد أن تقدم باستقالته بعد عودة الفريق من معسكره بألمانيا بسبب التدخل في اختصاصاته الفنية وإجباره على بعض الأمور التي رفضها الثعلب الأهلاوى. وتعود الأزمة التي نشبت بين صالح سليم ومحمود الجوهرى إلى محمد عباس أحد أبرز لاعبى الأهلي الذي أنهى مسيرته الكروية مبكرًا بسبب تعاطى المخدرات، حيث قام النادي بشطبه من السجلات؛ بسبب عدم التزامه رغم تألقه في عدة مواسم مع الأهلي، وتوقع الجميع له أن يكون أحد أساطير الكرة المصرية، وهو ما دفع "الجوهرى" لمطالبة مجلس النادي وقتها بمنحه فرصة جديدة لتعديل سلوكياته من خلال وجوده في معسكر الفريق في ألمانيا إلا أن مجلس إدارة الأهلي رفض هذا الأمر رغم وعوده للجوهرى بسفر اللاعب إلى ألمانيا للحاق بمعسكر الأهلي في بريمن الألمانية. قبل سفر بعثة الأهلي جدد الجوهرى رغبته في سفر "عباس" إلى ألمانيا رغم اعتماد قرار مجلس إدارة الأهلي بشطب اللاعب من السجلات إلا أن الجوهرى هدد بالاستقالة بسبب هذا الأمر واقترح أن يسافر محمد عباس على نفقته الخاصة، ولكن لظروف خاصة باستخلاص تصاريح السفر تعذر سفر اللاعب وحصل الجوهرى على وعد من مسئولى الأهلي بإرساله إلى معسكر بريمن بألمانيا وظل يتابع الموقف عن اهتمام بعد وصول بعثة الأهلي إلى معسكرها الإعدادى بألمانيا إلا أن محمد عباس لم يسافر بعد رفض مجلس إدارة الأهلي تمرير قرار سفر اللاعب بسبب أزماته الصبيانية وقتها. "الجوهرى" أجرى وقتها اتصالًا هاتفيًا بصالح سليم الذي كان موجودًا في لندن للخضوع لبعض الفحوصات الطبية، إلا أن الأخير أكد له أن قرار المجلس واجب الاحترام وأن اللاعب لن يسافر. بعد عودة بعثة النادي من ألمانيا تلقى "الجوهري" اتصالًا هاتفيًا من حسن حمدى، عضو مجلس إدارة الأهلي والمشرف على فريق الكرة وقتها للاطمئنان منه عن نتائج معسكر ألمانيا وحاجة الفريق من عدمها لخوض مباريات تجريبية استعدادا لمواجهة الزمالك في دور ال 8 ببطولة كأس مصر وهنا ثار الجوهرى ورفض الحديث مع حمدى، وشدد له على ضرورة ألا ينسى أنه كان مدربًا له عندما كان لاعبًا بفريق 16 سنة عندما عمل الجوهرى مساعدًا للفريق تحت قيادة محمد عبده صالح الوحش. في اليوم التالى قدم الجوهرى استقالة إلى مجلس إدارة الأهلي لرفض استكمال مهمته بحجة وجود تدخلات في عمله مشترطًا عدم وجود مدير للكرة أو مشرف عام أي حسن حمدى على أن يكون الحساب نهاية الموسم وأجرى اتصالًا هاتفيًا بصالح سليم، رئيس النادي الذي قال له "أنا مش فاضي" لرئاسة النادي وأنه بات مشغولًا بالبيزنس وكان هذا الاتصال بمثابة المسمار الأخير في علاقة الجوهرى مع النادي الأهلي، حيث حضر بعدها حسن حمدى عضو المجلس وقتها لمقابلة الجوهرى في الأهلي ولكن الأخير لم يحضر.